بينما يتلكأ مجلس الأمن في استصدار قرار لوقف المجازر في ليبيا، أعلن سيف الإسلام القذافي على الملأ أن أي قرار تتخذه الأسرة الدولية سيأتي متأخرًا على بنغازي آخر معاقل الثوار.

سيف الإسلام القذافي

أعلن سيف الإسلام القذافي نجل العقيد الليبي الموعود بوراثته، في لقاء تلفزيوني الأربعاء أن quot;عاصمة الثوارquot; بنغازي في شرق البلاد quot;ستسقط خلال 48 ساعةquot;، وأن أي قرار تتخذه الأمم المتحدة quot;سيأتي بعد فوات الأوانquot;.

وكان سيف الإسلام يتحدث الى محطة التلفزيون الفرنسية quot;يورونيوزquot;، فقال: quot;كل شيء سينتهي في غضون 48 ساعة لا أكثر. وقواتنا في درجة من القرب منها ستجعل أي تحرك دولي بلا معنىquot;، وفقًا لما تداولته فضائيتا quot;سكاي نيوزquot; وquot;بي بي سي نيوزquot; الإخباريتان.

ونقلت الفضائيتان أن سكان بنغازي تلقوا منشورات نُثرت في الشوارع تعدهم بعدم معاقبتهم في حال ألقوا السلاح. وبثّ التلفزيون الليبي الرسمي بيانًا عسكرياً وصف الاستعدادات لإسقاط بنغازي بأنها quot;عملية إنسانية لإنقاذ أهالي بنغازي الحبيبة. الجيش لن يقوم بأي عمليات ثأرية إذا استسلموا بدون مقاومةquot;.

يذكر أن مجلس الأمن كان حتى ظهر الأربعاء يتلكأ في مسألة اتخاذ قرار بحظر الطيران في الأجواء الليبية. وتعليقًا على هذا قال سيف الإسلام إنquot;أي قرار يتخذونه الآن سيأتي متأخرًا، وتطبيقه لن يتم قبل سقوط بنغازيquot;.

بدت تصريحات سيف الإسلام وكأنها تؤكد ما ذهب اليه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، الثلاثاء، من أن quot;عقارب الساعة لا تتوقفquot;، وأن في هذا مدعاة للقلق إزاء أن تقاعس الأسرة الدولية عن مواكبة تطورات الأحداث السريعة في ليبيا تعني أن قوات العقيد القذافي ستنجز مهمتها، وهي القضاء على الثوار.
ثوار في بنغازي

من جهة أخرى، تضاربت الأنباء عن وضع أجدابيا (150 كيلومترًا من جنوب طرابلس، والمهمة استراتيجيًا والمعتبرة بوابة الطريق الى مصر)، وهي آخر ما تبقى في يد قوات المعارضة بعد بنغازي نفسها.
فبينما أوردت quot;سكاي نيوزquot; أن قوات القذافي استعادتها من الثوار الذين انسحبوا منها تحت نيران القصف الثقيل، نفى متحدث لفضائية quot;بي بي سيquot; هذا النبأ، وقال إنه quot;جزء من الحرب الإعلامية قصد بها خفض معنوياتناquot;.

وفي نيويورك أعدّ لبنان، الذي يترأس مجلس الأمن حاليًا، مع فرنسا وبريطانيا مشروع قرار جديد طرح ظهر الأربعاء على أعضاء المجلس الخمسة عشر. ولا يتعلق هذا بحظر الطيران فوق ليبيا وحسب، وإنما يشمل أيضًا إجراءات عقابية صارمة ضد المرتزقة الوافدين الى ليبيا من دول افريقية، مثل مالي وتشاد والنيجر وغيرها.

وتقول لندن وباريس إن توسيع رقعة مشروع القرار قد يساعد في أن تمتنع روسيا والصين عن التصويت بدلاً من استخدام أي منهما حق النقض (الفيتو). يذكر أن لألمانيا أيضًا تحفظات تتعلق بأن أي تدخل في الشؤون الليبية قد يصبح ورطة على غرار ما حدث في أفغانستان والعراق.

ورأى مسؤولون بريطانيون أن كون الدعوة إلى الحظر الدولي صادرة من بلد عربي (لبنان) أمر مشجع بحد ذاته. وبالطبع فهناك الجامعة العربية التي قدمت مباركتها للحظر الجوي يوم الجمعة الماضي. لكن اجتماع قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل في اليوم نفسه أخفق في الاتفاق على هذا، مثلما أخفق فيه اجتماع لوزراء خارجية مجموعة دول الثماني عقد الثلاثاء في باريس.

في غضون كل هذا، يقول مراسل quot;بي بي سيquot; في بنغازي أن الأجواء تزداد توترًا ساعة بعد أخرى. وكان مصطفى عبد الجليل وزير العدل السابق المنشق عن العقيد، والذي يترأس المجلس الوطني الانتقالي حاليًا، قد حذر يوم الاثنين من أن دخول قوات القذافي المدينة، الأكبر بعد طرابلس نفسها، quot;قد يوقع أكثر من نصف مليون قتيل في أكبر مجزرة من نوعها في تاريخ البلادquot;.
معمر القذافي

وقد أعلن المجلس الوطني أنه يناشد الدول الأوروبية شنّ هجمات جوية من أجل وقف تقدم قوات القذافي، وتمكين الثوار من استعادة المدن والبلدات المحررة.
وطالب أيضًا بتحقيق دولي في ما يسمّيه وصول سفينتين من دولة عربية مشرقية (قالت وسائل الإعلام الغربية إنها سوريا) الى طرابلس، محملتين بالسلاح quot;السوفياتيquot; الثقيل لتزويد نظام القذافي به، مثلما أوردت quot;إيلافquot; وقتها.