لا يزال رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو في ابيدجان في وقت تزايدت الدعوات الدولية لتخليه عن السلطة.


ابيدجان: تجددت المعارك حول القصر الرئاسي ومقر إقامة رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو الجمعة بين القوات الموالية له وقوات خصمه الحسن وتارا حول مقر اقامته والقصر الرئاسي.

واكد معسكر غباغبو انه تمكن من صد هجوم قوات وتارا الذي بدأته مساء الخميس.

ورغم تجدد الدعوات الدولية لغباغبو بالتخلي عن السلطة لوتارا، اكد المتحدث باسمه اهوا دون ميلو انه لا يزال في ابيدجان في مقر اقامته مع عائلته، نافيا الشائعات التي تحدثت عن مغادرته البلاد. وكان مسؤولون فرنسيون رجحوا انه لا يزال في مقر اقامته الذي تحاصره قوات الحسن وتارا، ولم ينتقل الى القصر الرئاسي في حي بلاتو في وسط المدينة.

وقال المتحدث باسم بعثة الامم المتحدة في ساحل العاج الجمعة إن البعثة عرضت منذ الخميس على المقربين من غباغبو استعدادها لتسهيل رحيله، في حال رغب في ذلك. ولكنها لم تحصل على رد منهم بعد.

في هذه الاثناء دعت المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا غباغبو الى الرحيل quot;لوضع حد لمعاناة بلادهquot;.

كما كرر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، والرئاسة الفرنسية ووزارة الخارجية الاميركية دعوة غباغبو الى التخلي عن السلطة quot;على الفورquot; وبصورة سلمية الى وتارا الرئيس المعترف به دوليا.

واتصال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بوتارا بشأن الوضع في ابيدجان، كما قالت الرئاسة الفرنسية التي شددت على تاكيد فرنسا على ضرورة quot;حماية المدنيينquot;..

وتجدد اطلاق النار بعد ان تراجعت حدته قليلا بعد الظهر في حي بلاتو الاداري وحي كوكودي الراقي القريب من مقر الرئيس.

وكانت تسمع في حي بلاتو، حيث القصر الرئاسي رشقات من الاسلحة الرشاشة ودوي الاسلحة الثقيلة بصورة مستمرة، حتى ان كثافتها تسببت في اهتزاز جدران المباني، كما افاد مراسلو فرانس برس في الحي الذي احتمى سكانه في منازلهم واقفرت طرقه.

وشهد حي كوكودي في محيط المقر الرئاسي والتلفزيون وبالقرب من معسكر اغبان في حي ادجاميه المجاور، اطلاق نيران كثيفة.

واكدت قوة الامم المتحدة في ساحل العاج في بيان ان مقرها تعرض لاطلاق نار غزير بعد ظهر الخميس من جانب القوات الخاصة لغباغبو. واضافت انها ردت على النيران وان التراشق استمر ثلاث ساعات.

وقررت حكومة رئيس ساحل العاج المعترف به دوليا الحسن وتارا الجمعة اعادة فتح اجواء البلاد بصورة فورية للسماح باجلاء محتمل للرعايا الاجانب، كما اعلنت المتحدثة آن اولوتو.

ولكنها اكدت ان quot;الحدود البرية والبحرية مغلقة حتى اشعار اخرquot;.

وبدأت المعارك عنيفة جدا بين القوات الموالية للرئيس المنتهية ولايته والقوات الجمهورية الموالية للحسن وتارا مساء الخميس في ابيدجان، الهدف الاخير لقوات وتارا.

وشنت القوات الجمهورية الموالية لوتارا والتي كانت تسيطر على شمال البلاد منذ 2002، هجوما واسع النطاق الاثنين على الجنوب، لانهاء الازمة التي اندلعت بعد الانتخابات الرئاسية في 28 تشرين الثاني/نوفمبر والتي اوقعت بحسب الامم المتحدة 500 قتيل معظمهم من المدنيين.

وسرعان ما امتدت المعارك، اذ لم تواجه مقاومة سوى في منطقة الغرب التي يتحدر منها غباغبو، وقد استولى انصار وتارا خصوصا على العاصمة السياسية ياموسوكرو (وسط)، وسان بيدرو (جنوب غرب) اكبر مرفأ لتصدير الكاكاو في العالم.

وفي اليوم الخامس من الهجوم، كان الجميع يتساءل عما سيفعله غباغبو الحاكم منذ 2000، والذي لم يدل باي تصريح علني منذ اسابيع ولم يلق بعد خطابه الى الامة الذي اعلنه مرارا.

واعلنت القوات الموالية لوتارا انها استولت في بداية المعارك على التلفزيون الرسمي ار تي اي رمز النظام، فحرمته بذلك من وسيلة اعلامية اساسية.

وقالت آن اولوتو الناطقة باسم وتارا quot;لا اعتقد ان لوارن غباغبو قادر على الصمود لفترة اطول مع كل الذين ينشقون عنه. لديه حس انتحاري ويسلك طريقا لا نهاية له. ان رحيله حتميquot;.

وطلب الاتحاد الافريقي الجمعة من غباغبو quot;التخلي فورا عن السلطةquot; لخصمه، فيما اكد توسان آلان مندوب غباغبو في اتصال مع فرانس برس في باريس ان غباغبو quot;لا ينوي التنحي او الاستسلام لاي متمردquot; منددا بquot;انقلابquot; ينفذه على حد قوله خصمه الحسن وتارا.

وكان غيوم سورو رئيس وزراء وتارا، قال مساء الخميس quot;يجب ان يستسلم لوران غباغبو لتجنب حصول حمام دم. نأمل ان يستسلم، وإلا فسنلاحقه في اي مكان. واذا ما استقال، فحسنا يفعل، وإلا فسيحال على القضاء الدوليquot;.

واكد عدد كبير من المنظمات الدولية انه قد يلاحق مع المقربين منه بتهمة ارتكاب quot;جرائم ضد الانسانيةquot; وquot;جرائم حربquot; بسبب التجاوزات التي ارتكبتها قواته بحق المدنيين.

واكد خبراء في الامم المتحدة في جنيف الجمعة استمرار الانتهاكات الخطيرة في ساحل العاج منذ شهور وحالات اختفاء قسري واعمال قتل وتصفيات واعتداءات على النساء والاطفال.

وليست قوات وتارا بمنأى من الانتقادات اذ اعربت المفوضية العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان عن خشيتها من ارتكاب هذه القوات quot;انتهاكات خطيرة لحقوق الانسانquot;، وخصوصا في غرب البلاد.

واكدت المفوضية ان ما بين 700 الف ومليون شخص فروا من منازلهم منذ بداية الازمة.

من جهة أخرى، نصحت فرنسا رعاياها بتجنب السفر الى ساحل العاج وخصوصا الى ابيدجان.

واعلنت وزارة الدفاع الفرنسية الجمعة انها زادت الى 1100 عنصر عديد قوة ليكورن الفرنسية في ابيدجان والمكلفة مساندة عملية الامم المتحدة في ساحل العاج وضمان سلامة الفرنسيين والاجانب.كما دعت واشنطن الجمعة قوات الامم المتحدة وفرنسا الى quot;حماية المدنيين ووقف عمليات النهبquot; في ساحل العاج.