دشّنت مديرة مكتب بنيامين نتانياهو السابقة مجموعة يمينية على فايسبوك، لمناهضة القرارات السياسية التي تخالف المصالح الاسرائيلية، وانطلقت تلك المجموعة الافتراضية بعد ايام من واقعة سفينة المساعدات التركية quot;مرمرةquot;، ووضعت في مقدمة اولوياتها الدفاع عن اسرائيل اقليميًا ودوليًا.


ليس من اللائق الاكتفاء برأيك على فايسبوك فقط، وانما ينبغي تدعيم هذا الرأي بخطوات ملموسة على ارض الواقع، اختزلت تلك العبارة الموجزة نشاط مجموعة الفايسبوك اليمينية الاسرائيلية التي تطلق على نفسها my Israel، التي تديرها quot;أييلت شاكيدquot; المديرة السابقة لمكتب بنيامين نتانياهو، إبان زعامته المعارضة الاسرائيلية في الفترة ما بين 2006 حتى 2008.

ففي اعقاب قافلة المساعدات التركية، التي حملت في حينه اسم quot;قافلة الحريةquot;، أدركت شاكيد قوة فايسبوك في التأثير على صناعة القرار السياسي في بلادها، وبحسب حديثها مع صحيفة هاآرتس العبرية قالت شاكيد: quot;قررت منذ عام تقريبًا، وفي أعقاب واقعة السفينة التركية quot;مرمرةquot;، ضرورة تفعيل مواقع التعارف الاجتماعي على شبكة الانترنت خصوصًا فايسبوك في رسم خارطة الواقع السياسي والامني في اسرائيلquot;.

مديرة مكتب بنيامين نتانياهو السابقة

تناهض مجموعة my Israel، اليمينية الاسرائيلية بعنف بالغ اي من الدوائر السياسية او الامنية الاسرائيلية التي تتخذ قرارًا لا يتسق وبرنامج المجموعة.

ووفقًا لمؤسسة المجموعة وما نقلته عنها صحيفة هاآرتس: quot;استشعرنا مدى فاعلية المجموعة وتأثيرها على دوائر صنع القرار في اسرائيل خلال الأشهر الستة الاولى من تدشينها على فايسبوك، وذلك من خلال الردود التي تلقيناها من أكبر بنكين في اسرائيل، على انتقادات كنا قد وجهناها للمؤسستينquot;.

ووفقًا للصحيفة العبرية، كانت شاكيد قد دشّنت منذ ما يقرب من عام بالتعاون مع صديقها ناشط حزب الليكود quot;رفائيل تربلسيquot; مجموعة my Israel على فايسبوك، وخلال فترة وجيزة بلغ اعضاء المجموعة 40 الف شخص.

عن ذلك تقول شاكيد في حديثها مع هاآرتس: quot;خلال احداث قافلة المساعدات التركية quot;مرمرةquot;، أيقنت شريحة كبيرة من الاسرائيليين ضرورة مساعدة الدولة العبرية بشكل ما، وعدم اقتصار تلك المساعدة على مجرد ابداء الرأي، وانما من خلال تفعيل رؤى وافكار فايسبوك على ارض الواقع. وفي غضون فترة وجيزة تحولت مجموعة my Israel الى مركز قوة سياسي ملحوظ على فايسبوك، واستفادت مؤسسات اعلامية وقضائية واكاديمية عدة منه، إذ استهدفت المجموعة التأثير على أجندة مرشحي الشعب من اعضاء البرلمان الاسرائيلي quot;الكنيستquot;، وعدم اقتصار ذلك على فترة الانتخابات فقطquot;.

سياسة المؤسسة العسكرية

وتتابع مؤسسة المجموعة quot;أييلت شاكيدquot; فتقول: quot;المجموعة تُدار بسياسة المؤسسة العسكرية، ولا يقتصر نشاطها على تبادل الرؤى والافكار، وانما تمارس نشاطها على ارض الواقع بعد انطلاق هذا النشاط من فايسبوك. نطرح في البداية الافكار ونتناقش حولها، ثم تصدر الاوامر من القيادة لاصدار توجيهات الى اعضاء الكنيست من خلال الاتصال بهم هاتفيًا او لقائهم، وفي اليوم نفسهالذي يتم فيه ذلك، يأتلف اعضاء الكنيست ويتخذون قرارًا على خلفية توجيهاتناquot;.

وكان بنك quot;لؤوميquot; الاسرائيلي اول من اصابته سهام نقد مجموعة my Israel، إذ تلقت إدارة البنك اخطارات من المجموعة تفيد بتسريب معلومات حول القضية المعروفة بـ quot;شركة ديجل العقاريةquot;، وهي احدى الشركات العاملة في منطقة تل نوف في القدس، التي يتأهب البنك لبيعها. وتدور معطيات موثقة حول احتمالات بيع الشركة لعدد من المستثمرين، من بينهم مستثمر فلسطيني يُدعى quot;باشر مسريquot;، بتشجيع من البنك، واشعلت تلك القضية شرارة الغضب لدى المجموعة التي تقودها شاكيد.

وعلى خلفية القضية، بعثت المجموعة برسالة شديدة اللهجة الى البنك، انتقدت فيها بيع الشركة لما وصفته بـ quot;اياد عربيةquot;، ووفقًا لـ quot;شاكيدquot;: quot;تلقى اعضاء المجموعة اوامرًا بالاتصال بمجلس ادارة البنك، وابلاغهم بالاعتراض على استحواذ عرب على مناطق عقارية في القدس، مما حدا برئيس مجلس ادارة البنك الى اقالة مدير الفرع، تلا ذلك نشر معلومات تتعلق باعتزام البنك بيع عقارات في القدس لمستثمرين عربquot;.

إضافة الى ذلك، استشعر مجلس ادارة بنك اسرائيلي آخر quot;بنك مزراحيquot; قوة مجموعة شاكيد على فايسبوك، وحدث ذلك عندما هاجم احد قادة البنك المدعو quot;دبير بندكquot; الوزيرة الاسرائيلية quot;ليمور ليفناتquot;، على خلفية افتتاح quot;الهيكل الثقافيquot; في منطقة اريئيل. وقد تم عرض المشكلة برمتها على صفحة المجموعة في فايسبوك، الامر الذي حدا بعملاء البنك الى التهديد بسحب ارصدتهم من بنك مزراحي، إذ ارسلوا بريدًا اليكترونيًا، وقاموا باجراء اتصالات هاتفية حول هذا الموضوع مع اعضاء مجلس ادارة البنك.

وفي ردها على سؤال حول مدى القوة التي تتمتع بها مجموعتها، وكيفية تعضيد ذلك لليمين الاسرائيلي، قالت شاكيد في حديثها مع الصحيفة العبرية: quot;ليست لي مصلحة في المساس بمؤسسات وشركات اسرائيلية، فأنا أعمل في القطاع الخاص، واعلم جيدًا صعوبة ابرام صفقة معينة، غير انني امتلك القوة التي تؤهلني للحصول على رأي الجماهير حيال نشاط تلك الشركات، فإذا كانت احدى هذه الشركات تمارس نشاطًا ضد صالح الدولة العبرية، فأنا حريصة بأن يكون رأي الجماهير مضادًا لنشاطهاquot;.

مجموعة باللغة الانكليزية

الى جانب مجموعة my Israel الصادرة باللغة العبرية، هناك مجموعة أخرى تحمل اسم Israel Online Ambassadors، لكنها صادرة باللغة الانكليزية، لتخاطب الناطقين بتلك اللغة، تتكون من 20 الف عضوًا. كما يشارك عدد ليس بالقليل من اعضاء الكتل اليمينية في مجموعة شاكيد على فايسبوك، ومن هؤلاء موشي يعالون، ماتن فلنائي، وجدعون ساعر وآخرون.

عن هؤلاء الاعضاء تقول شاكيد: quot;نولي اهمية بالغة لهؤلاء الاعضاء، فإذا ما مرر عضو كنيست قانونًا ايجابيًا، نقوم بالتعليق عليه وتأييده من خلال رسائل البريد الالكتروني، ونطلب من الاعضاء الشركاء في المجموعة دعمهquot;.

آخر الخطوات التي اتخذتها مجموعة my Israel على فايسبوك، كانت تلك الحملة التي تعاون فيها معها quot;مجلس المستوطنات الاسرائيليquot;، إذ قامت المجموعة بنشر صور ومشاهد بشعة تجسد ابناء عائلة quot;بوجلquot;، التي لقيت حتفها في عملية quot;إيتمارquot;، التي اعلنت حماس مسؤوليتها عنها، وعن هذه الحملة تقول شاكيد: quot;اعددنا من خلال تلك الصور فيلمًا وثائقيًا بعد الحصول على موافقة اسر القتلى والمصابين، وقررنا نشره على مستوى العالم. نعلم ان القرار كان صعبًا، ولكنها الحرب الدعائية التي ينبغي خوضها، والحقيقة ان الصور اثبتت انها افضل واقوى تأثيرًا من الكلمات التي يمكن صياغتها حول هذه القضيةquot;.

تعمل quot;أييلت شاكيدquot; مديرة تسويق منتجات في إحدى شركات الهاي تك، وهي الممثل الاقليمي للشركة الاميركية في اسرائيل، وترفض الاعلان عن اسم الشركة التي تعمل فيها، وتقول: quot;رؤسائي في العمل يعلمون بشكل مفصل النشاط الذي اقوم به خارج اطار العمل، فأنا لا أخفي ذلك عن اي شخص، ولكن الشركة الاميركية اتفقت معها على عدم ذكر اسمها في اي من وسائل الاعلامquot;.