حمّل مزكين ميقري، عضو اللجنة السياسية لمنظمة أوروبا في حزب يكيتي الكردي، القصر الجمهوري ومكتب الأمن القومي في سوريا مسؤولية مايجري في المحافظات، ورأى ان بيانات وزارة الداخلية، ذات النبرة التهديدية ، هي بمثابة اعلان حرب على السوريين، معتبرا من جانب آخر أنّ الاعلام السوري قاصر في مرحلته الحالية عن مواكبة المرحلة، مستغربا صدور مرسوم رئاسي حول اعادة الجنسية للمحرومين منها من الأكراد، دون تعليماته التنفيذية حتى الآن.
quot;ايلافquot; التقت ميقري وسألته حول رأيه في قضايا الساعة في سوريا.
ما رأيك بما جرى في الجمعة الماضية في المحافظات السورية والتي سُميت بـquot; جمعة الصمودquot;؟
ما جرى في جمعة الصمود يؤكد بشكل لا يقبل الشك أن روايات النظام حولها ممزقة وبحاجة للتغيير . فهذا اليوم أثبت بشكل لم يعد قابلا للأخذ والرد ـ (وخاصة بين القوى السياسية السورية المنظمة على الساحة السورية وبغض النظرعن مدى قوتها ومدى تأثيرها والتي عولت ولازالت تعول على الإصلاح) - بأن ما يجري تعويم مصطلحه quot; بالنظامquot; هو القصر الجمهوري ومكتب الأمن القومي.
القصر الجمهوري هو الحاكم الفعلي في سوريا وهو نفسه في معركة مع الشعب السوري وما البيان المعلن باسم وزير الداخلية الُمقال مع رئيس وزرائه عمليا بأمر من القصر، دون أية مطالبة من أية جهة سورية كانت، إلا تأكيدا للتحضير لهجوم قريب أشد قساوة وهذا مارأيناه في بانياس التي اصبحت مدينة للأشباح .
هنا حسب تصوري ستنتهي قصة العصابات والمندسين وهواة الصيد البشري وستبدأ مقولة.
quot; لقد أعذر من أنذرquot; وفيما بعد ستكون التبريرات والروايات هناك بعض الأخطاء حدثت عند إصطياد مندس كان يصرخ بين المغرر بهم ـ quot;أو مندس بين أبناء شعبنا الذين تظاهروا لتقديم مطالبهم وهذا حق لهم كما يردد دائما الناطقين بإسمهم أمثال أحمد الحاج علي والوجه الجديد على الشاشة باسم محمد الآغا الذي يصرح أن أجداده أكراد ولكن هو عربي أصيل وقومي عربي أيضا!!؟؟quot;ـ فأصبنا بطريقنا له عشرة أو عشرين شخصا وربما أكثر من الأبرياء كالخبر الذي رأيناه في موقع quot;سيريا نيوزquot; السوري عن قتل اللجان الشعبية المسلحة لثلاثة أشخاص أتوا من دير الزور الى حمص لبيع الخضار والقول انهم قتلوهم quot;بالخطأquot; والغريب ان آلة الكذب الاعلامي تجعل التلفزيون السوري ينقل ما يقول عنها شهادات مواطنين تعرضوا لاعتداءات من قبل عناصر مسلحة في مدينة حمص.
حيث نقل التقرير التلفزيوني نفس القصة التي روتها المواقع السورية عن اللجان الشعبية التي تقتل بالخطأ ، برواية اخرى وقال التقرير عن سائق شاحنةquot; أن عناصر مسلحة في ضواحي مدينة حمص قامت بمهاجمة سيارته بداية بالحجارة ثم بالرصاص الحي، وكان يقل اثنين إلى جانبه في طريقهم إلى المدينة لبيع ما ينقلونه من الخضار من مدينة دير الزور، وراح ضحية الاعتداء المرافقين على حين تمكنت قوى الأمن التي وصلت إلى المكان من إسعافه، وبدا السائق مصاباً برصاصة في قدمهquot;.
ان التلفزيون السوري عاجز عن مواكبة المرحلة الحالية لاصابته بالكساح منذ زمن بعيد وسيطرة أجهزة الأمن المطلقة عليه، كذلك المواقع السورية التي تحاول أن تتنفس في ظل من يحاول خنقها.
وفي هذه المرة أي بعد بدء العمل ببيان وزير الداخلية المقال عمليا ستقول السلطات السورية عن الضحايا والشهداء سنعوض أهاليهم quot; بالقوة هذه المرةquot; ومن يرفض التعويض المقرر من طرفنا هو عدو للوطن ويعمل على وهن عزيمة الأمة و لايريد quot;الحفاظ على وحدة البلاد وسلامة quot;أراضي البلاد.
لقد تغيرت تسمية المتظاهرين في بيان وزارة الداخلية فهم quot; المندسينquot; أصبحوا حسب البيان: quot; الموتورين والدخلاء على شعبنا والمدفوعين من قبل جهات خارجية معروفة quot; علما أنهم لم يقولوا لشعبنا ما يعرفونه هم! ومن هي هذه الجهات علما أنهم توعدوها في نفس البيان بالقصاص!؟ وهذا في عصر الشفافية والإنترنيت!!
وحسب البيان هم الذين يقررون طبعا إذا كانت مطالب الشعب محقة أم لا؟
جاء في البيان: quot; لم ترق لهم ـ ( الموتورين أو المندسين قبل البيان) ـ المبادرات والاستجابة لكل المطالب المحقة للمواطنين والجاري تنفيذهاquot; ألا يعني ذلك أن هناك مطالب شعبية محقة ومطالب غير محقة!؟.
بمعنى أنهم يقررون ماهو محق وما هو غير محق من مطالب السوريين!! ومن من السوريين مطالبه غير محقة فالرصاص له بالمرصاد!!.
ما الذي يريده السوريون برأيك؟
السوريون يريدون رفع حالة الطوارىء بشكل فوري والنظام يعتقد أن هذا مطلبا الموتورون وليس السوريون، السوريون يطالبون بالحرية وهم لايرون أن هذا المطلب محق الآن.
السوريون يريدون حياة ديمقراطية وهذا حسب رأيهم طلب تعجيزي ويردون هل هناك دولة في العالم أكثر ديمقراطية من سوريا؟ ، السوريون يريدون إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين فورا، وهم يجيبون نحن سنعتقل قريبا باقي الموتورين.
السوريون يريدون إنتخابات نزيهة لمجلس الشعب والمجالس المحلية وللرئاسة أيضا.
السوريون يقولون نريد حياة سياسية حرة وأحزاب سياسية، وهم يردون نحن سنضع لكم قانون أحزاب وهو موجود كمشروع في قيادتنا القطرية وربما quot; القوميةquot; أيضا.
ان كل ما لا يروق لهم ولسلطتهم المستبدة والمطلقة ولايتناسب مع مصالحهم هو من عمل الموتورين والفاسدين المندسين الدخلاء، فالشعب السوري حسب رأيهم لا يمكن أن يطالب بالحرية والديمقراطية وهو سعيد بوجود الآلاف من أبنائه في السجون، ورقص في مظاهرات الولاء والمبايعة على أشلاء أبنائه وهو الشعب الوحيد في العالم الذي لديه إستعدادا كي يقدم أبناؤه وأمواله وأعراضه يوميا قربانا، وفي حال خروج الشعب السوري كله للتظاهر يكون قد غرر به ولابد من إقتلاعه .
وبإلقاء نظرة على الصفحة الإلكترونية لوزارة الداخلية نرى أن قسم quot;مهام الوزارةquot; عبارة عن صفحة فارغة بعكس باقي الأقسام وخاصة قسم المناقصات والعقود quot; مكان العمولاتquot; فهو أكثر الأقسام حضورا وتجديدا.
ولم أستغرب أن وزير الخارجية وليد المعلم أبلغ البيان الصادر باسم الداخلية لسفراء الدول الأجنبية في دمشق بلغة مباشرة بعيدة عن الدبلوماسية بقوله لن quot;نتوانى عن تنفيذهquot;.
ماذا تعني لك المشاركة الكردية في التظاهرات خاصة بعد صدور مرسوم الجنسية( الذي لم تصدر تعليماته التنفيذية بعد )؟.
رأينا أن الشعب الكردي بشكل عام والمشمولين بهذا المرسوم خاصة لم يعقدوا دبكات الفرح والتهليل لهذا المرسوم الذي حول بنصه إعادة الجنسية المسحوبة وفق مشروع عنصري شوفيني من قسم من الكرد السوريين والذين لم يسميهم المرسوم بإسمهم، إلى منح ومكرمة من القصر الجمهوري طبعا.
وهنا أود التوضيح أنه تم ترديد عبارة رشوة الكرد على لسان العديد من المعارضين السوريين وكأن الكرد تخلفوا في تاريخ سوريا عن المواقف الوطنية برشوات سابقا سواء من الإستعمار الفرنسي أو الأنظمة الديكتاتورية المتعاقبة .
وهذا حسب إعتقادي يدل على قصر في معرفة تاريخ سوريا، والتعتيم الممارس على شعبنا وأخلاقه التي لاتختلف عن أخلاق شرفاء سوريا.
أنا على قناعة أن الكرد السوريين بشكل عام يعيشون هذه الإيام كباقي أبناء الشعب السوري حالة حزن على سقوط الشباب وتأهب للتعبيرعن رفض هذه السياسات وهذه الجرائم التي لم تعد تدخل في أي قاموس وقد بدأوا برفع الصوت والتضامن مع شعبهم.
والكرد السوريين مشاركين في الإحتجاجات في كافة مناطق سوريا وليس في المناطق ذات الأغلبية الكردية فقط، وأكرر أن من عاش الظلم والإضطهاد لايمكن أن يقف بجانب الظالم.
واتمنى أن ينفذ ولو جزء من إعادة الجنسيات دون ابتزاز وعمولات وضغوطات سياسية على الناس واستغرب عدم صدور التعليمات التنفيذية للمرسوم حتى الان.
لماذا تأخر تشكيل الحكومة السورية حتى الان؟
أعتقد أن مكتب الأمن القومي والقصر الجمهوري مشغولان بأمور أخرى ولم يحددا أسماء الوزراء الذين يجب على رئيس الوزراء إعتمادهم في لائحته الوزارية وكل ما يقال عن أن رئيس الوزراء المكلف يجري لقاءات مع مختلف الشخصيات والنقابات وربما منظمتا الطلائع والشبيبة وأنه يحتاج للوقت هو كلام لا يثق به أحد من السوريين.
حتى وزراء الأحزاب الأخرى المنضوية في الجبهة يتم تحديد عددهم وأسماءهم من قبل الحزب القائد! ويتم تعيينهم بمرسوم جمهوري.
برأيك عدم تغيير سبعة وزراء ، كما جرى التسريب ، كاف ام ان تغيير الحكومة غير مجد او ضروري؟
أعتقد أن تأخير تشكيل الحكومة أي تعيين الوزراء مرتبط بموضوع واحد وهوالبيان الذي صدر مؤخرا باسم وزارة الداخلية والذي جاء من القصر الجمهوري بعد أن قدمه مكتب الأمن القومي للرئيس وأخذ توقيعه
وبغض النظر عن التسريبات والتوقعات سيجري تشكيل وزارة جديدة ربما قبل يوم الجمعة القادم والهدف من هذه العملية مايلي:
صدر بيان التهديد و الحرب على الشعب السوري بتوقيع وزير الداخلية الحالي وهو ورئيس وزرائه يمارسون أعمالهم كحكومة تصريف أعمال، ثم يتم تعيين الوزارة الجديد بوزير داخلية جديد مع رئيسها المسمى طبعا وربما يجري تغييره.
في حال تنفيذ ما ورد في البيان وسقوط الضحايا فإن الوزير الحالي ليس وزيرا عندما تم القتل ولم يكن يقصد تنفيذ القرار بهذا الشكل! والوزير الذي سيكون في الوزارة ليس مسؤولا عن هذا القرار كونه لم يصدره وهنا ستضيع المسؤولية بين الوزيرين.
لنرى الإسبوع القادم في حال تعيين الوزارة وتوقيع المراسيم الجمهورية وإذا تم بالفعل تغيير وزير الداخلية علينا أن ننتظر يوم الجمعة القادم والجمعة في أسبوعين أو ثلاثة بعده
وما الحل برأيك وكيف سيتم الخروج من الأزمة؟
الشعب السوري سيفرض حله وأعتقد سيكون ذلك بشكل أسرع مما يتوقع أهل النظام والمعارضين الإصلاحيين وغيرهم أيضا، نحن الآن يمكننا تسمية ما يجري في سوريا بثورة و تخطى مرحلة الإنتفاضة
وخاصة بعد خروج طلبة جامعة دمشق، في تونس انتفض جامعييون عاطلون عن العمل أما في دمشق الروح كما نرى ينتفض شباب مضحين بتعرضهم للطرد من الجامعة وعدم الحصول على الشهادة، نعم من يفتح صدره للرصاص لايهمه الشهادة وأملاك الدنيا.
الظروف الموضوعية تقريبا مكتملة والذاتية لها بنية قوية وأسباب مهمة أكثر بكثير مما كان في مصر وتونس واليمن والأردن والبحرين وستلتحم بقوة وبسرعة. هذه قناعتي ومن الظروف الموضوعية ان النظام معزول سياسيا دوليا وإقليميا ليبقى شافيز و أحمدي نجاد الذي ستنفجر أنظمتهم الإستبدادية قريبا من الداخل حسب تصوري، وشهر العسل مع تركيا لن يكون برأي تركيا فقط ، والخطر الكبير على السوريين هو حزب الله وجماعة صدام المقيمين في سوريا وهم سيشاركوا بحماية النظام بكل طاقاتهم إلى جانب بعض عناصر المنظمات الفلسطينية التي حاربت منظمة التحرير سابقا إنسجاما مع مواقف النظام السوري فمن حارب الشعب الفلسطيني لن يتوانى عن المشاركة في قتل الشعب السوري.
التعليقات