البروفيسير ستيف سميث

بعد فضيحة تبرعات laquo;مؤسسة القذافيraquo; لجامعة laquo;إل إس ئيraquo; اللندنية واستقالة مديرها بسببها، كُشف النقاب عن أن جامعة عريقة أخرى ربما كانت متورطة في قضية مشابهة.


لندن:يطالب برلمانيون بريطانيون بالتحقيق في أن عميد جامعة إكسيتر، ستيف سميث، تلقى مبلغ 75مليون جنيه (120 مليون دولار) لقاء موافقته على توفير التعليم العالي لمجموعة من النخبة الحاكمة في نظام العقيد معمّر القذافي.

يأتي هذا التحرك البرلماني في إطار التحقيقات في تورط المؤسسات الأكاديمية البريطانية في علاقات مشبوهة مع الأنظمة الدكتاتورية العربية والإسلامية. والآن يقول بعض برلمانيي ويستمنستر إن مجموعة من كبار الأكاديميين في جامعة اكسيتر، في جنوب غرب انكلترا، التقوا العقيد القذافي في العام 2003 وتلقوا عطيّة كبيرة منه.

وكانت الجامعة قد اعلنت في ذلك الوقت عن توصلها الى اتفاق تقيم بموجبه مركزا لتعليم الانكليزية في طرابلس يعمل ايضا بصفة استشارية في البرنامج الليبي للدراسات العليا مقابل 75 مليون جنيه. ويريد البرلمانيون الآن تحقيقا شاملا في مسألة المؤسسات الأكاديمية البريطانية التي تلقت أو تتلقى أموالا من الطغاة.

ووفقا لصحيفة laquo;غارديانraquo; الثلاثاء، فقد أكد ناطق باسم جامعة اكسيتر أن العميد ستيف سميث سافر فعلا الى ليبيا. لكنه قال إن البرنامج الليبي لم ينهض على قدميه أصلا، وإن العميد لم يتلق أموالا من القذافي، وبالتالي فلا روابط ليبية بالجامعة. وأضاف أن أولويات الجامعة تغيرت تمامًا منذ ذلك الحين. ويذكر أن سميث - إضافة الى عمادة إكسيتر - يترأس laquo;جامعات المملكة المتحدةraquo;، وهي مظلة تضم تحتها 133 جامعة.

وتلا المتحدث بيانا جاء فيه: laquo;توجه البروفيسير سميث الى ليبيا في 2003 بدعوة تمت بناء على طلب المجلس البريطاني والحكومة. وقد سافر بصفته رئيس laquo;هيئة الدراسات الدوليةraquo;. وخلال وجوده في ليبيا التقى العقيد معمّر القذافي تلبية لرغبته. وتشدد الجامعة على أن المجلس البريطاني هو الذي تحمل تكاليف تذاكر سفر البروفيسير وإقامته في طرابلس، وأنه لم يتسلم أي أموال أو هدايا من النظام الليبيraquo;.

أنس التكريتي

ويسعى برلمانيو ويستمنستر أيضا إلى التحقيق في laquo;مركز الأبحاث الإسلامية الأوروبيraquo; في جامعة اكسيتر الذي أقامته laquo;مؤسسة قرطبةraquo; وفي ما يقال من روابط عضوية لهذه المؤسسة بتنظيم الإخوان المسلمين في بريطانيا.

ويقول البرلمانيون إن مؤسِس laquo;مؤسسة قرطبةraquo; المفكر - الناشط العراقي أنس التكريتيهو أيضًا أحد قادة laquo;المبادرة الإسلامية البريطانيةraquo; وترأس سابقا laquo;رابطة بريطانيا الإسلاميةraquo; وإن كلاً من هاتين المؤسستين واجهة للإخوان المسلمين في بريطانيا.

لكن التكريتي ينفي من جهته هذه الروابط، ويقول إنه انتقد حركة الإخوان المسلمين نفسها في السابق. ويرى أن منبع الشكوك في علاقته بالإخوان ربما يأتي من حقيقة أن والده، أسامة التكريتي، وهو نائب في البرلمان العراقي الآن، كان زعيمًا للإخوان في العراق. ويضيف أن الهدف الوحيد الحقيقي والمعلن لمؤسسة قرطبة هو ترقية الحوار بين الثقافات.

وقالت جامعة إكسيتر في بيان لها إنها تلقت مبلغ 100 ألف جنيه (160 ألف دولار) من هذه المؤسسة مقابل تقارير أكاديمية أُنجزت خلال العام 2010. وأضافت أن هذه التقارير laquo;تشكل جزءا من برنامج لعشر سنوات يقوده مركز الأبحاث الإسلامية الأوروبي للبحث في الإسلاموفوبيا وجرائم الكراهية التي ترتكب في حق المسلمين في المناطق المدينية في عموم الأراضي الأوروبيةraquo;. ونفى البيان بشدة أن تكون لأي مشارك في هذا البرنامج روابط مع جهات مشبوهة.

يذكر أن الضوء سلّط بقوة على أمر روابط المؤسسات الأكاديمية بأنظمة القمع العربية والإسلامية بعدما رفعت الثورة الليبية النقاب عن أن جامعة laquo;لندن سكول اوف ايكونوميكس آند بوليتيكال ساينسraquo;، التي تعرف اختصارا بالأحرف اللاتينية LSE laquo;إل إس ئيraquo;، تلقت تبرعات من النظام الليبي.

فقد اتضح أن laquo;مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنميةraquo;، ممثلة في شخص سيف الإسلام القذافي، تبرعت للجامعة اللندنية بمبلغ 1.5 مليون جنيه (2.4 مليون دولار)، ووقعت على عقد بمنحها 2.2 مليون جنيه أخرى (3.52 ملايين دولار) مقابل تدريب عدد من المسؤولين الليبيين في الشؤون الاقتصادية والسياسية. وقد أدت العاصفة المثارة حول هذه المسألة الى استقالة مديرها هوارد ديفيز.