جدد رئيس جمهورية اليمن دعوة المعارضة إلى الحوار quot;سلمياًquot;، محذراً إياها أن quot;البادئ أظلمquot;.

صنعاء. أكد رئيس الجمهورية اليمني علي عبدالله صالح أن هناك فهم خاطئ للديمقراطية، وخطأ متعمد من بعض القوى السياسية وحقد على اليمن لتدمير ما تم بناءه في الجوانب السياسة والاقتصادية والثقافية.
وذكر خلال افتتاح أعمال الدورة الرابعة للجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام أنه عندما يلبي المطالب لا يعني ذلك ضعفاً، بل تجنب إقلاق أمن الوطن، منعاً من إراقة الدماء وزهق الأنفس، بحسب قوله.
وقال: quot;منذ الانتخابات الرئاسية 2006م والوضع يتصاعد شيئا فشيئا داخل الساحة اليمنية، مظاهرات واعتصامات، وقلنا هذا يندرج في إطار الديمقراطية والتعبير عن الرأي باعتبار أن نظامنا قائم على التعددية السياسية والحزبية، وهو ما اخترناه بعد 22 مايو 1990م عندما ارتفع علم الجمهورية اليمنية ، وقلنا هذا خيار ديمقراطي تعددي، ولا يمكن الجمع بين الفقر وعدم وجود مساحة للتعبير عن الرأي quot;.
وأشار إلى أن الديمقراطية تعني أن يتنفس الناس ويتكلموا، لكنه وضع ذلك ضمن ما وصفه بـquot;المعقولquot;، إضافة إلى الأخلاق والثوابت الوطنية، وأضاف: quot; لكنهم تجاوزا إلى حد كبير وفهموا الديمقراطية فهم خاطئquot;.
ونوه إلى أنت سقف المعارضة لا حدود له، مؤكداً أنه كلما لبى مطلباً ارتفع سقف المطالب من قبل المعارضة، وقال: quot;ليس صحيحا أن علي عبد الله صالح متى ما أراد قدم مبادرة، وإنما هناك قيادة سياسية موجودة في البلد ابتداء من نائب الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان ورئيس مجلس الشورى واللجنة الأمنية العليا واللجنة العامة وقيادة الجيش.quot;
ولفت صالح إلى أن سقف المطالب الآن إسقاط المناطق في صعدة ومأرب وأبين والجوف وشبوة، مشيراً إلى تجربة صيف 94، ومتسائلاً في الوقت ذاته عن دور القبائل في الوقت الراهن.
كما خاطب أعضاء اللجنة الدائمة قائلا: quot; أين دوركم كقياديين في المجتمع، فالمفروض أنكم تدافعون وتقفون إلى جانب الجيش والأمنquot;، مبيناً أن تنظيم القاعدة هاجم بالأمس أحد المواقع في لودر وقتل منهم ستة، كما هاجموا فجر اليوم نقطة للشرطة العسكرية بمأرب واستشهد سبعة من افراد الشرطة وجرح سبعة.
وأضاف: quot;هم يتآمرون على الجيش وعلى الأمن على أساس أن الدولة تقوم بضربة جامدة تسيل فيها دماء، فيما أنا مسؤول عن دماء الناس، ولكن ما هو دور المواطن، فمثلما تقاطروا يوم الجمعة من تعز واب ولحج وعدن والحديدة وحجة ومن كل المحافظات ووصلوا بذلك رسالة قويةquot;، مطالباً في الوقوف إلى جانب السلطات المحلية إلى جانب الأمن بتشكيل لجان شعبية لتأمين الأحياء، قائلاً إن المجال لن يكون مفتوحا أمام الفتن: quot;بدلا من أن نظل نشجب ونندد ونعاتب الرئيس على ما يقدمه من تنازلات تلو التنازلاتquot;.
وتابع: quot;أنا أستمد قوتي من الشعب، وليس من الدبابة، وعلى أعضاء اللجنة الدائمة التواجد في الأحياء، وعلى المجتمع الاضطلاع بدوره، العالم والمثقف والشيخ والشباب، بحيث يؤدي كل واحد دورهquot;.
وحذر صالح إلى أنه لم ولن يقدم التنازلات من أجل أحزاب اللقاء المشترك، ولكن لـquot;تجنيب اليمن ويلات الحرب.quot;
وقال: quot;يقولون ارحل أنت وأولادك وأقربائك، طيب نحن موافقون على الرئيس وأقربائه وأولاده ولا توجد مشكلة، وبعد ذلك الصف القيادي الأول في الدولة وفي الحكومة والبرلمان، وبعدها اجتثاث المؤتمر الشعبي العام كما تم اجتثاث البعث، هكذا القرار واضح لدى أحزاب اللقاء المشترك.quot;
وتساءل صالح؛ quot;لماذا لا تستنكر الصحافة والإعلام والمثقفين والسياسيين قطع الطرق وحرمان الناس من احتياجاتهم من المواد النفطية والغازية، وماذا بإمكان الحكومة عمله لتوفير هذه المواد، في حين أن هناك من يقوم بقطع الطرق بهدف إيجاد بلبلة ومشاكل داخل المجتمع ومضايقة الناس، وهناك من يقول ترحل الحكومة، فهل برحيلها سيتوفر الغاز والبترول والكيروسين، فمثل هذا القول هو الفوضى بعينهاquot;.
وحثصالح أعضاء اللجنة الدائمة على التماسك وتحمل المسئولية، محذراً من فتنة طائفية، تؤدي إلى إراقة الدماء، وزاد: quot; ستكون فتنة قبلية طائفية مناطقية، كل شيء، هذا الزخم الديمقراطي الاقتصادي الثقافي الذي حدث لن يعود، ولن تعود الديمقراطية هم رفضوها، رافضين للديمقراطية ويقدموا أنفسهم في المنطقة على أنه الديمقراطيةquot;.
ورأى أن المعارضة لا تريد الديمقراطية، لأنها لا تريد الاتفاق، موضحاً أن اليمن لا يتحمل تعددية، إلا أنه عاد واستدرك: quot;تعالوا نشكل حكومة ونعدل الدستور، نعدل مواد دستورية، إذا ما تريدوا التعددية السياسية ، اذا لم تريدوها وترفضوها.. الأغلبية ليس هو الرئيس هو الهدف ، الهدف الأغلبية ، كم اصوات في 2006م حصدها الرئيس مع السلطة المحلية ، وكم حصدوا هم.quot;
واعتبر صالح أن المعارضة أقلية أمام الملايين التي تخرج تأييداً له، مطالباً المعارضة بحسن النية، وأضاف: quot; انهوا حالة التمرد والتقطع في المناطق وعدم الاعتداء على الشرطة والجيش، تعالوا نتفق على حكومة وفاق وطني وتشكيل لجنة سياسية لاعادة صياغة الدستورquot;.
ودعا المعارضة إلى إعادة الاطمئنان إلى نفوس الأطفال، مؤكداً أن من يجب رحيلهم هم المتآمرين على الوطن، وقالquot; هم يقولون حتى يرحل النظام لكن من يرحل هو المتآمر، المتآمر على الوطن هو من يرحل وليس صاحب الشرعية الدستوريةquot;.
وجدد صالح الدعوة للحوار والاتفاق على تداول السلطة quot;سلمياquot;، وتابع: quot;تعالوا نتفق على كلمة سواء نتحاور وكيف نتداول السلطة سلميا، تعال حاورنا و نتبادل السلطة سلمياquot;، مقترحاً تشكيل لجنة من الكتلة البرلمانية للمؤتمر للتحاور مع أعضاء الكتلة الذين كانوا quot;نزقينquot; بحسب قوله، وانفعلوا واهتزوا، وتتكون من quot;سلطان البركاني وأحمد صوفان ومبخوت بن ماضي وعبده ردمان وعوض الوزير ومهدي عبدالسلام وأحمد الزهيري وياسر العواضي وعبدالعزيز كرو ونبيل باشاquot;.
وقال :quot; نحن نريد أن يتماسك المؤتمر ولا نريد أن يوجد انشقاقquot;.
كما أقترح فصل ما وصفهم بـ quot;المرتدينquot; فصلا كاملاً من المؤتمر، مطلقاً عليهم كلمة quot;مدسوسينquot; لهم مصالحهم الشخصية
واستطرد: quot; لقد نفضنا من على كاهل المؤتمر عدد كبير جدا من المندسين منذ أن تأسس المؤتمر في العام 82 مquot;.
وأسف صالح عن الشروط المتعنتة من قبل المعارضة، وقال :quot;ما كان ينبغي عليهم كسياسيين أن يخافوا إلى هذا الحد, ومثل هذه الشروط توجد المخاوف لدينا وتضطرنا إلى أن نتساءل نسلم رقابنا لمن؟quot;، ولهذا لا بد أن نكون صامدين لمواجهة هذا التحدي والبادئ أظلمquot;.