هافانا: تستعد كوبا لتغيير تاريخي في وضعها الاقتصادي عبر تبني اصلاحات اعلن راوول كاسترو عنها في 2010، واختيار قيادة اصغر سنا للحزب الشيوعي الكوبي الحزب الوحيد الذي يعقد من السبت الى الثلاثاء مؤتمره الاول منذ 14 عاما.

وقال الرئيس الكوبي راوول كاسترو (79 عاما) في كانون الاول/ديسمبر الماضي محذرا quot;اما ان نغير المسار او نغرقquot;.

وكان راوول كاسترو سعى منذ توليه السلطة في 2006 خلفا لشقيقه خلفا لشقيقه المريض، على اعداد 11,2 مليون كوبي لتغيير اقتصادي هادىء في في دولة في الاميركيتين يحكمها حزب شيوعي.

وقال الرئيس قبيل مؤتمر الحزب ان quot;واجبنا الاساسي هو تصحيح الاخطاء التي ارتكبناها على مدى خمسة عقود من بناء الاشتراكية في كوباquot;.

ومع ذلك، من غير المتوقع ان يكون التغيير على غرار نمط الانفتاح الاقتصادي الصيني او الفيتنامي، بل اقل بكثير من فتح الابواب على مصراعيها امام الرأسمالية غير المقيدة.

ويعتمد هذا البلد الذي يعاني من ضائقة اقتصادية، في بقائه على شراكته الاقتصادية والسياسية مع فنزويلا.

ويعلم كل من راوول وفيدل كاسترو الذي بلغ الآن 84 عاما، ان الوقت حان لنقل القيادة في الحزب. وقال فيدل كاسترو في آذار/مارس الماضي انه يعتزم التخلي عن اعلى منصب في الحزب الكوبي الشيوعي، والذي شغله منذ تأسيس الحزب عام 1965.

وقالت الحكومة ان مؤتمر الحزب سيكرس رسميا العديد من الاصلاحات الاقتصادية البسيطة التي تبنتها الحكومة خلال العام الماضي.

والاصلاحات الاقتصادية منتظرة على احر من الجمر في بلد يبلغ معدل متوسط الراتب الشهري فيه حوالى 20 دولارا، ويشكل الانتاج المحلي من الغذاء مشكلة فيما ينتشر الفساد على نطاق واسع.

وضمن اجراءاتها التصحيحية عام 2010، قامت هافانا بالغاء 20 بالمئة من الوظائف الحكومية.

وفي محاولة لتحريك الركود في معدل البطالة جرى توسيع نطاق فئات التوظيف القانونية الى 178. وعملت الدولة على تحقيق اللامركزية في نظام توزيع المواد الغذائية، كما جرى توسيع المناطق التي يسمح فيها بالاستثمار الاجنبي، وتم خفض الاعانات وفرض نظام ضريبي.

وتسعى كوبا جاهدة للحفاظ على مفهومها لدولة رفاهية اجتماعية، اي ان تلعب الدور الاساسي في حماية وتوفير الرفاه الاقتصادي والاجتماعي لمواطنيها، على الاقل في التعليم والرعاية الصحية، فيما تعمل على خفض الانفاق.

ويبلغ القلق اشده لدى آلاف الكوبيين الذين يخشون فقدان وظائفهم الحكومية فيما سجل نحو 300 الف شخص للحصول على وظائف خاصة، نصفهم منذ توسيع نطاق فئات التوظيف القانونية في تشرين الاول/اكتوبر.

وتشمل الوظائف تشغيل سلسلة كاملة من عمال المطاعم الى المدلكين وغيرهم. لكن الكوبيين في كثير من الحالات لا يعرفون كيف يؤمنون المواد الضرورية القليلة والباهظة الثمن التي تمكنهم من القيام بتلك الوظائف.

وتأمل كوبا ان يؤمن قطاع التوظيف الذاتي وظائفا لنحو خمسة ملايين موظف حكومي من المقرر ان تلغى وظائفهم بحلول عام 2015.

واركاديو غوميز (71 عاما)، احد المحاربين القدامى في خليج الخنازير، لم يتقاعد كليا. فقد انشأ متجرا صغيرا للعمل سباكا ليضيف الى راتبه التقاعدي 12 دولارا شهريا.

ويقول غوميز quot;اعتمد الكثيرون في معيشتهم على السرقة. الرجل الذي يبيع البيتزا يشتري طحينه من خباز يسرقه من الدولة. الآن يتعين على الناس دفع ضرائب ورسوم ترخيص. لنرى كيف ستسير الأمور مع راوولquot;.

واضاف quot;لنأمل الا يفشل شباب اليوم الثورة.quot;

بالنسبة لكثير من الشباب وخصوصا المحبطين فإن التغيير طفيف جدا ومتأخر.

ويقول خافيير (31 عاما) الذي طلب عدم الكشف عن اسم عائلته quot;انهم بحاجة الى تغيير النهج الاقتصادي. الآن يمكنك ان تجد خمسة مطاعم صغيرة في ذات الجهة يديرها القطاع الخاص ولكن من اين لنا المال الذي يفترض ان نذهب به الى المطعم؟quot;.

وتحاول الدولة حض المزيد من الناس على العمل في الاراضي الزراعية. لكن 40% من الاراضي الصالحة للزراعة لا زالت بورا.

لن يكون من السهل التخلي عن نظام الدولة المركزي ودورها الذي تجذر منذ نحو خمسين عاما.

ويخشى الكوبيون ايضا الغاء بطاقات الغذاء المدعوم المعروفة باسم quot;ليبريتاquot;. وهم مستؤون من الاجور ويخافون نظام العملة المزدوجة الذي يترك من لا يستطيع الحصول على العملة الصعبة يكافح الحياة اليومية بصعوبة.

الى جانب الإصلاح الاقتصادي، يعتزم مؤتمر الحزب ايضا انتخاب حوالى مئة من اعضاء اللجنة المركزية التي ستختار لاحقا 19 عضوا للمكتب السياسي و عشرة اعضاء لامانتها العامة.