الثوار الليبيون

لاقى دعم الجامعة العربية لتدخل حلف شمالي الأطلسي في ليبيا ترحيبا حارا في العواصم الغربية التي كانت تحتاج الى حلفاء اقليميين لشرعنة المهمة الأطلسية. ولكن بعد شهرين على انطلاق العمليات الأطلسية تقول الغارديان إن معلوماتها تبين ان البلدان العربية ذات العلاقة لم تقدم إلا مساهمة متواضعة في التدخل الجوي في ما يبدو انها حرب أهلية دخلت طريقا مسدودا.

وطلبت الصحيفة من جميع الدول المشاركة في العملية ان تقدم معلومات مفصلة عن مساهمتها بالأفراد والمعدات وعدد الطلعات والقنابل التي القتها طائراتها. وجاءت الاستجابات متباينة. فان قطر والامارات العربية والاردن ، وهي الدول العربية المشاركة فعلا ، لم تقدم إلا معلومات مبتسرة. وتشارك الدول الثلاث مجتمعة بـ 125 عنصرا. ولدى قطر ست طائرات ميراج تتمركز في جزيرة كريت اليونانية مع طائرتي نقل من طراز سي 17. ولدى الامارات العربية 12 طائرة في سردينيا الايطالية فيما يساهم الاردن بست مقاتلات لأغراض المرافقة والحراسة وست طائرات نقل.

وهذه كلها تمثل جزءا ضئيلا من أصل 300 طائرة تراقب الحظر الجوي وتقصف مجمعات نظام القذافي ومستودعات اعتدته وتشكيلاته العسكرية. وبحسب الغارديان فان طائرات الدول العربية الثلاث لم تشارك في قصف اهداف ليبية بل اقتصرت عملياتها على طلعات quot;دفاعيةquot; لفرض الحظر الجوي. وامتنعت كلها عن كشف عدد هذه الطلعات. ولكن معلومات قدمتها وزارة الدفاع الفرنسية تشير الى ان القطريين على الأقل كانوا ينفذون بضع طلعات مشتركة كل اسبوع مع مقاتلات فرنسية.

ونوه مصدر في الحكومة البريطانية بأن دور الدول الثلاث كان أكثر فائدة على الجبهة الدبلوماسية منه العسكرية. وقال المسؤول انها تشارك في مجموعة الاتصال التي تحاول التوصل الى حل سياسي للأزمة وتقدم دعما وتمويلا للمعارضة. واضاف quot;ان هذا لا يقل أهمية لمجهود الأطلسي ومما له اهمية بالغة ان تكون دول عربية مشاركة في هذه العملية. فهي تساهم بطرق مختلفة لعلها تقدم من خلالها اكبر عونquot;.

من جهة اخرى تستطيع دول شمال اوروبا ان تتباهى بمساهمة تفوق حجم قدراتها. فان النرويج والدنمارك القتا من القنابل أكثر من بريطانيا ـ نحو 700 قنبلة. والقت قوات الدولتين قنابل مضادة للمخابئ استهدفت مجمعات القذافي في طرابلس. ويُعتقد ان قادة الأطلسي كلفوا طائرات دنماركية من طراز اف 16 باستهداف المبنى الذي قُتل فيه نجل القذافي سيف العرب في 30 نيسان ـ ابريل.

وتبين معلومات الغارديان ان الولايات المتحدة تصدرت الحملة العسكرية قبل تسليم القيادة الى الأطلسي في 31 آذار ـ مارس. كما قامت فرنسا بدور قيادي بإشراك حاملة طائراتها شارل ديغول. وقد نفذت الولايات المتحدة اكثر من 800 طلعة في الاسبوع الأول ما يربو على 300 منها غارات قتالية. واطلقت بريطانيا عددا صغيرا من صواريخ كروز التي يكلف الواحد منها مليون جنيه استرليني ، من احدى غواصاتها.

والى جانب الولايات المتحدة وقع عبء العمليات على عاتق البريطانيين والايطاليين والفرنسيين والكنديين. ونفذ البريطانيون 1300 طلعة أو 25 في المئة من المجموع يليهم الفرنسيون الذين نفذوا نحو 1200 طلعة والايطاليون بـ 600 طلعة. وشارك الكندويون في اكثر من 350 طلعة.

وأُصيب اكثر من 800 هدف في 3000 غارة غالبيتها في طرابلس (179 هدفا) ثم 165 هدفا في مصراتة.

وكانت اول الأهداف منظومات الرادار وصواريخ ارض ـ جو ثم الدبابات والأسلحة الثقيلة لإيقاف القوات المتقدمة على بنغازي ومصراتة ومدن ساحلية أخرى. وكانت مستودعات الأعتدة اهدافا متكررة.

وأوقفت سفن الأطلسي 941 قطعة بحرية وفتشت 40 قطعة أخرى في اطار فرض حظر على تصدير السلاح.