أحمدي نجاد (يمين الصورة) والمرشد الإيراني علي خامنئي

طهران: أشارت تقارير إلى أن المرشد الأعلى الإيراني أمهل الرئيس محمود أحمدي نجاد أياماً للإستقالة أو الإبقاء على وزير الاستخبارات حيدر مصلحي. وقالت تقارير إن الامن الإيراني اعتقل 25 مسؤولاً مقرباً من أحمدي نجاد في وقت يتصاعد فيه الخلاف بين نجاد وخامنئي.

ويعود سبب الخلاف بين أحمدي نجاد وخامنئي إلى أن الأول أقال وزير المخابرات حيدر مصلحي، لكن خامنئي رفض القرار وطلب إعادته الى منصبه، الامر الذي عارضه الرئيس الإيراني. وقال مسؤول مقرّب من نجاد إن خامنئي خيّر الرئيس الايراني بين اعادة مصلحي الى منصبه أو تقديم استقالته خلال أيام معدودة.

وقال مرتضى آقا طهراني الذي يعمل استاذاً للأخلاق في حكومة أحمدي نجاد إنه اطلع من الرئيس على المحادثات بين أحمدي نجاد وخامنئي، وأكد له الرئيس أن خامنئي أبلغه بأن عليه أن يختار ما بين تقديم استقالته أو الإبقاء على حيدر مصلحي وزيراً للاستخبارات.

ونقل موقع quot;أفتابquot; نص تصريح طهراني وسؤال الرئيس له عما إذا كان سيعد معادياً للولي الفقيه إذا استقال عن الرئاسة ولم يذعن لأمر خامنئي في الإبقاء على وزير الاستخبارات.

وكان أحمدي نجاد استأنف الاثنين جميع نشاطاته بعد عشرة ايام من ازمة سياسية ملتبسة تبدو نتيجتها غير محسومة بينه وبين المحافظين المتشددين المدعومين من المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية. وعاد الرئيس بعد انسحابه من اي نشاط عام منذ 22 نيسان/ابريل مع تشديد على الولاء لخامنئي في جلسة لمجلس الوزراء مساء الاحد.

واحجم أحمدي نجاد منذ 22 نيسان/ابريل عن اي ظهور علني غداة الضربة التي تلقاها من المرشد الاعلى علي خامنئي الذي رفض اقالة وزير الاستخبارات حيدر مصلحي. ويعتبر مصلحي مقربا من خامنئي والجناح المحافظ المتشدد في النظام وسبق ان اقال واحد من نوابه مقرب من الرئاسة.

وادت هذه الاحداث الى شن المحافظين حملة عنيفة داعين أحمدي نجاد الى طاعة المرشد وقبول بقاء مصلحي، والابتعاد عن مستشاره الرئيسي رحيم اصفنديار مشائي المتهم بانه رأس حربة فصيل quot;منحرفquot; يرمي الى تدمير النظام الاسلامي.

واشار موالون ومعارضون لأحمدي نجاد الى معركة من اجل السيطرة على جهاز الاستخبارات وذلك مع اقتراب الانتخابات التشريعية في اذار/مارس 2012. واعلن معسكر أحمدي نجاد نيته تقديم مرشحين في كل انحاء البلاد ضد الاكثرية المحافظة الحالية في البرلمان. والسبت شدد خامنئي على ان quot;اي بادرة خلاف صغيرة تضر بالبلاد (...) الامر يصب في مصلحة اعدائنا في كل مرة يبرز مناخ من المواجهة، وعلينا ان نتفاداهquot;.

واكد أحمدي نجاد الاحد quot;خلال رئاستي، فان المرشد الاعلى برؤيته وذكائه ساعد وارشد الحكومة التي استفادت من نصائحه (...) يمكن معالجة اي مشكلةquot; في اطار سلطة المرشد. وتابع ان quot;الحكومة ستدافع حتى النهاية عن راية ولاية الفقيهquot;.

ورفض أحمدي نجاد الجدال مؤكدا انه يفضل ان quot;يدع اسباب (رد فعله) في القلبquot;، وهو امر لم يسبق ان شهدته الجمهورية الاسلامية. وقال quot;لن نسمح اطلاقا للاعداء بان يستغلوا المشاكل الداخليةquot;. لكن بغض النظر عن اعلان وفائه المتكرر لخامنئي، دعا أحمدي نجاد الى وجود quot;رئيس قويquot; يشكل بحسب تعبيره quot;درعاquot; للنظام، مدافعا عن quot;عظمة المرشد والبلاد والامةquot;.

ووجه الرئيس الإيراني تحذيرا مبطنا لخصومه المحافظين الذين ينتقدون ميله الى التسلط والقومية على حساب القيم الدينية التي يمثلها المرشد وقال quot;ان الذين عجزوا عن انتقاد الحكومة علنا على قوتها في ادارة شؤون البلاد ابتكروا لعبة جديدة، لكنهم ارتكبوا خطأquot;. ولم يشارك مصلحي في مجلس الوزراء مساء الاحد بسبب زيارة خارج العاصمة كما اعلن رسميا. غير ان مشائي حضر وجلس الى يمين الرئيس.

واحجم الاعلام الإيراني الاثنين عن التعليق على نتيجة الازمة بعد ان عتم عليها بالكامل من البداية. وشددت الصحف المحافظة في عناوينها على ولاء أحمدي نجاد للمرشد فيما ابرزت الصحف المقربة من الحكومة صور مشائي الى يمين الرئيس.