مدريد: قالت وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينث اليوم الاثنين إن ليبيا تشهد quot;حربًاquot; حقيقية، وذلك بعدما كانت قد أكدت في الأسبوع الماضي أن التدخل العسكري في ليبيا لا يعدّ حربًا، وإنما امتثالاً لقرارات الأمم المتحدة لحماية الشعب الليبي.

وشددت خيمينث في مقابلة اجرتها مع التلفزيون الاسباني الرسمي على ضرورة الفصل والتمييز بين quot;الحرب على العراقquot; وquot;الحرب على ليبياquot;، مشيرة الى ان الفارق الرئيس بينهما يعود الى quot;الصبغة الشرعيةquot; التي يتميز به التدخل العسكري في ليبيا وفقًا لقرار الامم المتحدة رقم 1973، والذي يعتبر أمرًا افتقدته العمليات في العراق.

وعزت خيمينث التدخل الحديث للمجتمع الدولي في الشؤون الليبية، على الرغم من وجود القذافي في السلطة لمدة 40 عامًا الى المظاهرات التي انبثقت منذ الشهر الماضي، تعبيرًا عن حاجة الشعب الليبي الى تحقيق الديمقراطية وتغيير النظام القائم، والتي قوبلت من قبل القيادة الليبية بالعنف والبطش واستخدام القوة لإسكات صوت الشعب.

واوضحت في هذ السياق انه quot;ما لم توجد حركة داخلية مناهضة للنظام تناشد التدخل الخارجي والتنسيق مع المجتمع الدولي للتدخل في شؤون البلاد فإن ذلك ما كان ليكون امرًا ممكنًاquot; فيما عقبت بالقول quot;لا يمكننا التدخل في شؤون اي بلد ارتكازا على عدم ملاءمته وانسجامه مع مطالبنا فحسبquot;.

واشادت خيمينث بسرعة استجابة المجتمع الدولي لمطالب الشعب الليبي وتحركه لضمان سلامته وامنه، مشيرة الى ان التدخل العسكري الذي تم في quot;وقت قياسيquot; اوقف سلسلة العنف التي مارسها الزعيم الليبي معمر القذافي ضد ابناء شعبه، لافتة الى ان quot;المرحلة المقبلة ستشهد حركة سياسية مهمة في ليبيا، وستتيح للشعب الليبي قيادة عملية المصالحة الوطنيةquot;.

وذكرت ان عملية التدخل العسكري في ليبيا تحت قيادة حلف شمال الاطلسي quot;ناتوquot; لن تستمر طويلاً لانها تحقق غاياتها في فرض منطقة حظر جوي في ليبيا ووقف هجمات القذافي.

وبينت خيمينث ان الحكومة الاسبانية امتنعت عن الاجابة على الاتصالات التي اجرتها القيادة الليبية منذ بدء المذابح التي نفذها القذافي بحق الشعب الليبي المطالب بالحرية والديمقراطية، فيما اوضحت ان اسبانيا ارسلت مساعدات انسانية الى منطقة بنغازي وأنها تنسق مع دول اخرى لارسال المزيد من المساعدات خلال الايام القليلة المقبلة.