وزير الآثار المصري زاهي حواس

اكد زاهي حواس الذي عينه الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وزيرا للآثار قبل تنحيه انه ليس جزء من النظام القديم. وقال حواس في مقابلة مع صحيفة الغارديان انه يحب مصر ويحب الاثار ولن يكون سياسيا ذات يوم. واضاف quot;أنا عالم آثار حتى النخاعquot;.

وكان حواس (63 عاما) ترأس المجلس الأعلى للآثار ابتداء من عام 2002 ويكافح الآن لإيجاد موقع له في مصر بعد الانتفاضة مثله مثل آخرين من الشخصيات العامة في عهد مبارك.

ويسعى حواس جاهدا الآن الى تأكيد نظافته ولكنها مهمة ليست بالهينة بعدما قبل تعيينه وزيرا حين كان النظام يترنح على حافة الانهيار في اوائل شباط/فبراير معلنا في حينه quot;نحن نحتاج الرئيس مباركquot; ، بحسب صحيفة الغارديان.

وقال حواس الذي استقال من الوزارة بعد ثلاثة اسابيع على سقوط مبارك ثم أُعيد تعيينه ان المرحلة التي تمر بها مصر من أهم المراحل في تاريخها. واضاف ان الفراعنة حكموا مصر طيلة الأعوام الخمسة آلاف الماضية quot;وفي 25 كانون الثاني/يناير قطعنا السلسلة أخيراquot;.
لزاهي حواس انصاره الذين يدافعون عنه قائلين ان قيادته الكاريزمية ودعمه اجراء اعمال الحفر بقيادة مصرية أسهما في انهاء عقود من الاستغلال الاستعماري.

ومن المستبعد أن يغيب حواس عن انظار الرأي العام إزاء التخطيط لبناء متاحف جديدة في منطقة الجيزة ومنطقة الفسطاط التاريخية في القاهرة. ومن المستبعد بالقدر نفسه ان تتراخى الحملة التي تهدف الى اعادة آثار مصر. وفي يوم المقابلة مع صحيفة الغادريان كان حواس نجح لتوه في تأمين عودة لوحة مصرية عمرها نحو 4200 عام تعود الى السلالة الخامسة من متحف في بازل. وتمثال نفرتيتي النصفي الموجود في برلين حاليا هو المرشح التالي على قائمة طويلة من الاثار المصرية الموجودة في متاحف اجنبية بينها صخرة روسيتا في المتحف البريطاني.

وكان جمع من خريجي قسم الآثار المصريين غزوا مكتب حواس بعد ايام على تنحية مبارك يريدون ان يعرفوا لماذا نسبة البطالة عالية بينهم ورواتبهم منخفضة في بلد بلغت عائداته من السياحة 7 مليارات جنيه استرليني العام الماضي.

بعد هذا الاقتحام بفترة قصيرة انفجر سجال حول اطلاق تشكيلة من الأزياء التي تباع الآن في مخازن هارودز الشهيرة في لندن باسم ازياء زاهي حواس. وقيل ان قطعا اثرية من مدفن توت عنخ آمون استُخدمت لترويج المنتوج. ولم تُجد تأكيدات حواس ان كل الأرباح ستذهب للأعمال الخيرية في تهدئة الزوبعة.
في نيسان/ابريل حُكم على حواس بالسجن مدة عام مع الأشغال الشاقة إثر اكتشاف مخالفات في توقيع عقد للبيع بالتجزئة في المتحف المصري. وينفي حواس التهمة في حين ان الحكم لم ينفذ حتى الآن.

وقال حواس ان التهجمات تأتي حتما حين يكون المرء ناجحا. واضاف quot;ان خصومي يحاولون استخدام الثورة ضدي ولكن لدي هنا الكثير من المعلومات عنهم ايضا. وسنرى مَنْ يخرج منتصراquot;.

ويلاحظ مراقبون ان سيطرة حواس المطلقة على منح الامتيازات ورخص البحث الآثاري في مصري تعني ان قلة من علماء المصريات سواء كانوا من المحليين أو الأجانب مستعدون للحديث بصراحة. وتنقل صحيفة الغارديان عن عالم آثار مصري طلب عدم ذكر اسمه ان أسرة علماء المصريات أُصيبت بصدمة حين أُعيد تعيين حواس بعد موجة الفضائح وعلاقاته بالنظام السابق. واضاف quot;ان حواس يعتقد ان لا أحد سواه يستطيع ان يقوم بعمله. ورئيسنا السابق كان يقول الشيء نفسه. واصبح مثل هذا الادعاء متوقعا من مبارك صغير مثل حواسquot; ، على حد قوله.

ويعتقد حواس نفسه ان موقعه ثابت لا يهتز قائلا quot;ان الأمور تتغير لكني الوحيد الذي أفهم تاريخ هذا البلد ، وأستطيع حقا ان ارى تاريخهquot;. واكد انه من دون رجل قوى تنتشر الفوضى. quot;انظروا ما يحدث الآن. الأوقات عصيبة لكني متفائل بان المنغصات ستنتهي والنجاح قاب قوسين او أدنىquot;. ولا يُعرف إن كان حواس يتحدث عن نفسه أو عن مصر.