تكثفت الضغوط الدولية بشكل قوي على رئيس ساحل العاج، وفي الوقت الذي دعت فيه وزارة الخارجية الأميركية لوران غباغبو إلى التّخلّي عنالرئاسة او الاستعداد لفرض عقوبات عليه، وقد حضّ الاتحاد الأوروبي الجيش على وضع نفسه تحت سلطة منافسه الحسن وتارا.


أبيدجان: تكثفت الضغوط الدولية بشكل قوي الجمعة على رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو الذي دعي للتنحي من دون تأخير، غداة أعمال عنف دامية وقعت في أبيدجان واستهدفت أنصار خصمه الحسن وتارا.

وقتل ما بين11إلى ثلاثين شخصًا بحسب مصادر مختلفة وأصيب ما لا يقل عن ثمانين بجروح الخميس في أعمال عنف ولا سيما حين حاول أنصار وتارا تنظيم مسيرة إلى مقر التلفزيون الرسمي quot;ار تي ايquot;.

واعتبرت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة أن الوقت حان لأن يتخلى لوران غباغبو عن رئاسة ساحل العاج وإلا فان الولايات المتحدة quot;على استعدادquot; لفرض عقوبات عليه.

وقال فيليب كراولي المتحدث باسم الوزارة ان quot;الولايات المتحدة على استعداد لفرض عقوبات محددة، سواء بشكل فردي او بالاتفاق مع شركائنا، على الرئيس غباغبو وأسرته الصغيرة ودائرته المقربة إذا ما استمر في سيطرته غير المشروعة على السلطةquot;.

وحذر نيكولا ساركوزي رئيس القوة الاستعمارية السابقة الفرنسية في هذا البلد من انه يتحتم على غباغبو التنحي quot;قبل نهاية الاسبوعquot; وإلا فسوف يدرج quot;بالاسمquot; مع زوجته سيمون على قائمة الاتحاد الأوروبي للأشخاص المستهدفين بعقوبات.

وحض الاتحاد الأوروبي الجيش على quot;وضع نفسه تحت سلطةquot; الحسن وتارا الذي اعترفت الأسرة الدولية بفوزه في الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل التي جرت في 28 تشرين الثاني/نوفمبر.

من جهته، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان بقاء غباغبو في السلطة سيقود الى quot;مهزلة ديمقراطيةquot;، محذرًا من مغبة شن اي هجمات على قوات الامم المتحدة المنتشرة في ساحل العاج وعديدها حوالى عشرة آلاف عنصر.

ودعت المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (سيدياو) الرئيس المنتهية ولايته الى نقل السلطة quot;على الفورquot; الى quot;الرئيس المنتخبquot; وتارا.

وأفاد وزير الخارجية النيجيري اودين اجوموغوبيا ان رئيس نيجيريا غودلاك جوناثان الرئيس الحالي للمجموعة وجه رسالة باسمها إلى غباغبو سينقلها اليه رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ.

ووصل بينغ الجمعة إلى أبيدجان في مهمة وساطة، على امل تجنب الأسوأ في ساحل العاج التي شهدت نزاعا في 2002-2003 أدى إلى تقسيمها إلى شطرين منذ ذلك الحين.

والتقى بينغ كلا من الرئيسين المعلنين غير أن محادثاته أحيطت بسرية كاملة.

واتهم الجيش الموالي لغباغبو في بيان الجمعة عملية الأمم المتحدة في ساحل العاج بتقديم دعم عسكري للقوى المؤيدة لوتارا، متهما إياها بquot;التخلي عن موقفها .. كقوة تدخل وعدم انحيازquot;.

ولم تشهد ابيدجان بعد ظهر الجمعة تعبئة لأنصار وتارا في ظل انتشار قوي للقوات الموالية لغباغبو، وبقيت المدينة هادئة ولو أن طلقات نارية متقطعة لم يعرف مصدرها سمعت في بعض الأحياء الشعبية.

ودعا معسكر وتارا quot;الشعب إلى الإبقاء على التعبئةquot; حتى رحيل غباغبو عن السلطة، بعد فشل محاولة لتنظيم مسيرة جديدة الى التلفزيون الرسمي.

وقال ناشط لفرانس برس في فندق quot;غولفquot; الذي جعل منه وتارا مقرا لحكومته quot;الوضع خطر إلى حد لا يمكن الخروجquot;.

كما شارك مئات الأشخاص مساء الجمعة في بواكيه (وسط) في تجمع مدعوم من القوات الجديدة، حركة التمرد سابقا بزعامة غيوم سورو رئيس الوزراء في الحكومة التي شكلها وتارا، للمطالبة بتنحي غباغبو.

وفي حي ابوبو (شمال) الشعبي الموالي لوتارا والذي شهد تظاهرات ضخمة الخميس، تجمع السكان قبل الظهر حول جثتي شابين ممددين على حافة الطريق وقد قتلا برصاصتين في الرأس، على ما افاد مراسل فرانس برس.

ولم يكن من الممكن معرفة ظروف مقتلهما.

وتقيم القوات الموالية لغباغبو قرب فندق quot;غولفquot; حاجزا لتفتيش الداخلين إليه، ويرفض الجنود السماح بمرور السيارات بينما تمركزت دبابة مصوبة مدفعها باتجاه الفندق.

وكانت معارك عنيفة جرت الخميس بين القوات الموالية لغباغبو والقوات الجديدة من اجل السيطرة على هذا الحاجز الذي بقي في النهاية بأيدي القوات الموالية لغباغبو.