نجيب ميقاتي المكلف تشكيل الحكومة الجديدة

رغم أن المحادثات بين فريق 14 اذار والرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي شهدت حالات صعود وهبوط، إلا أن باب التواصل بين الجانبين لم يوصد خصوصاً أن كرر مرات عدة عزمه على متابعة الحوار مع المعارضة الجديدة.


لم يعد خافياً على أحد القول بأن تأخر الرئيس نجيب ميقاتي المكلف تشكيل الحكومة الجديدة ناجم عن رغبته الأكيدة باشراك قوى 14 آذار فيها، بعد أن حقق quot;إنجازاquot; على هذا الصعيد تجاوز الشهر الأول وهو عمر توليه مهمة التكليف، استطاع خلاله أن يعدل في موقف القوى المذكورة من رافضة كلياً التحاور معه واتهامه بالغدر والخيانة والانقلاب على الميثاق والدستور كما بدا ذلك واضحاً عقب التكليف وفي quot;يوم الغضبquot; الذي اريد منه دفع الرئيس المكلف الى الاعتذار، إلى إعلانها الاستعداد للمشاركة في الحكومة شرط حصولها على اجابات واضحة منه تتركز حول كيفية تعاطيه مع موضوع المحكمة الدولية الناظرة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وكذلك مع السلاح غير الشرعي.

ورغم أن المحادثات بين فريق 14 اذار والرئيس المكلف، والتي قادها باسم الأول رئيس الجمهورية السابق أمين الجميّل ثم وزير العمل بطرس حرب، شهدت حالات صعود وهبوط قيل خلالها اكثر من مرة انها وصلت الى طريق مسدود، الا ان باب التواصل بين الجانبين لم يوصد خصوصا ان الرئيس ميقاتي ما فتئ يكرر عزمه على متابعة الحوار مع المعارضة الجديدة والعمل ما باستطاعته لاقناعها بالانضمام الى حكومته العتيدة حتى وصل به الامر اخيرا كما ذكر مسؤول بارز في حزب quot;الكتائبquot; لـ quot;إيلافquot; الى حد تقديمه عرضا يتضمن حصول 14 آذار على الثلث الضامن او الثلث المعطل داخل الحكومة وان بشكل مضمر، في وقت خرجت فيه اصوات من فريق 8 آذار تعلن رفضها لا لهذا العرض فحسب بل لفكرة انضمام الفريق الخصم الى الحكومة الجديدة.

وعلى مدى الأيام الطوال التي كان فيها الرئيس المكلف يجري اتصالاته مع طرفي النزاع في لبنان ومع اكثر من جهة اقليمية ودولية بغية تسهيل مهمته وعدم جعله يتجرع الكأس المر تشكيل حكومة من لون واحد قال عنها أمس في طرابلس انه quot;يدرك خطورتها لان لبنان لا يحكم إلا بالتنوع وبمشاركة كل فئات المجتمعquot;، كانت السهام تنهال عليه من اطراف في الفريقين واحد يعيب عليه التلكؤ والتردد في تشكيل حكومة الاكثرية الجديدة، وآخر يتهمه بالتهرب من الاسئلة التي طرحت عليه. وقد واجهها باستخدام quot; الاسفنجة التي تمتص كل ما يمكن ان تتعرض له على حد قول الدكتور خلدون الشريف الذي يعد احد ابرز القريبين من الرئيس ميقاتي.

واذا كان الرئيس المكلف اعتمد في خطابه امام جمهوره الطرابلسي امس وأول من أمس بعضا من سياسية الهجوم على منتقديه في 14 آذار بعد طول مهادنة خصوصا في ما يتعلق بموقفه من موضوع المحكمة حيث استغرب وصف مصدر بارز في هذه القوى لكلامه عن التمسك بالعدالة والحقيقة بـ quot;اللغة الخشبيةquot;، مشددا على مضيه في خدمة مصلحة لبنان التي يرى فيها البعض خيانة وغدرا، فان السؤال الابرز الذي راح يشغل الاوساط الرسمية والسياسية والشعبية هو معرفة الخطوة التي سيقدم عليها ميقاتي بعد اعلان قوى 14 آذار عبر نوابها الستين مساء اليوم وقياداتها غدا رفضها القاطع للمشاركة في الحكومة المنوي تأليفها واعلانها الانتقال الى المعارضة بما في ذلك العمل على اسقاط حكومة اللون الواحد.

رئيس البرلمان نبيه بري أجاب وان بشكل غير مباشر على السؤال المذكور برفض ربط التأخير بتشكيل الحكومة بالاحتفال الذي تقيمه 14 آذار في التاريخ نفسه من الشهر المقبل، فيما توقعت اوساط متابعة لعملية التأليف ان يعود الرئيس المكلف الى ما كان يعتزم فعله بعد ايام قليلة من تكليفه وهو الاعلان عن حكومة مصغرة من 24 وزيرا تضم وزراء quot; غير استفزازيين quot; من 8 آذار وآخرين تكنوقراط معروف عنهم حياديتهم.

وقد كشف عن ذلك الرئيس بري نفسه في حديثه الاخير الى quot;إيلافquot; الذي أشار فيه ايضا الى الخلاف المستجد بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون حول المشاركة في الحكومة، الا ان اوساطا قريبة من ميقاتي تؤكد ان الاخير لن يفقد الامل في الاستمرار بمسعاه الهادف الى تأليف حكومة وحدة وطنية اولا قبل الانتقال الى عنوان آخر وهو quot;الحكومة المتجانسةquot; بمعنى ان اسفنجة ميقاتي ستبقى صالحة للاستعمال حتى اشعار آخر هذا اذا لم تستبدل القديمة بأخرى جديدة تتطلبها عدة شغل المنادي بالوسطية والاعتدال وبمد اليد الى الجميع.