أكّد محمد بوكوم الناطق الرسميّ باسم (حزب القراصنة التونسي) لـ(إيلاف) حصول الحزب على وصل إيداع من وزارة الداخلية، في انتظار الحصول على الترخيص النهائيّ للعمل القانونيّ. ويسعى هذا الحزب حديث النشأة بحسب قياديّيه إلى تحرير الإنترنت والعمل على ضمان حرية الإبحار ورفض الرقابة.


شعار حزب القراصنة التونسيّ

تونس: تقدّم حزب القراصنة التونسيّ بمطلب ترخيص إلى السلطات الرسمية للحصول على تأشيرة للعمل القانونيّ في التاسع من مايو/أيار الجاري، وحصل الحزب، الذي تأسس في العام 2010، أخيرًا على quot;وصل إيداعquot; من وزارة الداخلية، في انتظار الردّ النهائيّ الذي سيكون خلال أسابيع قليلة.

وفي حال تمكين وزارة الداخلية لهذا الحزب، الذي تأسس على يد مجموعة من الشباب من تأشيرة العمل القانونيّ، فستكون تونس بذلك أول بلد عربيّ وإفريقي يحتضن فرعًا لحزب القراصنة الدوليّ.

يشار إلى أن حزب القراصنة هو quot;حزب عالميّquot; له عدد من الفروع في دول غربيّة، سبق أن خاض انتخابات في كلّ من السويد وفرنسا.

ويقول محمد بوكوم الناطق الرسمي لفرع تونس لحزب القراصنة في تصريحات لـ(إيلاف): إن حزب القراصنة التونسي تكوّن في بداية سنة 2010 وتم تقديم مطلب العمل القانونيّ لدى وزارة الداخلية يوم 9 مايو الجاري، ونهدف إلى الحصول على تأشيرة رسميةquot;.

ويضيف: إن quot;الحزب كغيره من الأحزاب له مبادئ وأهداف يسعى إلى تحقيقها وبرنامج واضح المعالم يُجمّع المنتمين إليه، ومعظمهم شباب من الجيل الذي آمن بتغير مستقبل تونس والابن الشرعي لثورة 14 يناير والمساهم بقسط كبير في دحر الدكتاتورية، وتسميتنا quot;القراصنةquot; معروفة لمستعملي شبكة الانترنت، لأننا ندافع بالأساس عن قضايا حرية الإبحار وحرية الحصول وتبادل المعلومة بين الأشخاص من مستعملي الشبكة العنكبوتية.

وبصفتنا تلك، نسعى إلى تثبيت حقوقنا في تراسل وتبادل المعلومات في إطار حر وشفاف، سواء بين الأفراد أو الجماعات، ومن موقعنا سندافع عن الحريات الأساسية للمواطنين وعن مبادئ المدنية و الديمقراطية. وأهدافنا كحزب قراصنة تونسيين، تتمحور في تعزيز الديمقراطية في وطنناونشر الثقافة والعلم والمعرفة والتكنولوجيات الحديثة وتطوير السياسات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي تجسد قيم التضامنوتنمية مواردنا البشرية من أجل كسب رهان التطور والتقدمquot;.

الحزب، وحسب وثائقه الأساسية، يقول إنه سيعمل في إطار الدستور والقوانين المعمول بها في تونس، إضافة إلى ما تبرمه الجمهورية من المواثيق الدولية بتكريس حرية التعاملن لا مادّي ولا محدود في كنف الحرية، السّلامة والمصداقية.

ومن أهداف حزب القراصنة، quot;القطع مع الأشكال السّلطوية المادّية والتقليدية في التعامل، ومع نخبوية الخطاب تأسيسًا لمجتمع قيادي تنبع منه وبصفة تلقائية خياراته السياسية، الاقتصادية والحضاريةquot;.

ويسعى الحزب كذلك إلى تأسيس دولة quot;يحرسها المجتمع وتحرسه، يحكمها، ولا تتحكم فيه، مع تجاوز فكرة فرض النّظام إلى فكر التّنظّم التّلقائي، وتجذير الإيمان بحتميّة التداول السّلمي على السّلطة في إطار الديمقراطية.

كما يسعى إلى تأسيس مجتمع واقتصاد لا ماديين، يقومان على وسائل الاتصالات اللامادية، التيتتجاوز التعامل الإداري والتجاري المادي المباشر.

ويقول الناطق الرسمي باسم حزب القراصنة التونسيّ محمد بوكوم ردًا على بعض أسئلة إيلاف: quot;نُسمّى بالقراصنة لأننا ندافع وننادي بحرية تقاسم الثقافة والمعلومات بين الأفراد، كما ندافع عن حقنا في تبادل المعلومات، وهو حق تغتصبه المصالح الخاصة والأغراض السياسية والتجارية، لذلك نحن ندافع عن هذا الحق حتّى نكرس مبادئ المجتمع المدني الديمقراطي، ونساهم في تدعيم نشر الثقافة والمعرفة بين الناسquot;.

محمد بوكوم الناطق باسم حزب القراصنة في تونس

ويتابع: quot;لقد أسسنا حزبنا كي نجمع شمل كل متعطش للمعرفة أعاقته الحواجز الموضوعة من قبل السلط السياسية في البلاد، وغايتنا أن نرتقي بشعبنا إلى مرتبة الدول المتقدمة، والعمل السياسي لحزب القراصنة يرنو إلى توفير المعرفة لكل مواطن تونسي لا يرضى بالوصاية التي تفرض عليه من قبل الديكتاتوريين، الذينما زالوا يهضمون حقنا في التواصل مع العالم المتقدم، ويلقون بنا في قاع بحر التخلف والجهل، لذلك سنتصدّى لكل محاولات الحجب والرقابةquot;.

يشار إلى أن مؤسس حزب القراصنة التونسيّ هو شاب يدعى صلاح الدين كشك، تمّ اعتقاله من قبل نظام بن علي خلال ثورة 14 يناير، على خلفية نشاطاته على الشبكة المناهضة للاستبداد والحجب.

وكان الحزب أكد في بلاغ له أنه سيسعى إلى حماية حق أكثر من مليوني متصفح تونسي في الحصول على المعلومة من دون فرض الوصاية عليه، إما بالحجب أو بالتضييق أو بتزوير المعلومة.

وقال إنه سيعمل تحت ثلاث مسميات يشتق منها مبادئه، وهي quot;حريةquot; وquot;عدالةquot; وquot;مساواةquot;، مؤكدا أنه لا يهدف إلى القيام بعملياتquot; تخريبquot; أوquot; قرصنة quot;، وإنما يهدف إلى استقطاب القراصنة وتكوينهم حتى يعملوا تحت المسميات الثلاث السابق ذكرها.

ويؤكد الناطق الرسمي باسم الحزب أن تنظيمهم سيقوم بحماية مستعملي الانترنت من quot;القراصنة quot; الذين يسعون إلى تخريب الحسابات الشخصية والتجسس على البريد الالكتروني وغيره من الأعمال غير الشرعية، وذلك إما بالتدخل المباشر عن طريق قراصنة الحزب أو توفير برامج تحمي المستعمل.