قال رئيس الحكومة اللبناني المكلف نجيب ميقاتي ان تسمية حزب الله له لترؤس الحكومة لا تلزمه بأي موقف سوى حماية quot;المقاومةquot;.
بيروت: رفض رئيس الحكومة المكلف في لبنان نجيب ميقاتي الثلاثاء القول بانه ملتزم بحزب الله سياسيا بسبب تسميته له، مشددا على ان الخلاف المستحكم في لبنان بشأن المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري لا يحل الا بالحوار.
وقال ميقاتي لوكالة الأنباء الفرنسية عقب تكليفه من قبل الرئيس ميشال سليمان تشكيل حكومة جديدة quot;منذ اللحظة التي اعلنت فيها ترشيحي، اصبحت بحاجة الى كل صوت في المجلس النيابي لكي اصل الى مرحلة التسمية واكون انا الرئيس المكلف ثم رئيس مجلس الوزراءquot;.
وتابع quot;بما انني بحاجة الى اي صوت وبدأت معركتي الانتخابية، من الطبيعي ان اسال حزب الله ان يؤيدني لان له كتلة كبرى في المجلس النيابيquot;. واضاف quot;اشكرهم (على تاييدهم)، واحترمهم كما احترم الذين لم يصوتوا ليquot;.
وسأل ميقاتي quot;اذا صوت لي الحزب، هل هذا اصبح نوعا من عيب؟ لا على العكس. من الطبيعي ان اطلب تاييد الجميعquot;. وتابع quot;ليت الفئات الاخرى ايدتني كما كنت اشتهيquot;، مشيرا الى انه سعى الى ان يكون quot;مرشح الجميع وبتسمية الجميعquot;.
واضاف quot;ان التسمية (من جانب حزب الله) طبيعية لا تلزمني في الوقت الحاضر باي موقف سياسي يلتزمه الحزب سوى التمسك (...) بحماية المقاومة الوطنيةquot;. وعن الرسالة التي يوجهها الى المجتمع الدولي، قال quot;لا يجب الحكم مسبقا علي او على تصرفاتي، لا سيما من جانب المجتمع الدوليquot;.
وردا على تعبير واشنطن عن قلقها ازاء الوضع اللبناني بعد تسميته، قال ميقاتي quot;واشنطن مهمة جدا بالنسبة لي. لا يمكن الا ان تكون لنا علاقات جيدة، واتمنى ان يبقوا على دعمهم للبنانquot;. واضاف quot;هم يعرفون تاريخي، قد لا تكون علاقة شخصية لكنهم يعرفون ما انا قادر عليهquot;.
وكلف ميقاتي تشكيل حكومة لبنانية جديدة الثلاثاء بعدما اعلن 68 نائبا من 128 تاييدهم له خلال الاستشارات النيابية التي قام بها سليمان الاثنين والثلاثاء، فيما حصل رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري على تاييد 60 نائبا.
وايده في الاستشارات حزب الله وحلفاؤه. واثار تكليفه حركة احتجاجات واسعة بين مناصري الحريري الذين نددوا بتجاوز الحريري، وهو الشخصية الاكثر شعبية في الطائفة السنية، نتيجة quot;فرض حزب الله لمرشحهquot;.
وتأتي عملية تشكيل حكومة جديدة في لبنان بعد سقوط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري في 12 كانون الثاني/يناير نتيجة استقالة احد عشر وزيرا بينهم عشرة يمثلون حزب الله وحلفاءه.
وتفاقمت الازمة التي بدأت في الصيف الماضي بسبب الخلاف على المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري، والد سعد الحريري، الذي يتوقع ان توجه الاتهام في الجريمة الى حزب الله.
ومارس الحزب ضغوطا كبيرة على سعد الحريري للتنصل من المحكمة من دون ان يلقى تجاوبا. وقال ميقاتي إن quot;احد اهم اسباب سقوط الحريري كان غياب الحوار (...) لذا فان الحل بالنسبة الى موضوع المحكمة، كحل اي خلاف آخر في لبنان، هو عبر الحوارquot;.
وعن مدى استعداده لرفض المحكمة وسحب القضاة اللبنانيين منها ووقف تمويلها، وهو ما طالب به حزب الله الحريري، قال ميقاتي quot;وقف المحكمة لم يعد قرارا لبنانياquot;. واضاف ان quot;مسألة التعاون معها امر آخر. وقبل التسرع في قول اي شيء، علينا ان ننظر في الملف مجددا، وندرسه لنرى ما اذا كان هناك اي مسالة خلافية فيه، وبعدها سنحلها بالحوارquot;.
وتابع quot;لا استطيع ان اختصر قرار المؤسسات الدستوريةquot;. ويجري ميقاتي الخميس والجمعة مشاورات مع الكتل النيابية بهدف تشكيل حكومة جديدة. وتعليقا على اعلان سعد الحريري الاثنين رفضه المشاركة في حكومة يتراسها من رشحه حزب الله، قال ميقاتي quot;اوجه دعوة الى الحريري لاعادة النظر في موقفه ولنضع انفسنا في المركب نفسه من اجل مصلحة الجميعquot;.
واوضح quot;ساحاول قدر المستطاع ان اقنعهم بالانضمام الى الحكومة (...) واذا رفضوا المشاركة، سابحث في تشكيل حكومة تكنوقراط (...) بالتشاور مع الرئيسquot;. واكد ميقاتي ان حكومته quot;لن تكون حكومة مواجهة، بل حكومة ودية ونحن نسعى للتعاون مع كل الاطرافquot;.
وحدد اولويات الحكومة بمحاربة الفساد والاصلاح الاداري وتحسين الوضع الاقتصادي quot;والتعامل مع حاجات الناس اليوميةquot;. وقال quot;لدي خلفية رجل اعمال، وكل سوق العمل يعرف انني ليبرالي اؤمن بالقطاع الخاص وبالحرية الاقتصادية، وهذا مؤشر لمجتمع الاعمال في لبنانquot;.
وميقاتي رجل اعمال ناجح، وتقدر مجلة quot;فوربسquot; الاميركية ثروته بحوالى 2.5 مليار دولار، مصنفة اياه ضمن اغنى اثرياء العالم. وكان ميقاتي (55 عاما) الذي قال إنه يؤمن quot;بعلاقة جيدةquot; مع سوريا، كلف بتشكيل حكومة للمرة الاولى بعد اغتيال رفيق الحريري 2005.
وترأس في حينه لمدة ثلاثة اشهر حكومة انتقالية من 14 وزيرا انحصرت مهمتها الاساسية بتنظيم انتخابات نيابية. وقال الثلاثاء quot;العام 2005، بعد تسميتي، قالت كل الصحف انني دمية في يد سوريا وصديق (الرئيس السوري) بشار الاسد. فعلت كل ما يتوجب في مصلحة لبنان والكل كان متفاجئا بما انجزته لانني لم اسع الى ارضاء احدquot;.
كلينتون: سيطرة حزب الله على لبنان ستؤثر على العلاقات بين البلدين
من جانبها قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء ان سيطرة حزب الله على الحكومة اللبنانية quot;سيكون لها بالتاكيد تأثيرquot; على العلاقات بين الولايات المتحدة ولبنان. وقالت في تصريح صحافي ادلت به بينما كانت تقف الى جانب نظيرها الاسباني ترينيداد جيمينز ان quot;وجود حكومة يسيطر عليها حزب الله سيؤثر بشكل واضح على العلاقات الثنائية بينناquot;.
التعليقات