تتراشق دول مجلس التعاون الخليجي وإيران الشكاوى والاتهامات على خلفيَّة تدخل الأخيرة في الشؤون الداخليّة لدول التعاون، لا سيما البحرين. وتأتي المعركة بعد أنألقت الكويت القبض على شبكة تجسس لحساب ايران quot;كانت تستهدف القوات العسكرية الأميركية على أراضيهاquot;.


تأزمت علاقات ايران مع جيرانها العرب في منطقة الخليج خاصة منذ إندلاع المظاهرات في البحرين. واتهمت دول عربية في الخليج، ايران بالتدخل في شؤونها بعدما عارضت طهران انتشار قوات خليجية في البحرين لمساعدة المنامة على اخماد احتجاجات للاغلبية الشيعية في اذار.

وفي هذا السياق، تقدم سفراء دول مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية بشكوى الى الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون والرئيس الحالي لمجلس الامن ممثل كولومبيا السفير نيستور اوسوريو حول تدخل ايران في شؤونهم الداخلية.
وبعث الرئيس الحالي لدورة مجلس التعاون الخليجي الاماراتي السفير احمد الجرمان رسالتين مرفقا معهما البيان الصادر عن اجتماع المجلس الوزاري الاستثنائي للدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية الذي عقد في الرياض الاحد الماضي.

ووقع على الرسالتين جميع السفراء اعضاء دول مجلس التعاون الخليجي الست (الكويت والسعودية والامارات وقطر والبحرين وعمان). واشاد الوزراء في البيان ب quot;التقدم الايجابيquot; الذي حققته مملكة البحرين منذ اعلان حالة السلامة الوطنية وquot;التدابير الايجابيةquot; التي اتخذت في هذا السياق.

واكدوا ايضا quot;رفضهمquot; لمضمون رسالة وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي التي وجهها للأمين العام للامم المتحدة يوم الجمعة الماضي ودان فيها ما اسماه بquot;اللجوء الى العنف ضد المتظاهرين السلميين في البحرينquot; مطالبا بسحب ما اسماه بquot;القوة الاجنبيةquot; من المملكة.

كما دعا صالحي مجلس الامن الى اجبار السلطات البحرينية وquot;القوات العسكرية المتدخلة هناكquot; (في اشارة الى قوات درع الجزيرة) للامتناع عن استخدام العنف ضد المدنيين المسالمين وقيام الحكومة البحرينية بمعاملة كل البحرينيين بطريقة عادلة واحترام وحل المشاكل داخل البلاد من خلال الحوار السياسي على حد قوله.

ووجد بيان وزراء الخارجية في رسالة صالحي لبان كي مون quot;تهديدات تعكس التوجه الايراني للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية بشكل مستمر ومتكرر ونشر للاكاذيب والادعاءات الباطلة ما يولد الاضطرابات ويزعزع الاستقرار في المنطقةquot;.

وحثوا مجلس الامن على quot;اتخاذ التدابير اللازمة لوضع حد لمثل هذه الاستفزازات الصارخة والتدخلات والتهديدات الصادرة من ايران في محاولة منها لاشعال الفتنة والتخريب في دول مجلس التعاونquot;.

واعربوا عن رفضهم القاطع لاي تدخل في شؤونهم الداخلية محذرين من انهم لن يترددوا في اتخاذ جميع السياسات او اتخاذ جميع التدابير اللازمة في الرد.

وكان قد وجّه وزير خارجية ايران علي اكبر صالحي رسالة الى الامين العام للامم المتحدة، طلب فيها تدخل مجلس الامن الدولي quot;لوقف المجزرة بحق الشعب البحرينيquot;. وقالت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان صالحي عبر عن quot;الاسف لغياب تحرك مجلس الامن في حين كان موقف مجلس الامن في اوضاع مشابهة في المنطقة مختلفاquot;.واضاف صالحي ان quot;انتفاضة شعب البحرين مطابقة لثورتي تونس ومصر وثورة غالبية الشعب (في البحرين) تهدف الى تلبية مطالب مشروعةquot;.

وانتقد الوزير الايراني ارسال قوات سعودية واماراتية الى البحرين للمشاركة في قمع التظاهرات. وقال quot;ان الوضع في البحرين لا يمكن ان يحل عسكريا واستخدام قوات اجنبية لقمع الاهالي ليس حلا ومن شانه مزيد تعقيد الوضعquot;.واكد صالحي ان quot;جمهورية ايران الاسلامية لا يمكنها ان تبقى غير مبالية لان استمرار ازمة البحرينquot; يمكن quot;ان يزعزع استقرار منطقة الخليج الفارسي وسيكون لها عواقب على العالم باسرهquot;.

خلية التجسس الإيرانية

هذا وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح ان خلية تجسس ايرانية اكتشفتها بلاده العام الماضي راقبت الوجود العسكري الاميركي وكان بحوزتها متفجرات لنسف منشات وصفها بأنها استراتيجية. وقال الصباح لقناة العربية الفضائية ان عمل الخلية لم يكن يقتصر على مراقبة وتسجيل الوجود العسكري الاميركي التي ترى أنه عدائي، أي وجود القوات الاميركية على أراضي الكويت ولكن دورها تجاوز ذالك.

وأضاف أن الخلية كانت تملك متفجرات وكانت لديها النية لتفجير منشات كويتية حيوية. وقال ان أفراد الخلية لديهم أسماء ضباط ومعلومات حساسة للغاية وهذا يشير الى نيتها السيئة لالحاق الاذى بأمن الكويت.

وتستضيف الكويت عضو أوبك معسكر عريفجان وهو قاعدة امداد وتموين أميركية شاسعة في الصحراء جنوبي العاصمة الكويتية تنطلق منها القوات الاميركية التي تنتشر في العراق.

وللولايات المتحدة منشات جوية وبحرية في دول عربية بالخليج لا يبعد بعضها أكثر من 200 كيلومتر عن ساحل ايران. ومازال المقر المتقدم للقيادة المركزية الاميركية موجودا في قطر كما تستضيف البحرين الاسطول الخامس الاميركي.

وحكمت محكمة كويتية الشهر الماضي باعدام ايرانيين اثنين وكويتي لادانتهم بالانتماء لخلية تجسس ايرانية في قضية أدت الى توتر العلاقات بين الكويت والجمهورية الاسلامية.

وطردت ايران في وقت سابق من الشهر الحالي ثلاثة دبلوماسيين كويتيين في رد على قول الكويت انها ستطرد ثلاثة دبلوماسيين ايرانيين بسبب خلاف حول مزاعم تجسس.

وصرح مسؤول كويتي بأن الخطوة الايرانية جاءت بعدما طردت الكويت ثلاثة دبلوماسيين ايرانيين.

وقالت وسائل اعلام كويتية في أيار من العام الماضي ان السلطات الكويتية اعتقلت عددا من الاشخاص بينهم كويتيون وأجانب يشتبه بأنهم تورطوا في أعمال تجسس لصالح ايران. وذكرت تقارير اعلامية أن المعتقلين متهمون بجمع معلومات حول مواقع كويتية وأخرى عسكرية أمريكية لنقلها الى الحرس الثوري الايراني.

لكن وزير الخارجية الكويتي قال ان بلاده مازالت تريد علاقات جيدة مع ايران. وأضاف أن الكويت ترفض تماما قطع العلاقات مع ايران الا أنه قال ان ايران يجب أن تعامل دول مجلس التعاون الخليجي على أنها دول ذات سيادة وليست تابعة.
وقال ان quot;طهران كانت تراهن على سقوط الحكم في البحرين عبر تدخلهاquot; معتبرا ان quot;الأمن الخليجي يتعرض للخطر في الكويت والبحرين والسعودية عبر التهديدات المباشرة للسعودية من إيرانquot;.