قبيل ساعات من تصويت مجلس الامن على مشروع قرار حول ليبيا ينص على اتخاذ كل التدابير الضرورية ضد قوات الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي اكد الاخير ان قواته ستنهي المهزلة في بنغازي قريبا كما هددت طرابلس بمهاجمة الملاحة الجوية والبحرية في المتوسط في المتوسط ردا على أي عمل عسكري ضدها.


طرابلس: أعلن الزعيم الليبي في كلمة اذاعية موجهة لسكان بنغازي مساء الخميس أن قواته ستنهي quot;المهزلةquot; في بنغازي خلال ساعات، متوعدا بدخول المدينة هذه الليلة.

وقال القذافي في كلمته إن quot;المهزلة ستنتهي هذه اخر ساعاتهاquot;، واضاف quot;حسم الامر نحن قادمون جهزوا انفسكم منذ الليلةquot;.

كما وعد القذافي بالعفو عمن يلقون السلاح ويستسلمون من سكان المدينة الواقعة على بعد الف كلم شرق طرابلس ومنها انطلقت الانتفاضة الشعبية ضد النظام الليبي في منتصف شباط/فبراير.

وقد ردت قيادة المتمردين في بنغازي على خطاب القذافي بدعوة عناصرها للانضمام الى مواقع المدفعية وقاذفات الصواريخ.

وقالت اذاعة بنغازي، محطة المعارضة، ان quot;قيادة الجيش الليبي الحر تدعو رجال الاحتياط للالتحاق باسرع وقت بمواقع المدفعية وقاذفات الصواريخquot;.

وكانت ليبيا هددت في وقت سابق الخميس باستهداف الملاحة الجوية والبحرية، المدنية والعسكرية، في منطقة حوض المتوسط ردا على اي عمل عسكري اجنبي ضدها.

وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الليبية quot;ان اي عمل عسكري خارجي ضد ليبيا سيعرض جميع الملاحة الجوية والبحرية في البحر المتوسط للخطر وستصبح كل السابلة، المدنية والعسكرية، اهدافا للهجوم المضاد الليبيquot;.

وأضاف الناطق الذي نقلت تصريحه وكالة الانباء الرسمية اوج quot;ان حوض البحر المتوسط سيصبح في خطر شديد ليس على المدى القصير ولكن ايضا على المدى البعيدquot;.

وكان الجيش الليبي اعلنانه سيوقف عملياته العسكرية ضد quot;العصابات الارهابيةquot; الاحد المقبل لاعطائها مهلة quot;لتسليم السلاح والعفو العام عنهاquot;.

واوردت وكالة الانباء الليبية الرسمية ان quot;اللجنة الموقتة للدفاع (وزارة) قررت وقف اطلاق النار تجاه العصابات الارهابية ابتداء من الساعة 00,00 ت غ الاحد (...) لاعطاء مهلة لتسليم السلاح والعفو العام عنهمquot;.

ميدانيا، واصلت القوات الموالية للعقيد القذافي في الايام الاخيرة استعادة سيطرتها على الشرق الليبي.

وحاولت القوات الليبية المسلحة الخميس قصف مواقع الثوار في بنغازي، معقل المعارضة والواقعة على بعد الف كلم شرق طرابلس، كما اعلن المحتجون الذين اكدوا اسقاط طائرتين.

وتعذر على الفور تاكيد هذه المعلومات من مصدر مستقل، في حين نجحت القوات الموالية للنظام في هجومها المضاد في استعادة عدة مدن في الايام الاخيرة اثر غارات جوية وعمليات برية.

واعلن المدير السياسي لوزارة الخارجية الاميركية وليام بيرنز ان القوات الليبية الموالية للقذافي باتت الخميس على بعد 160 كلم من بنغازي، وتواصل quot;التقدمquot; بفضل تفوقها العسكري.

وصدرت معلومات متناقضة ايضا بشان مدينة مصراتة على بعد نحو 200 كلم شرق طرابلس. وقال النظام ان قواته المسلحة استولت عليها، لكن متحدثا باسم المعارضة في مصراتة نفى ذلك.

وكان النظام الليبي اعلن في اليومين الاخيرين الهجوم على مصراتة وبنغازي، رمز الثورة التي انطلقت في 15 شباط/فبراير، للقضاء على حركة الاحتجاج.

وقال التلفزيون الرسمي في خبر عاجل اورده على شاشته quot;تمت السيطرة على ميناء الزويتينة بالكامل والقوات المسلحة على مشارف بنغازيquot;.

واضاف quot;ان القوات المسلحة سيطرت على مدينة مصراتة وتقوم بتطهيرها حاليا من العصابات المسلحةquot;، وذلك غداة معارك عنيفة مع المعارضين اوقعت 22 قتيلا على الاقل بحسب المحتجين.

وكان الزعيم الليبي اعلن الاربعاء ان قواته ستخوض الخميس quot;معركة حاسمةquot; لاستعادة السيطرة على مصراتة، احد آخر معاقل المتمردين في ليبيا، والتي يقطنها 500 الف نسمة.

وفي اليوم نفسه، اكدت قوات النظام انها استعادت اجدابيا، اخر معاقل المحتجين على بعد 160 كلم جنوب بنغازي. وقتل في هذه المدينة 26 شخصا على الاقل، بحسب طبيب تحدث عن quot;معارك رهيبةquot;.

وادى تقدم القوات الموالية للقذافي الى تدفق لليبيين باتجاه الحدود المصرية، بينهم عائلات باكملها في سيارات محملة بالامتعة. ومنذ بداية الثورة فر نحو 300 الف شخص من ليبيا.

كما سحبت اللجنة الدولية للصليب الاحمر طاقمها من بنغازي الى طبرق شرقا وعبرت عن quot;قلقها البالغ مما سيحدث للمدنيين والمرضى والجرحى والمعتقلين وغيرهم ممن يستحقون الحماية في النزاعاتquot;.

وفي الغرب، هاجمت القوات النظامية ايضا بالاسلحة الثقيلة بلدة الزنتان التي تبعد 145 كلم عن طرابلس، حسبما ذكر شاهد عيان.

من جهة اخرى، تبذل العاصمة الليبية طرابلس جهودا لاستعادة حياتها الطبيعية بعد القمع الدامي للتظاهرات في نهاية شباط/فبراير. واستانف التلامذة العودة الى المدارس وفتحت المحال التجارية ابوابها وكذلك المقاهي والمصارف.