من يراقب الأداء الإعلامي و السياسي للنظام الإيراني و حلفائه من الأحزاب و الجماعات الطائفية في المنطقة سيلاحظ تحركات سياسية و إعلامية و أمنية غير معهودة و إستثنائية خصوصا من جهة التعبئة و الحشد الإعلامي و السياسي فالإصرار الإيراني على إستهداف الدور الخليجي في البحرين و إستمرار العزف على الأنغام الطائفية للصراع الداخلي و تحويرها بإتجاه معين إضافة للإستخدام العلني لجماعة حزب الله و حسن نصر الله تحديدا في الملف البحريني و بعيدا عن ملف المحكمة الدولية الذي كان يشغل بال هذا الحزب جميعها أمور تؤكد بأن النظام الإيراني و بهدف تخفيف الضغط عن حلفائه في العراق و دمشق و بيروت هو اليوم بصدد التخطيط ولربما البرمجة و التنفيذ لشيء وحدث غير عادي يتجاوز بكثير مرحلة الحشد العسكري و إستعراض الزوارق و الصواريخ الكارتونية، لأن الحرب كما نعلم أولها الكلام كما قال نصر بن سيار، و لأن الحشد الإعلامي الطائفي البغيض و الموجه من إيران و بغداد وبيروت معروفة نهاياته الحتمية التي ستؤدي لكوارث خصوصا و أن هنالك أنباء عن تغلغل قوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإرهابي الإيراني في العراق من أجل التسلل لشرق الخليج العربي و إحداث مشاكل أمنية و تفجيرات ولربما إغتيالات إضافة لفرض حالة الإنذار في صفوف الحرس الثوري في قيادة عمليات الأحواز المحتلة.
وخيارات التحركات الميدانية الإيرانية واسعة و عريضة للغاية في ضوء حرية العمل الميدانية في العراق المختل و الذي أضحى حديقة خلفية لعبث النظام الإيراني فالحكومة العراقية الراهنة ليست في حقيقتها سوى بيدق من البيادق التي يحركها النظام الإيراني و رئيس الوزراء العراقي لم يعد يخفي مواقفه المعادية لدول الخليج العربي و المتطابقة نصا وروحا مع المواقف الرسيمية و السرية الإيرانية، ثم أن هذا الرجل هو في البداية و النهاية و كذلك تنظيمه ( حزب الدعوة ) ماهم إلا جزء من الآلة الإيرانية العقائدية و السياسية و العسكرية في العراق وأي تصور مخالف لذلك لا يعبر عن الحقيقة العارية، نجاح السلطات البحرينية في فرض الهدوء و الإستقرار تمهيدا لبدء حوار وطني مسؤول و متكافيء و يعبر عن المصلحة الوطنية البحرينية العليا وحدها أمر لايروق للنظام الإيراني الذي بات اليوم يحرك أتباعه من أجل إشعال الموقف من جديد ومحاولة توريط قوات درع الجزيرة بممارسات معينة يتم الدفع إليها من أجل تمهيد الساحة للقوات الإيرانية لغزو و إحتلال البحرين بشكل مفاجيء و بما يذكرنا بغزو العراق للكويت و تبريراته الواهية عن حدوث حركة إنقلابية في الكويت تطلب من العراق المساعدة في 2/8/1990!
لا شيء اليوم يمنع حقيقة النظام الإيراني من تكرار السيناريو ولكن وفقا لإيقاعات و مشاهد خلفية مختلفة بالكامل عن الحالة عام 1990 وطبعا سيكون الشعار المعلن لذلك الغزو هو ( حماية الشيعة من الإبادة )!! كما أعلن صراحة قبل أيام ! وهذا الشعار بالذات سيكون برنامج المرحلة المقبلة، الحقائق تقول بأن كل الإحتمالات ممكنة و بأن النظام الإيراني الذي يواجه و حلفائه إستحقاقات مصيرية يخطط جديا و تنفيذيا لهذا العمل الإنتحاري البشع الذي سيغير مسارات الأوضاع الإقليمية و الدولية بالكاملgt;
قرار إحتلال مملكة البحرين قد صدر و أقر إيرانيا و تنفيذ ذلك القرار مرتبط بتوفر ظروف معينة و عوامل موضوعية وإنتظار و مراقبة تطورات الوضع الداخلي البحريني و كذلك محاولة إيران و أتباعها إثارة قلاقل داخلية في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية و لربما حتى في الكويت التي ليست ببعيدة عن المخاطر و المغامرات الإيرانية، فالإيرانيون لهم سجل حافل في الكويت وتحالف الأحزاب و الجماعات الإيرانية بات يمثل اليوم الخطر الحقيقي على أمن الخليج العربي إضافة لخلايا حزب الله اللبناني السرية و المنتشرة في أكثر من موقع و مكان بدءا من الكويت و المنامة وحتى الدار البيضاء في المغرب من خلال الإستثمارات في المطاعم و الشركات الخاصة أو من خلال العمالة في القطاعات المختلفة.
دول الخليج العربي اليوم تواجه دون شك أخطر لحظاتها التاريخية تحديا و خطورة و إحتلال البحرين هو مخطط إيراني واضح المعالم يبدو أن كل المؤشرات باتت تتجه اليوم نحو بوصلته.. فهل سيفعلها الإيرانيون و تكون مغامرة دولية كبرى ورهيبة بنتائجها و تداعياتها؟ أم أن تضامن دول الخليج العربي سيسحب البساط من تحت الأقدام العدوانية المتوثبة؟.. كل الإحتمالات واردة وكل الملفات مفتوحة.. والله يستر.
التعليقات