تباينت ردود الفعل في مصر حول موضوع قتل زعيم تنظيم القاعدة، إذ في وقت رفض البعض العملية، معتبرًا أن بن لادن كان مجاهداً وأنه نال الشهادة، وصفه آخرون بأنه إرهابي تسبب في متاعب كثيرة للعرب والمسلمين، غير أن الغالبية الساحقة تتابع بشغف أكبر أخبار ثورة 25 يناير ومحاكمات رموز نظام مبارك.


مواطنون مصريون يتابعون خبر قتل بن لادن

أحمد عدلي وصبري حسنين من القاهرة: زاد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن من حالة الغموض التي صاحبت حياته منذ إعلانه الحرب على أميركا في بداية التسعينيات من القرن الماضي، حيث أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما عن نجاح قوة من الكوماندوز في قتل بن لادن ورجلين وإمراة في مجمع سكني في ضواحي العاصمة الباكستانية إسلام أباد، من دون أن يقدم أي دلائل على تنفيذ العملية.

كما لم تظهر أية صور أو شرائط فيديو للعملية أو ما تلاها من عملية غسل وصلاة الجنازة على جثمان الضحية، الذي ألقي في مياه البحر على قول العديد من مسؤولي الإستخبارات الأميركية، حتى لا يتحول قبره إلى مزار لأتباعه، يستمدوا منه القوة الروحية، من أجل مواصلة القتال ضد المصالح الأميركية حول العالم.

تباينت ردود الفعل في مصر حول قتل زعيم تنظيم القاعدة، فبينما رفض البعض العملية، معتبرًا أن بن لادن مجاهد وأنه نال الشهادة، وصفه البعض الآخر بأنه إرهابي، تسبب في متاعب كثيرة للعرب والمسلمين في شتى أرجاء المعمورة، وتسبب في إحتلال الغرب دولتين إسلاميتين، هما أفغانستان والعراق.

غير أن الغالبية الساحقة تتابع بشغف أكبر أخبار ثورة 25 يناير ومحاكمات رموز نظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك، لأن خبر قتل بن لادن تكرر مرات عدة من قبل، ولم يعد فيه أي جديد، فضلاً عن أنه صنيعة الإستخبارات الأميركية. في وقت توقع الخبراء إنتهاء تنظيم القاعدة وإختفاءه بعد موت مؤسسه، محذرين من عمليات إنتقامية ضد المصالح الأميركية في شتى أنحاء العالم.

ووفقاً للدكتور جمال عبد الجواد الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستيراتيجية فإن مقتل أسامة بن لادن يعتبر بمثابة هدم للبنة الأخيرة في بنيان تنظيم القاعدة، أو الخطوة الأخيرة في عملية الإجهاز تماماً على القاعدة، وقال لـquot;إيلافquot; إن القاعدة إنتهت أو دخلت في مرحلة الأفول منذ سنوات، ولم تعد لها توجهات عالمية، ودخلت في نفق التنظميات المحلية مثل quot;قاعدة اليمنquot;، وquot;قاعدة العراقquot;، وquot;قاعدة المغربquot;، وكلها تنظيمات تعمل وفق أجندات داخلية وتعمل لمصلحة أطراف في المعادلات المحلية، وليس لها فكر تسير عليه على الإطلاق، ولا تفرق بين الأهداف الأجنبية والمحلية، فهي تضرب من أجل الإرهاب ولمصلحة من يستخدمها من اللاعبين السياسيين لتحقيق أهداف خاصة به.

وتوقع عبد الجواد قيام بعض هذه التنظيمات بعمليات إنتقامية لمقتل بن لادن، لكن الهدف الخفي من ورائها سيكون تأكيدًا لإنتمائها إلى القاعدة الأمّ، أو إظهارها بمظهر الوريث لها، مشيراً إلى أن تلك الأهداف ستكون أميركية أو أوروبية، وقد تكون باكستانية. وقد تجرب حظها في نيويورك أو أي من العواصم الأوروبية.

وتوقع عبد الجواد أنيتولى الدكتور أيمن الظواهري مقاليد الأمور في القاعدة بعد مقتل بن لادن، باعتباره كان الصديق الأقرب إليه، وأحد أقوى الشخصيات في التنظيم طوال السنوات العشرالأخيرة، فضلاً عن أنه وجه معروف للجميع، خاصة أن التنظيم في حاجة إلى عدم حرق وجوه أخرى، حتى لا تكون عرضة للإصطياد من جانب الأميركيين، ومن أجل إعداد كوادر جديدة لحمل الراية بعد الظواهري.

وحول تشكيك البعض في عملية قتل بن لادن، أوضح عبد الجواد أن الحقيقة الواضحة الآن، هي ما أعلنه الرئيس الأميركي باراك أوباما، حتى ولو لم يقدم دليلاً عليها، لكن أعتقد أن أميركا ما كان لها أن تعلن عن خبر كهذا، إذا كان لديها ذرة شك في أن من قتلته ليس عدوها اللدود بن لادن، كما إن حركة طالبان في أفغانستان أكدت مقتل حليفها الأكبر. وطالب عبد الجواد من ينكر وفاة بن لادن بتقديم الدليل على قوله، أو ليظهر بن لادن ليقول للعالم إنه مازال حيًا يرزق.

ويرى عبد الجواد أن تباين مشاعر المصريين حول شخصية بن لادن بعد مقتله، أمر طبيعي، فهناك من يراه البطل الثوري العربي، الذي يضاهي جيفارا في أميركا اللاتينية، وهناك من يراه إرهابياً أضرّ المسلمين والعرب، أكثر مما نفعهم، وهذا أمر طبيعي، خاصة أن مقتله جاء على أيدي أكبر قوة عسكرية في العالم، التي ينظر إليها العرب والمسلمون على أنها سبب الفقر والظلم الذي يعانونه، فضلاً عن إرتكابها جرائم قتل وتعذيب بحق المسلمين في أفغانستان والعراق، ولاتترك يد حليفتها إسرائيل في القيام بجرائم مماثلة ضد الفلسطينيين. مؤكداً أن الغالبية العظمى من المصريين غير مهتمين بالأمر، لأن لديهم ما هو أهم، فهم منشغولون بالحفاظ على ثورتهم ودعمها، ويتابعون بشغف أكبر محكمات رموز النظام السابق.

وبحسب الدكتور أحمد على عثمان أستاذ سيكولوجيا الأديان في الجامعة الأميركية في القاهرة، فإن أسامة بن لادن توفي جسدياً ومعنوياً منذ سنوات، وقال لـquot;إيلافquot; إنه كان في زيارة للمملكة العربية السعودية، وإلتقى أحد أقارب بن لادن، وأخبره أنه مات في إحدى العمليات العسكرية للقوات الأميركية في أفغانستان، مشيراً إلى أن بن لادن لم يطلق أية تصريحات عن طريق الفيديو منذ العام 2005.

وتابع عثمان قائلاً: إن أسامة بن لادن تنكر في شخصية الملا عمر، وهي الشخصية التي قتلت في تلك الفترة، والهدف الأميركي من الإعلان عن مقتله حالياً هو شغل العالم عن الثوارت العربية، بعدما أسقطت ثورتا تونس ومصر الأنظمة التابعة لها، والتي كانت تحقق مصالحها في المنطقة العربية.

وحول رأيه في شخصية بن لادن، قال عثمان إنه كان رجلاً ثرياً، ساهم في تحرير أفغانستان من الإحتلال الروسي، لكنه ارتكب بعد ذلك العديد من الأخطاء، منها محاولته نشر الإسلام بالسلاح، وتهديد حياة الأبرياء أو سلبهم إياها في تفجيرات في شتى أنحاء العالم. رغم أن الإسلام لم ينتشر بحد السيف، بل بالتي هي أحسن، وقد دخل إلى أفغانستان بدون حرب، وتسبب في قتل العديد من البشر الذين حرّم الله قتلهم إلا بالحق، وهو الأمر الذي أفقده تعاطف الكثير من المسلمين، فضلاً عن أنه أخطأ عندما دمّر تماثيل بوذا في أفغانستان، رغم أن الإسلام لم يأمر بذلك، حيث إن هناك فرقًا بين التماثيل والأصنام، فالأولى يصنعها الناس من أجل عبادتها، والأخرى يصنعها الناس من أجل التجميل أو العمل الفني، أو أحد مظاهر الحضارات القديمة، وهذه حلال، فقد فتح المسلمون مصر والعراق، وكانت فيها ومازالت تماثيل للحضارتين البابلية والفرعونية، ولم يدمّر المسلمون الأوائل تلك الآثار.

ويعرب عثمان عن إعتقاده بأن الأخطاء التي وقع فيها أسامة بن لادن، ترجع إلى أنه رجل ليست لديه ثقافة إسلامية ثرية، بل كانت ثقافته ضعيفة جداً.

على النقيض من رأي عثمان، يرى المفكر الإسلامي جمال البنا، أن أسامة بن لادن كان رجل مكافح ومجاهد وصاحب فكر ديني وسياسي، وأضاف البنا شقيق الإمام حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين لـquot;إيلافquot; أنبن لادنإجتهد في محاربة الإمبريالية بالوسائل التي كان يراها متاحة في الوقت الذي ظهر فيه، ألا وهي العنف، رغم أنه ضرورة بغيضة، لكن لم يكن هناك سواها في ظل إنسدادكل وسائل التعبير عن الرأي في الدول العربية والإسلامية طوال النصف قرن الأخير، فضلاً عن تحالف أميركا مع الأنظمة القمعية ضد شعوبها، معتبراً أن العنف في تلك الفترة كان وسيلة المغلوب على أمره، ولم يكن إختياراً بمحض الإرادة.

ويشير البنا إلى أن مقتل أسامة بن لادن سوف يساهم في ترشيد العنف الذي تتبناه تنظيمات القاعدة في العديد من الدول، معتبراً أن السبب الأكبر الذي سوف يساهم في إختفاء العنف من الساحة العربية هي الثورات، التي إندلعت في بلدان المنطقة، لأنها حلت محل إستخدام العنف، وصار بإمكان الشعوب التعبير عن رأيها وفرض التغيير السياسي الذي تنشده منالتظاهر بأعداد كبيرة جداً، والهتاف معاً بصوت واحد.

بدوره، رأى الخبير الأمني اللواء فؤاد علام أن إغتيال بن لادن سوف يؤدي إلى خلل في تنظيم القاعدة الذي ارتبط به منذ إنشائه في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، وكان صاحب دور كبير في تمويل عملياته وإقامة معسكرات التدريب في بعض الدول، وأضاف علام لـquot;إيلافquot; أن التنظيم سوف يتعرض للإنشقاقات التي قد تؤدي إلى إختفائه تماماً، لاسيما بعدما تلاشت مركزيته، وصار كل تنظيم يحمل اسم القاعدة يعمل، وفق أجندات خاصة به، وحسب المعادلات السياسية في البلد الذي يعمل فيه.

ويعتبر علام أن توقيت العملية يصب في صالح الرئيس الأميركي أوباما الذي إنخفضت أسهمه خارجياً وداخلياً خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن عملية إغتيال بن لادن سوف ترفع أسهمه من جديد، لاسيما مع إقتراب الإنتخابات الرئاسية. وتوقع علام حدوث ردود فعل إنتقامية من القاعدة أو التنظيمات المرتبطة بها ضد المصالح الأميركية، وقد لا يكون ذلك في القريب العاجل، بل قد يتأخر رد الفعل لحين ترتيب التنظيم، بحيث الرد يكون مؤلماً لأميركا.

المصريون فوجئوا بالخبر ويشكّون بالرواية الاميركية

أعرب عدد من المصريين استطلعت quot;إيلافquot; آراءهم عن مفاجأتهم من خبر قتل اسامة بن لادن، مؤكدين أن الخبر كان بمثابة مفاجاة كبيرة لهم، لم يكونوا يتوقعونها، مشككين في صدق الرواية الأميركية عن مقتله.

وقال أحمد منعم طالب جامعي لـquot;إيلافquot; إنه استيقظ على الخبر، ولم يكن يصدقه، حتى شاهد الصور عبر التلفاز، لافتًا الى أن خبر إلقاء جثته في البحر جعله يشكك في الرواية الأميركية، على غرار ما حدث مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الذي تظهر تقارير بين الحين والآخر، تؤكد أنه لا يزال على قيد الحياة، وأن من تم إعدامه كان شبيهًا لهquot;.

وأكد أن ما حدث كان بمثابة مفاجأة كبيرة، لم يكن يتوقعها، معتبرًا أن الرئيس الأميركي بارك أوباما سيستخدمها في الترويح لنفسه في حملته للترشح للانتخابات الرئاسية التي تجري في الولايات المتحدة خلال العام المقبل.

ولفت الى أن أوباما لا يزال يتعامل بالنظرية نفسهاالتي يتعامل بها باقي الرؤساء الأميركيين، وهي نظرية الوصاية على العالم، مشيرًا الى أن طريقة إتمام عملية استهداف بن لادن في باكستان تؤكد ذلك.

بدوره، أضاف محمود عبد الباري، موظف، أنه لا يصدق ما حدث حتى الان، موضحا أنه يشكك في الرواية الأميركية بنسبة 100%، ولا يصدقها على الإطلاق، مؤكدا أن الأميركيين اعتادوا على الكذب، وعن نظرته لزعيم القاعدة، قال إنه مجاهد إسلامي في سبيل الله،عمل من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية.

اسماعيل محمود طالب جامعي، أكد لـquot;إيلافquot;، أنه فرح بالخبر كثيرًا، متمنيًا ان يعيش العالم في سلام، بعد مقتل من كانت توجّه إليه الاتهامات بتحريك الإرهابين في العالم.

فيما قال سهيل عبد الله طالب جامعي، افغاني الجنسية، إنه منذ سماع الخبر والتأكد منه، لم يتابع أي شيء آخر، مشيرا الى أن بن لادن كان رجلاً حقيقيًا استمر في الدفاع عن الإسلام.

وأشار الى أنه على الرغم من أنه ارتكب أخطاء، إلا أنه لم يكن يستحق هذا المصير، لافتًا الى أن الولايات المتحدة لو قامت بتسليم جثته الى أفغانستان، كان سيقيم العديد من الأفغان جنازة مهيبة له، مؤكدًا أن بن لادن يكفيه أنه وقف أمام الولايات المتحدة، في الوقت الذي يتواطئ فيه حكام على بلادهم من أجل إرضائها.

تشديد الاجراءات الامنية حول السفارة الأميركية

وتشهد السفارة الأميركية في القاهرة والأماكن التابعة لها إجراءات أمنية مكثفة منذ الإعلان عن مقتل بن لادن، وكذلك السفارة البريطانية، حيث تشارك في تأمينهم قوات مشتركة من الشرطة والقوات المسلحة تخوفًا من استهدافهم من قبل القاعدة.

واختلف خبراء أمنيون حول تأثير مقتل بن لادن على تنظيم القاعدة، وقال الخبير الأمني محمد حلمي لـquot;إيلافquot; إن نشاط التنظيم القاعدة لن يتأثر كثيرًا بمقتل زعيم الحركة، لافتا الى أن الحركة أكبر من أي شخص، لأن لها فروعًا ونشاطات في عدد كبير من بلاد العالم، ومن ثم لا يمكن اعتبار أن تنظيم القاعدة قد انتهى بمقتل بن لادن.

وأكد حلمي أن نشاط القاعدة سيتأثر قليلاً خلال الفترة المقبلة، وإلى حين انتخاب زعيم جديد لها يتم التوافق عليه من قبل الجميع، متوقعًا أن يكون ايمن الظواهري.

ولفت الى ان أسامة بن لادن لم يكن سوى رمز للحركة، موضحًا أن تضخيم حجم بن لادن كان السبب وراءه الولايات المتحدة وطريقة تعاملها مع نشاط القاعدة في الفترة التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر.

وعن تمويل الحركة، قال حلمي إن الحركة لم يكن مموّلها الوحيد أسامة بن لادن، ومن ثم لن تتاثر كثيرًا بوفاته، متوقعًا أن تسترد الحركة نشاطها بالكامل خلال أشهر قليلة، على أن تبدأ بردود فعل عنيفة تجاه المصالح الأميركية والباكستنية في بلاد عدة.

بينما اختلف معه في الرأي الخبير سامح سيف اليزل، الذي أكد ان خلافة بن لادن في تنظيم القاعدة ستنتقل الى الظواهري تلقائيًا، لافتًا الى أن القاعدة ستزيد نشاطها بقوة خلال الفترة المقبلة، لتثبت للعالم أنها لا تزال موجودة وبقوة، مشيرا الى أن تنفيذ العمليات ضد الولايات المتحدة ليس بالضرورة أن يتم على أراضيها، وإنما يمكن أن يتم من خلال استهداف رعاياها في دول عدة.

وأشار الى أن الجماعات الجهادية في البلاد الإسلامية ليست بالضرورة أن تكون مساندة للقاعدة في تنفيذ هذه العمليات، موضحا أن الكثير منهم يختلفون مع فكر وتوجهات القاعدة في تنفيذ هذه العمليات.

القيادي في الجماعة الأسلامية ناجح إبراهيم قال لـquot;إيلافquot; إن حالة التعاطف التي اكتسبها بن لادن بعد وفاته من كثير من المصريين راجعة الى التعاطف ضد الولايات المتحدة ومواقفها، التي بات العرب يرفضونها، على الرغم من محاولات تسحين سمعتها، التي سعت إليها الادارة الأميركية الجديدة التي يترأسها أوباما.

وأكد إبراهيم أن ما قامت به الولايات المتحدة، سواء من قتل بن لادن أو القاء جثته في مياه البحر، أمر ليس له علاقة بالشريعة الإسلامية، مشيرا الى أن الشريعة الإسلامية لم تنص على إلقاء الجثث في البحر بهذه الطريقة، كما لم تنص على عمليات تتضمن استهداف المدنين الأبرياء.

وقال إن بن لادن بدأ حياته مجاهدًا ضد الاتحاد السوفيتي السابق، مشيرًا الى أن الأعمال التي قام بها بعد هذه المرحلة ليس لها علاقة بالجهاد، وأنها أعمال تتنافى مع مبادئ الإسلام، الذي لا يستهدف المدنيين، لافتًا الى أن أسامة بن لادن لم يكن يتوقع رد الفعل الأميركي على أحداث 11 سبتمبر.