لمدة لا تزيد عن أربع ساعات تبدأ منذ وصول قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى العاصمة السعودية الرياض بعد ظهر الثلاثاء وحتى موعد مغادرتهم مساء اليوم نفسه يعقد قادة دول مجلس التعاون الخليجي قمتهم التشاورية النصف السنوية لبحث الملفات المشتركة للمجلس، وعلى رأسها التدخلات الإيرانية في البحرين ودول الخليج واتخاذ قرارات حاسمة تجاه ذلك إضافة إلى تعزيز التعاون العسكري بين الدول الأعضاء.


لقطة لعدد من قادة دول مجلس التعاون في اجتماع سابق

الرياض: قال مصدر خليجي موثوق لـquot; إيلافquot; أن اللقاء التشاوري الثالث عشر لقادة المجلس سيتخذ قرارات quot;حاسمة وملزمة quot; تجاه استمرار التدخل الإيراني في شؤون دول المجلس ومحاولات طهران المستمرة بخلق فتنة طائفية بين الشعب العربي الخليجي الواحد لم يشهده قبل قيام ما يسمى بالثورة الإسلامية في إيران مع التأكيد على أن دول المجلس كيان موحد لا ينفصل عن بعضه البعضquot;.

وكشف المصدر أن قرار الحكومة البحرينية الاستعانة بقوات درع الجزيرة لإعادة الأمن وفرض الاستقرار على الساحة البحرينية كان له الدور الرئيس في إفشال مخطط إيراني بالسيطرة على البحرين وبالتالي إنقاذها قبل ساعات من بدء الهجوم المخطط له من قبل القوات الإيرانية وتوفير الحماية الأمنية تنفيذًا لنصوص معاهدات واتفاقيات دول المجلس وإفشال المخطط الإيراني لتمزيق دول مجلس التعاون ابتداء بضرب خاصرته في البحرين.

وعلم من مصادر خليجية أن القادة سيقرون وضع آلية لتنفيذ برنامج المساعدات للبحرين وسلطنة عمان التي تم إقرارها في آذار /مارس الماضي بقيمة 10 بلايين دولار لكل منهما على مدى 10 سنوات، وحجم مساهمة كل دولة من الدول الأربع الأخرى في الصندوق الخليجي ( السعودية , الإمارات العربية المتحدة , قطر والكويت ) والتي من المؤمل أن تصرف على مدى الأعوام العشرة المقبلة، حيث ستركز بشكل أساسي على مشاريع الإسكان والبنية التحتية.

وأعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني أول من أمس أن قمة الرياض التشاورية quot;ستبحث في عدد من المواضيع الاقتصادية المهمة الداخلة في إطار التكامل الخليجيquot;وأوضح أن القمة quot;ستركز على موضوع الاتحاد الجمركي وبرنامج التنمية المشترك لدول المجلسquot;.

الجدير بالذكر بأن اللقاء التشاوري لقادة دول المجلس يعقد ليوم واحد، وبدون جدول أعمال.
وأوضحت مصادر أن الجانب الإماراتي سيطلع قمة الرياض التشاورية على نتائج زيارة وزير الخارجية الإيرانية إلى أبو ظبي أمس

وأشارت إلى أن أبو ظبي أبلغت الوزير الإيراني quot;بوضوحquot; مدى الاستياء الخليجي من مواقف طهران واستمرار تدخلها إيران في الشأن البحريني وبقية دول المنطقة إضافة إلى التصريحات التي صدرت مؤخرا من قيادات عسكرية وسياسية في طهران فضلا عن تخريب قنصلية ومهاجمة سفارة المملكة العربية السعودية مخالفة بذلك الأعراف والقوانين الدبلوماسية.

وترددأخيرًا أن السعودية رفضت استقبال وزير خارجية إيران quot; مالم تعتذر إيران عن هجومها على السفارة والتدخل في الخليجquot;.

يشار إلى أن الجنرال حسن فيروزبادي رئيس أركان الجيش الإيراني وعضو في المجلس الأعلى للأمن القومي بإيران دان في تصريحات أوردتها وسائل الإعلام، مطلع الشهر الجاري quot;جبهة الدكتاتوريات العربيةquot; في الخليج المعادية لإيران، مؤكدا أن هذه المنطقة quot;كانت دائما ملك إيرانquot;.

وأوضح فيروزبادي في بيان نقلته وكالات الأنباء والصحف الإيرانية أن quot;الأنظمة العربية الدكتاتورية في الخليج الفارسي غير قادرة على منع الانتفاضات الشعبيةquot;.

وأضاف الجنرال:quot;بدلا من فتح جبهة لا يمكن الدفاع عنها مع إيران، على هذه الدكتاتوريات أن تتخلى عن الحكم ووضع حد لجرائمها الوحشية وترك شعوبها تقرر مستقبلها بحريةquot; .

كما أدان رئيس أركان الجيش الإيراني quot;مؤامرةquot; الدول الخليجية quot;لتشكيل هوية لها على حساب الهوية الإيرانيةquot;مشددًا على أن quot;الخليج الفارسي انتمى وينتمي وسينتمي دائمًا لإيرانquot;.

كما ندد المسؤول الإيراني الذي أصدر بيانه بمناسبة quot;اليوم الوطني للخليج الفارسيquot; في 30 أبريل، برفض دول الخليج العربية تسمية الخليج بـquot;اسمه التاريخيquot;.

كما سيبحث قادة الخليج ما تم إنجازه من مقررات فضلا عن مناقشة الأوضاع السياسية خصوصًا على الساحات اليمنية والليبية وتعزيز العلاقات مع مصر. وبحث تقرير شامل أعدته القيادات العسكرية أخيرًا عن التعاون العسكري، بين الدول الأعضاء ـ التي ستحتفل في هذا الشهر بالعقد الثالث على انطلاقتها ndash; بما في ذلك مسار العمل على صعيد قوة التدخل السريع تحت مظلة مجلس التعاون وقوات درع الجزيرة.