لا يزال موقف الحكومة الكويتية المتمايل من أزمة البحرين يثير ضجة داخلية، قد تكبر ككرة الثلج، حين تجاهلت الحكومة ضغوط الشارع السنّي في البلاد، الذي كان يطالب بالاصطفاف مع قوات درع الجزيرة، وفضلوا الانصياع لرغبة الثلث المعطل، وهو التيار الشيعي الذي يمثل نحو ثلاثين بالمائة من إجمالي السكان.


دوّار اللؤلؤة في المنامة تحوّل إلى رمز للحركة الاحتجاجية التي شهدتها مملكة البحرين

علي الحسن وفهد العامر من الكويت: كان التيار الشيعي المتعاطف مع إيران يرى بضرورة قيام الحكومة بوساطة جديدة بين الملكية البحرينية ومعارضيها بغية الانتصار لموقف الشيعة، لولا أن ذلك الباب ردته المنامة بعنف قبل أن يفتح، إذ أشار وزير الخارجية البحريني إلى أن الوساطة غير موجودة، بعدما تجاهلت المعارضة دعوة ولي عهد البحرين إلى الحوار الوطني.

على المقلب الآخر من الصورة فإن التيار السنّي يرى أن موقف بلاده كان دون المستوى في تأييده الموارب تدخل قوات درع الجزيرة في البحرين، وأن الأقلية الشيعية فرضت رأيها على الغالبية السنية، وهذا تجاوز لا يجوز في حق الديمقراطية الكويتية على حد تعبيرهم.

وتقول الأنباء الواردة من المنامة والكويت إن هذه الأزمة صبغت أجواء العلاقات بين البلدين بألوان قاتمة، لم يكن آخرها البرنامج التلفزيوني، الذي بثه تلفزيون البحرين قبل أسابيع، وانتقد فيه المشاركون شخصيات كويتية بعنف، وهو ما جعل مبعوثاً بحرينياً يطير إلى الكويت للاعتذار إلى أميرها الشيخ صباح الصباح.

وعلى الرغم من أن الشيخ صباح عاتب ضيفه مستغرباً بثّ البرنامج مرتين، إلا أنه أكد على عمق علاقات بلاده مع المنامة، وأن ملفات الخلاف قد طويت إلى الأبد، حسبما ذكرت مصادر quot;إيلافquot;.

تأتي هذه التطورات المتسارعة في وقت وصلت الحملة على الشيخ ناصر المحمد إلى ذروتها، حيث حاولت جهات برلمانية كويتية نقل معركتها معه إلى الخارج، وتحديداً في ما يتعلق بالعلاقات مع الخليج، والشقيقة الكبرى السعودية، حين أشاروا إلى أنه أستدعى سفير الرياض عبد العزيز الفايز لنقل رسالة احتجاج حول موقف بلاده من أزمة البحرين.

بيد أن مصادر كويتية رفيعة المستوى قالت لـ quot;إيلافquot; إن quot;اللقاء الذي امتد ساعة بين المحمد والفايز كان لتأكيد عمق العلاقة ومتانتها بين البلدين وكسر حاجز الشائعات حول أي خلاف ممكن في وجهات النظر، حيث يتفق البلدان على أن المساس بالملكية والنظام في البحرين خط أحمر، وأن الإساءة إلى السعودية غير مقبولةquot;.

وقام وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح بزيارة إلى الرياض وشرح موقف حكومته، حيث إن بلاده، وفي ظروفها الحالية، لا تستطيع إسكات صوت أي معارض من شعبها، لكنها في الوقت عينه لا تقبل الإساءة إلى الشقيقة الكبرى، أو أي دولة خليجية.

ملف خاص: البحرين أحداث وتطورات

وبدد استقبال رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد السفير السعودي لدى الكويت الدكتور عبد العزيز الفايز يوم الاثنين الماضي شائعات، طالما حرص ممن يطلقون على انفسهم بأنهم quot;معارضةquot; على ترديدها وتضخيمها.

وبدا واضحًا - على حد قول مراقبين الشأن الكويتي - أن خصوم المحمد الذين يتعاطون العمل البرلماني وفق أجندات مرسومة لهم بدقة لم يجدوا مجالاً للنيل من حكومته سوى محاولة quot;سحب حكومة المحمد إلى الأحداث الإقليمية التي تشهدها المنطقةquot;.

وخاض مجلس الوزراء في السنوات الأخيرة مواجهات عدة مع المعارضة داخل البرلمان، ما أسفر عن استقالة خمس حكومات. كما أمر أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح محمد بحلّ مجلس الأمة (البرلمان) وإجراء انتخابات جديدة ثلاث مرات على خلفية الأزمات السياسية المتكررة.

وتشهد المنطقة تصعيدًا عدائياً نادراً بين السعودية والخليج من جهة، وإيران والمتعاطفين معها من الأقليات الشيعية في البلدان الخليجية من جهة أخرى، بعدما كشفت الكويت وأجهزة أمنية خليجية عدة ضلوعاً إيرانياً في شبكات تجسس، تستهدف الحصول على معلومات حول القدرات العسكرية لبلدان الخليج.