وزراء خارجية دول مجلس التعاون خلال الاجتماع مع وفد الحكومة اليمنية في أبوظبي

عقد وزراء الخارجية الخليجيون في أبوظبي اجتماعًا مع وفد حكومي يمني تم خلاله تبادل وجهات النظر حول المبادرة الخليجية، لكن الاجتماع انتهى دون تسجيل تقدم ملموس بخصوص الاتفاق على نقل السلطة في البلاد.


صنعاء: قتل متظاهر في الحديدة (غرب) وشرطي في عدن (جنوب) الاربعاء في استمرار العنف مقابل عدم تسجيل تقدم في مساعي الوساطة الخليجية لحل الازمة في اليمن، وذلك بعد اجتماع غير مثمر بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون والحكومة اليمنية في ابوظبي.

وعقد وزراء الخارجية الخليجيون اجتماعًا مع وفد حكومي يمني رفيع استمر حتى وقت متاخر ليل الثلاثاء الاربعاء، وهو ثاني اجتماع للوساطة مع اطراف النزاع في اليمن بعد اجتماع الاحد في الرياض مع المعارضة.

وانتهى الاجتماع دون تسجيل تقدم ملموس بخصوص الاتفاق على نقل السلطة في البلاد. وأكد بيان صادر عن الاجتماع انه quot;تم خلال الحوار تبادل وجهات النظر حول المبادرة الخليجية وكان الحوار بنّاءً عكس رغبة الجانبين في التوصل الى اتفاق يحقق تطلعات الشعب اليمني في حياة آمنة مستقرة كريمةquot;.

وذكر البيان انه quot;تم التأكيد على بذل المزيد من الجهود لضمان الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة الدولة اليمنيةquot; دون اي تفاصيل اضافية. إلا أن المتحدث باسم وفد الحكومة اليمنية أكد في تصريحات صحافية أنّ الاجتماع لم يحقق اي اختراق.

وقال احمد بن دغر للصحافيين quot;نحن نتمسك بالدستور ولا نستطيع ان نتجاوز الدستورquot; في اشارة الى تمسك الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بولايته الشرعية واصراره على ان يتم اي انتقال للسلطة في اطار الدستور، في حين تطالب المعارضة بتنحيه فورًا بعد ان استمر حكمه 32 عامًا.

وردًّا على سؤال حول عدم توصل الاجتماع الى حل للازمة، قال بن دغر quot;للاسف الشديد نحن وهم في الشارعquot; في اشارة الى المتظاهرين المطالبين برحيل صالح. وخلص بن دغر الى القول quot;لدينا خوف وقلق بالتأكيد على بلدناquot;.

وكانت المعارضة اليمنية قد أكّدت للوساطة الخليجية في الرياض الاحد انها مصرة على مطلب تنحي الرئيس اليمني ومتمسكة بصيغة اولى للمبادرة الخليجية تنص على تنحي صالح وترفض صيغة ثانية تنص على نقل صلاحياته لنائبه دون الاشارة بوضوح الى تنحيه.

ويأتي ذلك فيما افادت مصادر طبية عن ارتفاع حصيلة قتلى المتظاهرين في صنعاء امس الثلاثاء الى خمسة قضوا جميعهم بالرّصاص اثناء تفريق الشرطة مسيرة للمطالبة بتنحي الرئيس اليمني، فضلاً عن مقتل شخص في مدينة تعز جنوب صنعاء امس الثلاثاء ايضًا.

واثر سقوط قتلى دعت لجنة تنظيم التظاهرات الى مسيرات احتجاج في كافة انحاء البلاد. وميدانيًّا، قالت لجنة تنظيم التظاهرات في الحديدة على البحر الاحمر ان مسلحًا على دراجة نارية اطلق النار فجر اليوم الاربعاء على متظاهرين في المدينة مما ادى الى مقتل احدهم.

وقام المسلح الذي نجح في الفرار بإطلاق النار على متظاهرين كانوا نائمين في مكان الاعتصام دائم في ساحة النصر في المدينة الساحلية الواقعة على البحر الاحمر. وقال المصدر نفسه ان ثمانية متظاهرين آخرين اصيبوا بجروح طفيفة.

الى ذلك، قتل شرطي واصيب ثلاثة اخرون في اشتباكات وقعت الاربعاء بين الشرطة والمتظاهرين المناوئين للرئيس علي عبدالله صالح في خور مكسر بمدينة عدن (جنوب) حسبما افاد مصدر امني لوكالة فرانس برس.

وأكد بدوره مصدر طبي مقتل الشرطي واشار الى ان المستشفى استقبل قتيلاً وثلاثة جرحى جميعهم من عناصر قوات النجدة. وقال شهود عيان إن الاشتباكات نشبت بعد قيام وحدات من الجيش والنجدة والأمن المركزي بفرض طوق محكم على حي السعادة في خور مكسر. واكد احدهم انه quot;عندما حاولت القوات اقتحام حي السعادة تصدى لهم مسلحون ودارت اشتباكات بين الطرفين استخدموا فيها الاسلحة الرشاشةquot;.

وشلت الحركة بشكل شبه تام اليوم الاربعاء في مدينة عدن كبرى مدن جنوب اليمن التزامًا بـquot;عصيان مدنيquot; دعت اليه تنسيقية شباب quot;ثورة 16 فبرايرquot; في المدينة للمطالبة بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح. وطالبت quot;ثورة 16 فبرايرquot; في عدن المواطنين بعدم الذهاب الى مقار الاعمال او الدراسة يومي السبت والاربعاء من كل اسبوع.

واغلقت المحلات التجارية والمدارس والمؤسسات العامة والخاصة ابوابها وخلت شوارع المدينة من المارة بعد ان قام المحتجون بوضع حواجز من الحجارة وبراميل القمامة في معظم الشوارع الرئيسة والفرعية للحد من الحركة.

وسمع تبادل اطلاق بشكل متقطع في حي المنصورة والشيخ عثمان عندما حاولت الشرطة تفريق العشرات من الشباب الواقفين بالقرب من الحواجز التي وضعوها للحد من مرور السيارات. وقال مصدر طبي في مستشفى النقيب لفرانس برس ان المستشفى استقبل جريحين بالرصاص من سكان المنصورة.

وفي سياق متصل، افاد مصدر عسكري لوكالة الأنباء الفرنسية ان مجموعة من جنود القوات البحرية قاموا بعملية تمرد فجر الاربعاء على قيادتهم بعد ان طلب منهم النزول لفض العصيان المدني.

وأكد المصدر ان عددًا من الجنود quot;رفضوا اوامر اصدرها قائد المدرسة البحرية العقيد ركن عبدالله سالم النخعي تقضي بانزالهم الى الشوارع صباح اليوم الاربعاء بهدف تأمين عدد من الطرقات وفتحها في حال قام المحتجون بقطعها، وهو ما رفضه الجنودquot;.

وتطور الخلاف بين الجنود وقيادة المدرسة الى استخدام الأسلحة النارية حيث دارت اشتباكات مسلحة داخل المدرسة وفقًا للمصدر ذاته. وفي نيويورك، فشل مجلس الامن الدولي الذي عقد اول اجتماع له الثلاثاء حول الوضع في اليمن، في صياغة اعلان مشترك وقد اعرب بعض الدبلوماسيين عن quot;قلقهمquot; حيال القمع الدموي الذي يقوم به النظام اليمني.

وقال دبلوماسيون ان المانيا ولبنان، العضوين غير الدائمين في مجلس الامن، قدما اعلانًا ولكن اقلية من اعضاء المجلس عرقلته. وقالت سفيرة الولايات المتحدة سوزان رايس للصحافيين quot;كان الاعلان يتضمن دعوة الى ضبط النفس واستمعنا الى معلومات مقلقة حول اليمنquot;.