اعتبر وزير التعليم والبحث العلمي في العراق علي الأديب في مقابلة مع (إيلاف) أن الحديث عن سوء التعليم في العراق لا يجافي الحقيقة خصوصًا أن الحكومات المتعاقبة وحتى وقت قريب لم تولِ التعليم أي اهتمام يذكر. وأكد الوزير أنّ لدى وزارته خططًا لتحسين وضع التعليم والنهوض به.


وزير التعليم والبحث العلمي في العراق علي الأديب

بغداد: قال وزير التعليم والبحث العلمي في العراق علي الأديب إن الحديث عن سوء التعليم في العراق لا يجافي الحقيقة خصوصًا أن الحكومات العراقية وحتى وقت قريب لم تولِ التعليم اي اهتمام يذكر، في حين أكدت ندوة دولية نظمتأخيرًا أن التعليم في العراق يحتضر.

وأضاف الوزير في مقابلة مع quot;إيلافquot; أن تصفية العقول العراقية وتخريب المؤسسات وتدهور التعليم وقائع يعاني منها العراق فعليًا، لكن وزارة التعليم العالي والبحث العلميتملك خططًا لتحسين التعليم في العراق وقال الوزير الأديب لإيلافquot; تعاملت الحكومات العراقية وحتى وقت قريب بشكل سيئ مع التعليم في العراق، حيث لم يتم وضع الخطط للارتقاء بالتعليم لمستوى عالمي، وبدلاً من ذلك قد نلمس تعمدًا في الإساءة إلى التعليم من اجل ان يعم الجهل والأمية بين عموم فئات المواطنين العراقيين وخصوصًا المتعلمين منهم.

ولفت الوزير إلى أن الحديث عن العنف وحرية الميلشيات في التحرك داخل المؤسسات التعليمية الذي شهدته مختلف الجامعات العراقية في الأعوام الماضية حديث صادق، إذ استهدف العنف وعم جامعات عراقية مختلفة مثل جامعة ديالى حيث الصراع الطائفي هناك وبين الإطراف السنية نفسها وتياراتها في جامعة الانبار وكذا الحال في الموصل وكركوك حيث النزاعات وفقًا لأسس قومية. اما في الجنوب فقد تعرضت البصرة لشيء من هذا القبيل، وإن كان التفكير هناك مختلفًا الى حد ما.

وأيّد الوزير الأديب وجود خطة لتصفية العقول العراقية وتدمير التعليم حيث طالت التصفية العلماء، والمفكرين، والأطباء، والأساتذة في العراق وقال quot;قامت جهات مختلفة في العراق بتنفيذ خطة لتصفية العقول العراقية وتم اغتيال أكثر من 200 عالم في الفترات التي تلت 2003 وفي الاختصاصات المختلفة، الأمر الذي أدى الى هجرة العقول من العراق حفاظًا على حياتهم، خصوصًا بعض ان طالتهم التهديدات المستمرة، إضافة إلى عمليات التهجير القسرية التي تعرض لها العلماء الأساتذة الأطباء، المهندسون والخبراء في العراق من المدن والمحافظات التي شهدت تدهورًا امنيًا واستهدافًا طائفيًا حيث هاجر العشرات منهم الى كردستان او الى محافظات اكثر أمنا.

اما في ما يتعلّق بتخريب المؤسسات العلمية والمعاهد والكليات، فقد لفت الأديب الى ان الكثير من المؤسسات التعليمية كانت قد شهدت تخريبًا كبيرًا ما زال بعضه مستمر الى يومنا الحالي، وقال quot;المجمع الطبي في بغداد مثلاً والذي يضم كلية للطب والصيدلة ومعهدًا طبيًا ومؤسسات تعليمية أخرى اضافة إلى المستشفيات ما زال مخربًا،ويوجد في المجمع مستشفى كبير يحتوي على 600 سرير لكن المستشفى مخرب حيث سكنت قرابة 200 عائلة في المجمع الطبي وتم تخريبه بحيث لم تعدمؤسساته العلمية قادرة علىالعمل ككلية الصيدلة، ونحن بصدد التفاهم (بالتراضي) مع تلك العائلات من اجل إقناعهم بترك السكن في المجمع الطبي من اجل ان نعيد بناءه وأعماره واستخدامه وتفعيله.

أكاديميون متهمون بالإرهاب

وأشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الأديب إلى أن كفاءة مدرّسي المؤسسات التعليمية تضاءلت بسبب عدم الاهتمام بالتعليم وتفشي الأمية وسيطرة النزعة الطائفية في الفترة الماضية، حيث يوجد بعض الأكاديميين ممن تم اتهامهم فعلاً بقضايا إرهاب وتوجد مذكرة إلقاء القبض على بعضهم بهذا الخصوص، كما ان بعض مناطق العراق تتعامل مع الحكومة المركزية بلا مبالاة، حيث عمدت لافتتاح معاهد وجامعات طبقًا لقوانينهم وأفكارهم الخاصة مستفيدة من سيطرة الوضع والمزاج السياسي غير المستقر، إضافة الى ان قوانين التعليم في العراق بحاجة الى تغيير وتعديل وإصلاحات جذرية كبيرة.

التعليم المستمر وافتتاح كليات هندية وبريطانية وتركية

ولفت الوزير إلى أن المؤسسات التعليمية في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تقدم العلم المجاني للطلبة النابهين الأذكياء وفق ضوابط وقوانين وفئة عمرية معينة لكن الحقيقة ان التعليم يجب ان يكون مستمرا اعتمادا وتطبيقا لمقولةquot;اطلب العلم من المهد إلى اللحدquot; التي يجري تطبيقها في مختلف دول العالم لكننا في العراق مازلنا غير قادرين على توفير العلم لكل من يرغب ويجد في نفسه القدرة والكفاءة على الوصول بالدراسة الى أعلى وارفع مستوياتها.
وقال الوزير بهذا الشأنquot; ان التعليم يعني صناعة إنسان جديد يعتمد العلم والبحث والثقافة وصناعة الانسان أصعب من أي شيء آخر لأنها تعتمد سلسة طويلة ومتعاقبة من التكوينات خصوصًا أنّ المؤسسات التعليمية في العراق بحاجة إلى إصلاحات هائلة وإحداث تغييرات نوعية، فإن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ستعمد على إنشاء كليات أجنبية في العراق.

وأضافquot; التعليم المستمر غير متوفر بالعراق لأنه يعتمد على سلسلة علمية قد لا تتوافر في المؤسسات التعليمية في العراق انما لدينا نية بافتتاح كليات بريطانية وهندية وتركية في العراق لتقديم العلم للجميع ولإتاحة الفرصة لأكبر عدد من العراقيين للانفتاح والحصول على جرعة علمية متكاملة تتناسب مع المقاييس العالمية، وهو امر من شأنه النهوض بمستوى التعليم في العراق ولأن التعليم يعني صناعة انسان متعلم مثقف متفتح العقل بما يتناسب مع التغييرات الديمقراطية الحاصلة في العالم وفي العراق.

وتابعquot; لن يقتصر التعليم في الكليات الأجنبية المزمع افتتاحها في العراق على الحصول على درجة البكالوريوس بل سيشمل تقديم أطاريح الدكتوراه والماجستير . وأضافquot; بدلاً من إرسال الطلاب وبإعداد محدودة للدراسة في جامعات العالم فقد ارتأينا إنشاء جامعات أجنبية في العراق لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الطلاب من إكمال تعليمهم والحصول على مؤهل أكاديمي علمي يتناسب والمقاييس العالمية.

1000 بعثة دراسة سنويًا

وطبقًا لتصريحات وزير التعليم العالي والبحث العلمي، فإن الوزارة حصلت على 1000 بعثة زمالات سنويًا وبمختلف الاختصاصات لدول العالم إضافة إلى وجود طلبة عراقيين يدرسون على نفقتهم الخاصة خارج العراق كما وتوجد بعثات ودورات تدريبية للعاملين في المؤسسات التعليمية التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي،لتطوير قدرتهم العلمية، كما ولفت الأديب الى توقيع اتفاقاتومذكرات تفاهم مع الكثير من جامعات دول العالم لتعليم عالي التقنية والمناهج لتطبيقها في العراق.

وقد حصلت الوزارة الأسبوع الماضي على30 زمالة لايرلندا في الاختصاصات التقنية الهندسية التكنلوجية العالية إضافة إلى بعثات لكوريا وغيرها.

الاستثمار في التعليم والجامعة الالكترونية

وسيتم اعتماد الاستثمار في التعليم ليصبح في العراق استثمار جامعي حيث دخلت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مجال الاستثمار في المشاريع الزراعية في كلية الزراعة وتطويرها داخل الجامعات للحصول على التحسن النوعي وكذا الأمر بالنسبة إلى الجامعة التكنولوجية التي من المرتقب تحويلها إلى جامعة إلكترونية خلال الفترة القليلة المقبلة.

وطبقًا للوزير الأديب، فإن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بصدد إصدار الجامعة الالكترونية التي سيتم إطلاقها اعتمادًا على المعايير الدولية حيث سيسمح للطلاب التقدم ببحوثهم ودراستهم شرط ان تكون أصيلة وغير مقتبسة ورصينة علميًا وستخضع تلك البحوث والدراسات لتحكيم لجنة من خبراء عالميين ليسوا عراقيين ليتسنى لهم الحصول على تقييم عادل لجهودهم وتطوير مستواهم العلمي والارتقاء به عالميًا.

ميزانية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي 600 مليار دينار

وتبلغ ميزانية وزارة التعليم والبحث العليم قرابة 600 مليار دينار سنويًا (حوالى 60 مليون دولار)، وقال الوزير الأديب ان الوزارة بصدد وضع حجر الأساس لـ 8 جامعات جديدة في عموم محافظات العراق كما وتم افتتاح معرض التعليم التقني الذي شاركت به أكثر من 100 مؤسسة تعليمية تقنية وفنية في العراق ووصف الأديب الطاقات التي شاركت بالمعرض بالطاقات الخلاقة المهمة وقال بهذا الخصوص quot; نشعر بالتفاؤل لأن العراق ما زال غنيًا بالطاقات الخلاقة والطلبة من ذوي الاكتشاف العلميةالعالية التقنية بل يمكننا القول ان العراق لديه طلبة يمتلكون عقولاً ممتازة يعول عليهم كثيًرا وينبغي تقديم كل الدعم لهم لكي يطوروا بحوثهم للحصول على تعليم نوعي.

منظمات: التعليم في العراق يحتضر

وكانت مجموعة بحوث MENARG للشرق الوسط وشمال افريقيا في جامعة غنت بالتعاون مع محكمة بروكسل ومنظمات عالمية أخرى قد نظمت أخيرًا ندوة دولية حول التعليم في العراق بعنوان الدفاع عن التعليم في أوقات الحرب والاحتلال.

وخلصت الندوة إلى ان التعليم في العراق يحتضر نتيجة للسياسيات الكارثية التي تقوده. وقد أورد ديريك دديريانسيس عضو اللجنة التنفيذية لمحكمة بروكسلالمساهم في الندوة الأسباب التي قادت إلى تدهور التعليم كما لم تصل سوى 3 جامعات عراقية إلى ترتيب افضل 100 جامعة عربية يقابلها 10 جامعات عراقية تم تصنيفها من ضمن افضل 12,0000 جامعة عالمية وقد تم اعتبار الجامعات العراقية من بين الأسوأ عربيًا وعالميًا.

واشار اديريانسيس الى ان التعليم في العراق قد وصل الى مستوى منخفض ويمضي للقول مهاجمًا الولايات المتحدة الأميركية قائلاً: quot;أقدموا على إقالة وتهديد واختطاف واغتيالأفضل واذكى المربين في العراق، الأمر الذي قادهم الى الهروب للمنفى ولا تزال هذه العملية المدمرة مستمرة... ثم هاجموا المؤسسات التعليمية لتخويف وخطف واعتقال وقتل الطلاب مما ادى لانخفاضوبشكل كبير ودراماتيكي للانتظام في الدراسة، اذ لا يزال عدم الانتظام في الدراسة والمواظبة مرتفعًا جدًا او بتأييد من الحكومة العراقية والجيش الذي يمنع الطلاب من الذهاب إلى المدرسة.

وقال: quot;تم تعيين أكاديميين موالين لسلطات الاحتلال الأميركية والحكومة العراقية وقد جاءت هذه التعيينات على أساس طائفي وبشهادات مزورة تم شراؤها بسهولة لاستشراء الفساد وتفشيه في التعليم العالي. كما وأنالحكومة العراقية لم تظهر اي رغبة في إعادة بناء التعليم في العراق ولا إعادة بناء البنية التحتية المدمرة ولا تغيير نوعية التعليم. وبدلاً من ذاك التزمت بتمويل كامل لبرنامج إرسال أكثر من 50،000 طالب الى الخارج على مدى 5 سنوات القادمة وصرف مليار دولار سنويًا لانجازه حيث يتم تنفيذ البرنامج على طلاب يتم اختيارهم على أسس طائفية ليدرسوا في الولايات المتحدة ولندن ويتم دفع الرسوم الدراسية كاملة فضلاً عن الإقامة والطعام وهذا يعني ان العراق يخضع لرعاية جامعات الولايات المتحدة وبريطانيا.

ويتم كل هذابينما يتم تخصيص أموال قليلة لإعادة بناء القطاع التعليمي داخل العراق من تمويل بناء المدارس والجامعات والبحوث.

ومن جهتها قالت السيدة نادية، وهي مدرسة تاريخ quot;يتم محو حتى تاريخ الماضي المجيد القديم للعراق من الذاكرة الجماعية quot;فتلاميذ الصف الثاني المتوسط مثلاً لا يعرفون درس الحضارات القديمة ولا حضارة بلاد ما بين النهرين التي طالما ألهمت دراسته الغنية وشغلت مخيلة التلاميذ وألهمتهم فحمورابي هو مجرد ملك كتب على مسلة القانون.


الجامعات العراقية الأسوأ عربيًا وآسيويًا وعالميًا

واعتمادًا على بحث ادريانسيس فقد ادت نتائج هذه السياسات الكارثية، في الجامعات العراقية الى ان تكون الاسوأ في المنطقة العربية وآسيا والعالم. وينشر ترتيب الجامعات العالمية مرتين في السنة (يناير ويوليو) في ويب الذي يغطي أكثر من 20000 من مؤسسات التعليم العالي في جميع أنحاء العالم، حيث لم تظهر جامعة بغداد مثلاً في اي ترتيب من الجامعات العالمية ولا حتى شكليًا.

ويستطرد فيقولquot;هذه هي الثورة الرائعة في مجال التعليم التي تنبأ بها بعض الأكاديميين الغربيين السذج السيئو النية السياسية في الولايات المتحدة. فالحقائق على الأرض في العراق تظهر انه لا يوجد quot;ثورةquot; على الإطلاق في النظام التعليمي ولا إعادة الإعمار جديرة بهذا الاسم. فليس هناك سوى الدمار والفساد والانخفاض. فكيف ممكن أن يكون هناك تقدم عندما تتجول الميليشيات الطائفية مثلا تتجول في الجامعات أو عندما لا يتم التحقيق الجدي في اغتيال الأكاديميين العراقيين وعندما يتم القاء مسؤولية الهجمات على المؤسسات التعليمية على quot;المتمردين quot; في حين انه من المعلوم أن تدمير النظام التعليمي العراقي يعتبر جزءًا من خطة للتطهير العرقي والثقافي في العراق حتى quot;نهاية الدولةquot;، كما أعلن بول وولفويتز في العام 2003.

وقد تعتبر الجامعات العراقية اليوم من أسوأ الجامعات في الترتيب العاليم والعالمي فعلى المستوى العربي دخلت 3 جامعات عراقية فقط مطلع العام2011 في ترتيب افضل 100 جامعات عربية وجاءت في اخر الترتيب جامعة الكوفة في الترتيب 77، الجامعة التكنولوجية بترتيب 86 وجامعة السليمانية بترتيب 91.

أما على المستوى العالمي فقد تمكنت 8 من الجامعات العراقية فقط في دخول ترتيب الجامعات العالمية من مجموع أعلى 12،000 جامعة.

وجاء ترتيب الجامعات كالأتي احتلت جامعة الكوفة ترتيب 6097 , الجامعة التكنولوجية في العراق بترتيب 6503, جامعة السليمانية بترتيب 6664, الجامعة المستنصرية 10264, مؤسسة التعليم الفني10327,جامعة الموصل 10738,جامعة كردستان 11240,كلية الطب جامعة البصرة 11338,جامعة البصرة 11406,الجامعة الأميركية في السليمانية العراق بترتيب .11591