لندن: أفادت تقارير أن جثمان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وُضع على بعد أقل من 24 ساعة على مقتله، وأُنزل برفق في مياه الجزء الشمالي من بحر العرب. وقبل إلقائه في البحر من على متن البارجة كارل فنسون غُسل جثمانه وكُفن بمراسم استمرت 40 دقيقة، كما هو متبع عند المسلمين، فيما استُقدم ضابط مسلم للصلاة عليه.
وتنقل مجلة تايم عن البروفيسور ليور هيلفي استاذ التاريخ في جامعة فاندربيلت الاميركية ان دفن الموتى في البحر قد لا يكون معهودا لكنه ليس بلا سابقة. وما هو أشد غرابة انه نال مراسم دفن تُقام عادة عند وفاة المسلم الاعتيادي في ظروف اعتيادية. واسامة بن لادن قطعا لم يكن شخصا اعتياديا ويتفق الغالبية على انه مات في ظروف استثنائية. بل يذهب البعض الى انه سقط في معركة رغم ان هذا الرأي قابل للنقاش إزاء التقارير التي أشارت الى أنه لم يكن مسلحا.
ويقول هيلفي ان مراسم دفن الذين يموتون في المعارك تختلف ولا تقتضي تكفين الميت أو الصلاة عليه.
ولمن يتساءلون عما إذا انتقلت روح بن لادن الى الجحيم، كما في عنوان الصفحة الأولى لجريدة نيويورك ديلي نيوز، فان البروفيسور هيلفي يقول ان ذلك يعتمد على نظرة المرء الى الطريقة التي مات بها بن لادن. وبالنسبة للذين يعتقدون انه مات شهيدا لا يهم كيف تكون حالة الجسد. فما أن يموت الشهيد حتى يكتسب جسما جديدا في الجنة ويتمتع بحياة مباركة. والموت في المعركة ليس الطريقة الوحيدة لشهادة المسلم.
فالأشخاص الذين يموتون ميتات فظيعة، أثناء الإنجاب أو في انهيار بناية على سبيل المثال، ايضا ينالون اجساما جديدة. ولكن روح المسلم الذي يرحل عن هذه الدنيا بطريقة اعتيادية تبقى في جسد صاحبها الى يوم يُبعثون، بحسب البروفيسور هيلفي.
ولا تكون خبرة الموت سيئة إذا كان الميت بلا ذنوب ولكن حالة الجسم تصبح مهمة إذا كانت له ذنوب. فهو يُعاقب بما يُسمى عذاب القبر، أي ان المذنب يحتفظ بجسده المتفسخ كاملا. أما الحور الاثنتان وسبعون فهن هبة مفروغ منها إذا كان الميت شهيدا، كما يرى البروفيسور هيلفي.
التعليقات