منذ أن جُلب القط لاري إلى مقر رئيس الوزراء البريطاني قبل قرابة ثلاثة أشهر، وهو يرفض تصيّد الفئران والجرذان. لكنه دحض أخيرًا نقّاده، الذين قالوا إنه غير أهل لمهامه القتالية.


لندن: أخيرًا أثبت القط لاري أنه أهل للمهمة التي صار بفضلها من سكان أشهر عنوان في بريطانيا، وهو 10 داونينغ ستريت.. لكنه حتمًا تلكأ كثيرًا، ولا مراء في ذلك.

فقد بدأ لاري سكنه في مقر رئيس الوزراء في فبراير/شباط الماضي بغرض تنظيفه من جيش من الفئران والجرذان يحتله بلا رادع في ما يبدو. ورغم أنه حصل على محبة ديفيد كاميرون وعقيلته سمانثا وأطفالهما، فقد بدا أنه يفتقر غريزة القتل، حيث يجب أن تكون.

ذلك أن الأسابيع الواحد تلو الآخر مروا بدون أن يرى أحد فأرًا أو جرذًا قتيلاً بأنياب هذا الهرّ المدلل. لكن كل هذا تغير فجأة في عطلة نهاية الأسبوع الماضي عندما شوهد وهو يصعد من الحديقة إلى الدار عبر إحدى نوافذها، وهو يحمل فأرًا قتيلاً في فمه. ويبدو أنه حرص على إبلاغ العالم ببدئه مهمته التي جُلب من أجلها، فألقى بصيده عند أقدام طاقم السكرتارية في مقر رئيس الوزراء.

وراحت الأيدي تمسح على جسد لاري، وألقي عليه بالتهاني، علها تشجعه على المزيد من نوع هذا العمل البطولي، وسط الفئران السوداء التي تشاهد وهي تصول بدون وجل في حديقة الدار. يأتي هذا الصيد، وفقًا لصحف التابلويد التي تناقلت الخبر بحماسة عالية، جزاء على صبر ديفيد كامرون الذي جلب لاري من laquo;دار باترسي للكلاب والقططraquo; في فبراير. ونُقل عنه قوله وقتها: laquo;هذا قط يتمتع بغريزة القتل لأنه قضى وقتًا طويلاً مشردًا بالشوارع كما قيل لي. وعليه الآن مهمة تليق به، وهي تنظيف 10 داونينغ ستريت من القوارض التي تدب عليه كما حلا لهاraquo;.

لكن لاري جرجر سمعته في الوحل برفضه تعقب الغزاة والنيل منهم. وكان عمله العدواني الوحيد هو مهاجمه المنتجة التلفزيونية لوسي مانينغ، التي توجهت الى 10 داونينغ ستريت لتصوير فيلم قصير لقناة التلفزيون المستقل عن حياته هناك. فقد انقض عليها وأصابها بخدوش في ساقها قبل أن يلوذ بالفرار. وبلغ قلق طاقم الدار حد أنهم أتوا له بفأر - لعبة لشحذ همته وتوجيه غريزته في الطريق الصحيح.

ولاري هو الأخير في صف طويل من القطط التي عاشت في مقر رئيس الوزراء، ويسمى الواحد منها، على سبيل الفكاهة، laquo;كبير ضبّاط الفئران في مجلس الوزراءraquo;. وكانت مارغريت ثاتشر قد laquo;تبنّتraquo; قطًا ضالاً دخل 10 داونينغ ستريت بالخطأ. وأطلقت عليه اسم laquo;همفري تيمنًا بشخصية سياسية فكاهية خيالية في مسلسل تلفزيوني شهير.

وظل همفري laquo;كبير ضبّاط الفئران في مجلس الوزراءraquo; في عهد خلفها جون ميجر. لكنه أحيل إلى التقاعد مع تولي توني بلير السلطة في 1997. وقيل وقتها إن السبب في هذا هو أن عقيلته شيري لا تحب القطط.