موسكو: احيت روسيا الاثنين ذكرى النصر على المانيا النازية في 1945 بعرض عسكري في الساحة الحمراء شارك فيه 20 الف جندي وعشرات المدرعات ومنصات اطلاق صواريخ استراتيجية يؤكد حنينها الى سطوتها السابقة ابان العهد السوفياتي.

الا ان الشكوك المتزايدة ازاء اقامة الاستعراض المكلف وسط تقارير بوجود مخططات اسلامية لشن هجمات جديدة، القت بظلالها بعد الشيء على هذا العرض السنوي.

وبدأ الاستعراض بفرقة اوركسترا من 1500 شخص عزفت اناشيد احتفالية تحت انظار الرئيس ديمتري مدفيدف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين من على منصة الشرف امام ضريح لنين.

وقال مدفيديف في كلمة بثتها قنوات التلفزة في كل انحاء البلاد quot;مع مرور الزمن يتزايد الوعي بالانجاز الذي حققه ذلك الجيل وشجاعته وتصميمه وتضحيتهquot;.

واضاف متوجها الى قدامى محاربين شاركوا في المراسم quot;لقد قررتم مصير الحرب العالمية الثانية. واليوم نحتفل باكثر ذكرى قداسة لنا ونحن نشكركم على حريتناquot;.

وجلس مدفيديف وبوتين جنبا الى جنب وتبادلا بعض التعليقات خلال مرور الجنود. والاثنان محط الانظار في الوقت الحالي مع دنو الاستحقاق الرئاسي في غضون اقل من عام.

ولم يلق بوتين كلمة بينما انهى مدفيديف المراسم التي استمرت قرابة الساعة بمصافحة بعض عناصر القوات الخاصة.

وكانت بداية الاستعراض مع انطلاق طائرات نفاثة فوق موسكو لتبديد الغيوم والحؤول دون تساقط الامطار اما الخاتمة فكانت مع استعراض احدث نماذج من صواريخ توبول-ام فخر الصناعة النووية الروسية.

وعاد الكرملين منذ العام 2008 الى تقليد استعراض القوة في الذكرى السنوية في وقت استعادت فيه البلاد ثقتها مع ازدهار الاقتصاد وتجدد الشعور بان روسيا استرجعت نفوذها العالمي السابق.

واستمرت تلك العروض حتى خلال الازمات الاقتصادية العالمية. الا ان النهوض الحذر لروسيا منها جعل البعض يتساءل عما اذا كانت كلفة تلك المراسم مبررة فعلا.

الا ان مدفيديف استبعد تلك الشكوك وشارك مجموعة صغيرة من قدامى مقاتلي الحرب العالمية الثانية وجبة من الحنطة السوداء وكأس فودكا عشية المراسم.

وقال مدفيديف ان quot;العروض العسكرية تلعب دورا ارشاديا في بلادناquot;.

ومع ان مدفيديف عمل على تحسين صورته الداعية للاصلاح الا انه واجه صعوبات اكبر في كسب تأييد المجموعات القومية في روسيا بينما لا يزال يدرس ما اذا كان سيترشح لولاية رئاسية ثانية في الانتخابات المقررة في اذار/مارس المقبل.

وشهدت ولايته هجمات متكررة من اسلاميين بالاضافة الى اشاعات مستمرة بان الرئيس السابق بوتين هو الممسك الفعلي بزمام السلطة وبانه يخطط للعودة الى الكرملين العام المقبل.

كما عادت القضايا الامنية الى الواجهة في كانون الثاني/يناير عندما فجر انتحاري نفسه في مطار موسكو مما ادى الى مقتل 37 شخصا. كما توعدت الجهة المسؤولة عن الاعتداء بشن هجمات في الاسابيع والاشهر القادمة.

واعلنت الشرطة انها ابطلت هجوما كان مقررا في نهاية الاسبوع كما قامت بعملية تفتيش شاملة في مدينة استراخان في الجنود. وقتل ناشط مشتبه به خلالها بينما تم توقيف عشرات الاشخاص الاخرين.

وافادت تقارير اعلامية ان عددا من رجال الشرطة تعرضوا لاطلاق نار في استراخان المطلة على بحر قزوين بعد القبض على المشتبه بهم. الا ان مصدرا امنيا قال لوكالة ريا نوفوستي ان الحادث تم التعامل معه على انه quot;اعمال شغبquot;.

كما قتل خمسة اشخاص على الاقل من بينهم اثنين من رجال الشرطة في اعمال عنف وقعت في قوقاز الشمال قبل ساعات على العرض العسكري.