إسلام آباد: قالت ابنة لاسامة بن لادن في الثانية عشرة من عمرها ومعتقلة في باكستان مع إحدى زوجاته واطفال آخرين كانوا موجودين في المنزل عندما هاجمته مجموعة الكومندوس، انها رأت الجنود الاميركيين يقتلون زعيم القاعدة، كما ذكر مسؤول في اجهزة الاستخبارات الباكستانية.

ووجدت القوات الباكستانية التي وصلت الى منزل بن لادن بعد مغادرة مجموعة الكومندوس الاميركية المجوقلة، الطفلة مع اثنتين او ثلاث نساء وثمانية اطفال آخرين كانوا في المنزل المؤلف من ثلاث طبقات في مدينة ابوت اباد التي تبعد ساعتين شمال اسلام اباد، حيث قتل بن لادن ليل الاحد الاثنين، كما قال ضابط الاستخبارات الباكستانية.

وهؤلاء معتقلون الان لدى الاجهزة الامنية. ونقل بعضهم المصاب بجروح او المصدوم الى المستشفى، كما قالت الحكومة الباكستانية الثلاثاء، ووعدت بالسهر عليهم قبل ان تسلمهم الى سلطات بلادهم. وقال مسؤول آخر في القوى الامنية، ان الافراد الذين كانوا في المنزل، من النساء والاطفال فقط، يحملون الجنسيتين السعودية واليمنية.

وقال الضابط في الاستخبارات الباكستانية طالبا عدم الكشف عن هويته، ان الطفلة التي تبلغ من العمر 12 عاما quot;هي تلك التي اكدت لنا ان اسامة قتل برصاصة ونقل الاميركيون جثتهquot;. ولم يقدم مزيدا من الايضاحات حول اقوال الابنة.

واكد هذا المصدر العثور على اربع جثث في المنزل، منها جثث ابن لبن لادن ورجلين شقيقين، اما الرابعة فلم تتحدد هويتها. واضاف انه يجري استجواب الاشخاص الذين عثر عليهم احياء في المنزل ومنهم امرأة يمنية اصيبت في ساقها. وقال ضابط آخر في القوات الامنية quot;ثمة عدد كبير من الاسئلة التي نريد ان نطرحها عليهمquot;.

الولايات المتحدة ما زالت تواجه الكثير من التحديات العالمية حتى بعد غياب بن لادن

وتعزز تصفية بن لادن مكانة باراك اوباما على الصعيد العالمي، لكن في واشنطن يشكك الكثير من المحللين في امكانية ان يسهم هذا الامر في تسهيل نجاح السياسة الخارجية للرئيس الاميركي. وكان زعيم القاعدة في حياته احد اقوى رموز المعارضة المتشددة للولايات المتحدة. ويرى دانيال بيمان الباحث في بروكينغز انستيتيوت ان quot;موته يضع حدا لحالة الاستفزاز ويبعث رسالة بان الولايات المتحدة ستلاحق اعداءها بلا هوادةquot;.

كما اعتبر السفير الاميركي السابق جيمس كولينز العضو حاليا في مؤسسة كارنيغي انداومانت فور انترناشونال بيس ان اوباما اظهر انه quot;يستطيع ان يكون فاعلا وان يكون قاسيا وان يكون مثابراquot;. واضاف quot;لكنه ما زال يواجه تحديات غير عادية في مجال السياسة الخارجيةquot; وموت بن لادن quot;لن يغير الكثيرquot;.

فهناك الكثير من الملفات الحيوية بالنسبة لامن اميركا والتي لا علاقة لها بمصير بن لادن مثل الطموحات النووية لايران وكوريا الشمالية او المنافسة الاستراتيجية والاقتصادية مع الصين. وبالنسبة للمتطرفين الاسلاميين الذين يتبنون افكار القاعدة في العالم فانهم يثبتون ان لديهم استقلالا ذاتيا واسعا.

اما باكستان وافغانستان فان علاقتهما المباشرة بالتنظيم الاصلي الذي كان بن لادن يتزعمه. الا ان عملية ابوت اباد الجريئة اظهرت الموقف الغامض لباكستان الحليفة الهامة التي تدعمها الولايات المتحدة بمليارات الدولارات.

ويذكر ريتشارد هاس الباحث في مجلس العلاقات الخارجية (كاونسل اون فورين ريليشنز) بان بن لادن الذي كان المطلوب الاول كان يقيم في فيلا كبيرة في قلب مدينة حامية للجيش الباكستاني متوقعا quot;ساعة حقيقةquot; بين واشنطن واسلام اباد. ويرى هاس ان ان كلا احتمالي وجود تواطوء باكستاني او جهل quot;لا يبعثان على الراحةquot;.

وفي افغانستان يشير الباحث جيل دورونسورو في معهد كارنيغي الى ان طالبان كان لها سبق التقدم على الصعيد العسكري. الا ان وفاة بن لادن، كما قال في حديث لنيويورك تايمز، يمكن ان تسهل الانسحاب الاميركي.

ويرى هذا الباحث الفرنسي ان حركة طالبان يمكن بعد خسارتها هذا الزعيم الاسلامي ان تنفصل بشكل اسهل عن القاعدة وان تفكر في مصالحة سياسية. الا ان مايكل اوهانالون الباحث في بروكينغز لا يتفق على الاطلاق مع هذا الطرح.

ويقول لفرانس برس ان الاسلاميين quot;ما زالوا اقوياء. التفاوض مع طالبان سيكون مفيدا لكن الرقص يتطلب شريكينquot;. كما تزامن انتهاء عملية مطاردة بن لادن مع موجة الثورات العربية السلمية التي تتعارض رسالتها مع الجهاد المسلح الذي تتباه القاعدة.

وقد اشارت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى هذه العلاقة منذ الاثنين مشيرة الى ان هذه الحركات المطالبة بquot;الحرية والديموقراطيةquot; تعكس quot;رفضا للقاعدة ولايديولوجية الكراهية التي تتبناهاquot;.

وفي الوقت الذي يسعى فيه العالم العربي الى طي صفحة الاستبداد يشير العديد من المراقبين الى ان موت بن لادن يتيح لاميركا ايضا طي صفحة في علاقاتها مع العالم الاسلامي بعد عشر سنوات من احداث 11 ايلول/سبتمبر التي كان المحرض عليها. الا ان الربيع العربي نفسه يشكل تحديات للولايات المتحدة التي تواجه انتقادات بشان علاقاتها السابقة بالحكام الطغاة وتضامنها ودعمها لاسرائيل والمطالبة ايضا بالاعتراف بدولة فلسطينية مهما حدث.