شهد يوم الاستفتاء على التعديل الدستوري في مصر اقبالا كثيفا. وكانت ايلاف قد جالت على مراكز الاقتراع وعادت بهذا التقرير.


تجولت quot;إيلافquot; على مراكز الإستفتاء على التعديل الدستوري في مصر، وواكبت تمديد ساعات الاقتراع حتى الساعة التاسعة مساء تقريبا. وكان الاقبال كبيرا وغير مسبوق، ووقف الناس في طوابير للرجال والنساء وبعضهم انتظر وقتا طويلا حتى يدلي بصوته. وخرج جميع من استفتى بحبر أحمر على اصبعه بعد تسجيل اسمه ورقمه القومي على السجلات ، ووضع رأيه في التعديلات الدستوريةquot; نعم أم لا quot; في الصندوق بنفسه. ثم ُجمعت الصناديق في باصات للنقل العام تمهيدا لفرزها ، واشتكى بعض المصريين من بطء الاجراءات، بينما قال آخرون في تصريحات خاصة انّ القضاة تأخروا في الحضور وبعضهم خرج باكرا من المراكز ، وفي هذه الأثناء وزع شباب منشورات في شوارع القاهرة تنتقد التعديلات الدستورية وتحض على التصويت: لا.

وفي تصريحات خاصة لـquot;ايلافquot; قال المحامي محمد زارع رئيس المنظمة العربية للاصلاح الجنائي quot;انّ مشاهداتي اليوم كلها مخاوف، وقد كانت لدينا عدة مخاوف من تحالف فلول النظام السابق والاخوان المسلمين. ومايؤسفني أن الهاجس هذا قد تحقق ، وعندما بدأت لجنة تعديل الدستور من أعضاء جماعة الاخوان المسلمين ومستشارين مساعدين لوزير العدل السابق لم ينتج هذا التحالف الغريب غير المزيد من الالتفاف على الثورة في اختياراتهم لبعض المواد التي لا ترتقي الى تطلعات الشعب المصري حيث كان واضحا أن النتائج تكرّس الفردية في الانتخابية quot;.

وأكد زارع quot; انّ هناك ظواهر غريبة رأيناها في الدعاية للاستفتاء للترويج لكلمة quot;نعم للتعديلات الدستوريةquot; في الصحف المصرية على أنه واجب شرعي كما كثف الاخوان من تواجدهم ودعاياتهم المكثفة وصدّقهم بعض الناس البسطاءquot;.

ورأى زارع quot;ان هناك ملاحظات أيضا على عملية الاستفتاء، وتوجهنا كمجتمع مدني ومحامين للمحكمة لوقف هذه العملية ، ولكن للأسف جوبهنا بالرفضquot; ، معتبرا quot; انّ الوضع الحالي يسير في منحى خطر ، وان الاخوان المسلمين يحاولوا ان يؤسلموا الدولة بالتعاون مع الحزب الوطني الحاكم السابقquot; .

ولا حظ quot;أنّ الاخوان توقفوا عن مطالباتهم بمحاكمة رجالات النظام السابق وخطوا بطريقهم نحو الامام ، وهذا كان ما رأيناه في اللجان اليوم فهم من كانوا ينظمون عمل بعض اللجان بالتعاون مع بعض الموظفينquot; .

وفي مدرسة المعاملات التجارية في شارع الشيخ ريحان في وسط البلد في القاهرة كانت العملية الاستفتائية تسير بشكل جيد ، وقالت شيرين محمد التي حملت طفلتها quot; لازم نقول نعم علشان الدنيا تمشي quot; ، وأضافتquot; هذه أول مرة تحصل ولازم نشعر اننا أوصلنا أصواتناquot;.

آمال محمود شرف مدّرسة جاءت مع شقيقتها قالتquot; ترددنا جدا بين الـ quot;نعمquot; و الـ quot;لاquot; ، وفي الواقع لو قلنا لا فالجيش نفسه هو من سيقدم البدائلquot; ، وأضافت بعد 25 يناير- كانون الثاني quot;هناك شيء حقيقي يحدث في التغيير الديمقراطي لذلك لا ينفع أن نكون سلبيين ويجب أن نقول رأيناquot; .

وفي مدرسة طه حسين الابتدائية في منطقة امبابة تحدث الصحافي ياسر زارع لـquot;ايلافquot; معتبرا quot;ان الاستفتاء مهزلة ورافقته انتهاكاتquot;، مؤكدا أننا ُنستفتى في دستور قد سقط بسقوط نظام مبارك ، ولو نظرنا الى الدستور لوجدنا انه لاوجود لنص يسمح للمجلس العسكري بتعيين لجنة تعدّل الدستور بل ان التعديل اختصاص الرئيس أو مجلس الشعب لذلك لا اساس دستوري لهذه التعديلات.

أما في مركز تصويت quot;المدرسة التجريبيةquot; في شارع مصطفى كامل في حي عابدين فقد منع المشرف على الاستفتاء مراسلي وكالات الأنباء من التصوير وسمح بتجول الصحافيين .

وقال عبده تادرس حنا quot; نعمquot; لها مزايا وquot;لاquot; لها مزايا اخرى في اشارة الى أنه لم يحسم أمره حول ما سيقوله في التصويت على الاستفتاء رغم وقوفه في الدور، فيما قال حسين عبد السلام quot;سأقول نعم لأن البلد يحتاج الى الاستقرار والتعديل الدستوري سوف يحسّن الوضع الذي نحن فيهquot;.

الشاب أحمد سيد إعتبرquot; ان المصريين سيقولون نعم لأنهم يظنون أن ذلك سيرضي المجلس العسكري مع أن المجلس العسكري قال ان كل مصري حر برأيه ، وأنه يجب على المواطنين قول رأيهمquot;. واضاف quot;سأقول لا للتعديلات الدستورية حتى يكون هناك فرصة لأحزاب جديدة غير الاخوان والحزب الحاكم quot;.

بدوره، قال رجب محمدquot; سأقول لا لاننا لانريد ترقيع الدستور بل نريد تغييره من أساسهquot;، بينما قال علي خليل quot;هذا دستور ناقص ونحن تكوّن لدينا رأيا لأننا سمعنا المستشار مكي يقول عبر التلفزيون الرسمي إن الدستور يجب أن يكمّلquot;، وأضاف quot;هذه فرصة يجب علينا ألا نضيّعهاquot; .