مرة أخرى يقع الفاشيون في نفس الحفرة و الهوة العميقة و يرتكبون نفس الأخطاء القاتلة فهم لغبائهم الفطري و الموروث جينيا يتصورون بأن تعميم الرعب و سفك الدماء و القتل بالجملة و المفرق هو الوصفة السحرية التي ستعزز نظامهم وستمنع جموع الشعب الثائر من سحلهم! و ستوفر حصانة تقيهم من غضبة الأحرار الذين قرروا التمرد على عار الصمت و الخنوع و الذل و أبوا إلا أن ينتصروا لقيم الحرية المقدسة و يتمردوا على تابوهات القمع و التقتيل و الخضوع للفاشست الوراثيين الذين يعتقدون أن الحياة لا تكون إلا بهم و إن الرئاسة لم تخلق إلا لهم ! و إنهم و بعدهم الطوفان ! و المصيبة إن أولئك الطغاة رغم مناظرهم الملونة و رقابهم الطويلة و عباراتهم المنمقة يعيشون حالة مستمرة من الغباء السياسي المتوارث و يرفضون الخضوع لمنطق التاريخ و حتميته و تجاربه الثقيلة على النفس، كما أنهم لم يأخذوا العبرة و الإعتبار من مصير الطغاة الذين سبقوهم و الذين كان لهم من العدة و العتاد و الأنصار أضعاف مالديهم و مع ذلك لم ينفعهم ذلك بشيء أمام تجلي لحظات الحقيقة المرة و المرعبة، فالظلم مرتعه و خيم و الإصرار المرضي على سفك الدماء و ترويع الأحرار و توزيع مساحات القتل الشامل و تصدير الأكاذيب و بناء الدولة القمعية الحديدية جميعها أمور لا تعبر عن عناصر قوة بقدر ما تعبر عن حقائق ضعف و تهاوي و عن مصير أسود سيؤول إليه اصحاب نظرية القمع الشامل، والنظام السوري الإرهابي الذي رفع أنصاره و محبيه شعار ( تدمير العالم من أجل أن يبقى و يعيش ) حينما يكرر اليوم مجازر ثمانينيات القرن الماضي في إبادة المدن و فتح السجون الإستخبارية و التفنن في التعذيب فإنه يرتكب أغبى أخطائه بل أغباها على الإطلاق لأنه بذلك العمل يمهد الساحة لكنسه تدريجيا من المشهد الإقليمي و الدولي، فأنظمة من هذا النوع وهذه الشاكلة لم تعد قابلة للحياة أبدا بل أن وجودها يشكل عارا على الإنسانية و البشرية. وفي الوقت الذي تنادى فيه المجتمع الدولي لحماية و إنقاذ الشعب الليبي من جرائم حاكمه المجنون و المعتوه و المجرم وهو بالمناسبة أحد حلفاء النظام السوري التاريخيين فالطيور على أشكالها تقع وحيث يتهيأ العالم و الشعب الليبي لتشييع نظام العقيد القذافي و أبنائه لمزبلة التاريخ فإنه لا شيء حقيقي يمنع من تكرار التجربة مع النظام السوري الذي بات وجوده يشكل حالة غريبة من حالات العبث السياسي و الخراب القيمي، فهذا النظام الذي يعتبر من فضلات الحرب الكونية الباردة ليس سوى نتوء إرهابي و ملاذ آمن العصابات الإرهاب و التهريب و القتل و الغطرسة وهو بتحالفه غير المقدس مع النظام الإرهابي في طهران يشكل خطورة بالغة على أمن و سلام و مستقبل الشعب السوري و شعوب المنطقة، فحينما يتنادى غلمان النظام الإيراني في منظمة حزب خدا اللبنانية الإيرانية للدفاع عن ذلك النظام و يساهمون في قتل الشعب السوري الأعزل فإن في ألأمر أكبر من تحالف مافيوزي بين أنظمة هي في حقيقتها عصابات للقتل و الترويع، و أعداد الشهداء الذين قدمتهم مدينة درعا السورية الباسلة باتت تمثل اليوم بداية العد التنازلي النهائي لذلك النظام المجرم الذي لا يراعي الحرمات و لا المساجد و لا دور العبادة و لا يقيم وزنا للطفولة أو للنسوة و يمعن في إختلاق الأكاذيب بطريقة قديمة وفجة لم تعد تصلح للعصر الحديث، لا علاج للنظام السوري لمشاكل الشعب السوري سوى تقديم المزيد من وصلات القمع المبرمج وأية قرارات إصلاحية حقيقية لن تصدر أبدا عن ذلك النظام. و أعتقد إن المجتمع الدولي الحر مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بحماية الشعب السوري من جرائم قاتله و من المذابح التي سيقترفها أو التي قرر إقترافها تأمينا لوجوده، وإسقاط النظام السوري لم يعد مجرد أمنية بل أنه حقيقة مادية ملموسة باتت واضحة و محاكمات دمشق القادمة لقادة و مجرمي أجهزة المخابرات السورية ستكون أحاديث القرن الحادي و العشرين، في إسقاط النظام السوري الدموي ستتعزز قلعة الحرية و سيدخل العرب مرحلة جديدة و ستتلاشى رياح الطائفية و الموت و الفاشية و سيسترد الشعب السوري الحر قراره الوطني المستقل بعد أن جثم على صدره نفر من هل العصابات العسكرية الطائفية سيودعهم التاريخ بالخزي و العار.. صبرا دمشق فأعاصير الحرية المقدسة قد هبت على ذرى قاسيون، و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون... و العاقبة للأحرار.. و اللعنة على قتلة الشعوب وسيفعل الشعب السوري ذلك بكل تأكيد..!
- آخر تحديث :
التعليقات