طوى الرئيس نجيب ميقاتي المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، وفق ما أبلغت مصادر قريبة منه quot;إيلافquot;، فكرة التقدم بتشكيلة جاهزة من ثلاثين وزيرًا يضع فيها الأطراف كافة خصوصًا فريق الاكثرية الجديدة الذي سماه لتولي هذه المهمة أمام quot;الأمر الواقعquot;.
نجيب ميقاتي |
بيروت: يأتي تخلي الرئيس نجيب ميقاتي مؤقتا عن فكرة التقدم بتشكيلة جاهزة من ثلاثين وزيرًا بعد أن عجز عن تلبية مطالب قياديين من فريق الأكثريّة أبرزهم رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الراغب بالحصول على احد عشر مقعدًا وزاريًا مما يعني امتلاكه الثلث زائدًا واحدًا الذي بامكانه تعطيل عمل الحكومة، وكذلك التمسك بحقيبة وزارة الداخلية التي يصر رئيس الجمهورية العماد ميشال على ابقائها في يد حاملها الوزير في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود من ضمن حصته الوزارية التي لا يقر عون بأحقيته فيها.
ويأتي عدول ميقاتي عن السير بهذا الطرح، الذي كان ينوي الاعلان عنه من قصر بعبدا ظهر اليوم الثلاثاء وفق ما ذكرت معلومات صحافية، نتيجة نصائح تلقاها من كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية اللذين إطّلعا على الصيغة الحكومية التي أعدها ميقاتي، فيما تناهت إلى مسامع الأخير تحذيرات من العماد عون وquot;حزب اللهquot; يبلغانه فيها رفضهما القاطع لهذا التصرف والتلويح بمواجهته إذا اقتضى الأمر سواء خارج البرلمان او داخله عند طرح الثقة بحكومة quot;الغفلةquot; على حد وصف قطب بارز في 8 آذار.
ووسط الأجواء المضطربة التي سادت مسار تشكيل الحكومة الجديدة أمس برزت عقدة أخرى تعترض طريقها متمثلة بتوزير فيصل كرامي نجل رئيس الحكومة السابق عمر كرامي.
إذ علم الأخير بأن التشكيلة التي يحملها ميقاتي في جيبه لا تلحظ اسم فيصل في عدادها رغم الأجواء الايجابية التي وصلته من الرئيس المكلف عن عزمه التعاون مع نجله.
وكان الرئيس ميقاتي قد التقى فيصل كرامي الشهر الماضي وقد ابلغ quot;إيلافquot; اعجابه بهذا الشاب ابن مدينته طرابلس الذين يتعرف اليه عن كثب للمرة الأولى.
ونوه بالحديث الذي دار بينهما والتطابق في وجهات النظر ازاء العديد من الأمور التي جرى طرحها في مقدمها الموقف من القضايا الوطنية والقومية والنظرة الى طرابلس وكيفية النهوض بها على كافة الصعد.
وفيما أبدى ميقاتي يومها رغبة بالعمل مع فيصل كرامي في الحكومة المقبلة لفت الى ان لديه مشكلة تعترض هذا الطريق تكمن في وضع حليفه النائب احمد كرامي ابن عم الرئيس كرامي والذي هو على خلاف عائلي معه حيث يصعب عليه اتخاذ هذه الخطوة قبل التفاهم مع من كان الى جانبه سنوات، مشيرًا الى ان ذلك يلزمه بعض الوقت مما يعني ان توجه الرئيس ميقاتي لتوزير فيصل كرامي ما زال واردًا في وقت أكدت فيه مصادر quot;حزب اللهquot; ان امينه العام السيد حسن نصر الله ابلغ الرئيس المكلف صراحة انه لن يدعم اي حكومة لا يكون فيصل كرامي ضمنها، وذلك وفاء لوالده الذي وقف دائمًا الى جانب المقاومة حتى في احلك الظروف رغم quot;الخسائرquot; التي مني بها في اكثر من محطة آخرها الانتخابات النيابية في العام 2009.
بالمقابل يبدي فيصل كرامي استغرابه من تصرف الرئيس ميقاتي وهو الذي اعجب به بدوره وعبر عن ذلك في اكثر من مناسبة كما يقول لـ quot;إيلافquot; مضيفًا بأنه سمع من الرئيس المكلف حين التقى به وجهة نظره المتعلقة بوضع النائب أحمد كرامي، لافتًا في الوقت نفسه الى انه لا ينتزع الحقيبة الوزارية من الأخير، مؤكدًا ان والده quot;لم يطلب وزارة له من اي جهة كانت، إلا أن أطيافًا في المعارضة السابقة اصرت على توزيره ومن هنا يمكن القول بأنه لا يمكن احتسابه من حصة ميقاتي بل من حصة المعارضة السنية السابقةquot;.
وتمنى فيصل على الرئيس المكلف ان يتحرر من quot;المسائل الشخصيةquot; في التعاطي مع المهمة الموكلة إليه.
هذا وفيما كان البارز اليوم على صعيد تشكيل الحكومة الاجتماع الرباعي الذي ضم الى ميقاتي كل من وزير الطاقة والمياه جبران باسيل ممثلًا العماد عون، ووزير الأشغال غازي العريضي، والمعاون السياسي لرئيس البرلمان النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، عاود نواب من كتلة عون انتقادهم الوزير بارود ورفضهم ابقاءه على رأس وزارة الداخلية في الحكومة المقبلة quot;لفشله على كافة المستويات بدءًا من الانتخابات البلدية والرشاوى الكبير، واوضاع قوى الامن الداخلي وغيرهاquot; على حد قول النائب ميشال حلو.
فيما وصف الوزير السابق ماريو عون كلام البطريرك الجديد بشارة الراعي عن تأييده للوزير بارود بأنه quot;غبر مسبوقquot;.
من جهته اعتبر عضو كتلة quot;القوات اللبنانيةquot; النائب انطوان زهرا الحملة التي يشنها العماد ميشال عون على الوزير زياد بارود بأنها quot;غير مبررةquot; قائلًا quot;ان وزراء عون كلهم فاشلون وأفشلهم وزير الاتصالات شربل نحاسquot;.
التعليقات