طهران: رفضت الحكومة الايرانية الثلاثاء العقوبات الجديدة التي فرضها عليها الاتحاد الاوروبي بسبب برنامجها النووي المثير للخلاف، واصفة اياها بأنها quot;غير منطقيةquot;. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست في مؤتمره الصحافي الاسبوعي ان quot;قرار الاتحاد الاوروبي فرض عقوبات لها اهداف سياسية، غير منطقيquot;. واضاف ان quot;خير ما يقوم به الاتحاد الاوروبي هو ان يؤمن مصالح سكانه بدلا من ان يتبع من غير تبصر سياسة بلد آخرquot;، ملمحا بذلك الى الولايات المتحدة.

وقد قرر الاتحاد الاوروبي الاثنين عقوبات جديدة على طهران. وتضم هذه الحزمة الجديدة من العقوبات اكثر من مئة مؤسسة مشبوهة بصلاتها مع البرنامج النووي والبالستي لايران، ومنها بنك التجارة الاوروبي-الايراني الذي يتخذ من المانيا مقرا، وخمسة اشخاص معظمهم مسؤولو شركات، كما ذكر دبلوماسي اوروبي.

والقسم الاكبر منها شركات وهيمة انشئت على الاراضي الاوروبية، او فروع لمجموعات فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات عليها في السابق. وقد قدمت طهران لتوها ردا اعتبر مخيبا للامال على رسالة لكاثرين اشتون وزيرة الخارجية الاوروبية، لاسئتناف المناقشات النووية.

وتأمل طهران في توسيع المناقشات بحيث تشمل مسائل تتصل بالامن الشامل، ومنها حيازة اسرائيل السلاح النووي ومشكلة نزع السلاح، بدلا من التركيز على برنامجها النووي. لكن مهمانبرست اعلن استعداد ايران لاستئناف المفاوضات. وقال quot;لم نتلق مؤشرا يفيد ان عملية (الحوار) تواجه مأزقا. لقد اعلنا استعدادنا لاستئناف المناقشات في اطار يحترم المصالح المتبادلة ونأمل استمرار المناقشاتquot;.

إلى ذلك، قالت الصين الثلاثاء انها تدرس دعوة ايران لها بتفتيش المنشآت النووية الايرانية، وحثت طهران الى تعزيز تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة النووية. وصرحت المتحدثة باسم وزير الخارجية الصينية جيانغ يو للصحافيين ان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الذي وصل الى بكين الاحد تقدم بتلك الدعوة اثناء محادثاته مع نظيره الصيني يانغ جيشي.

وقالت quot;سندرس بدقة الدعوة الايرانية لخبراء صينيين لزيارة المنشآت النووية الايرانيةquot;. واضافت quot;ونشجع ايران كذلك على تعزيز تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;. وفي كانون الثاني/يناير رفضت بكين دعوة سابقة تقدمت بها طهران في اطار مساعيها لتجنب فرض مزيد من العقوبات عليها.

وتخشى القوى الغربية من ان ايران تسعى الى انتاج قنبلة نووية، وهو ما تنفيه الدولة الغنية بالنفط وتؤكد على ان برنامجها النووي هو لاغراض توليد الطاقة. وفرض الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة عقوبات احادية الجانب على ايران تضاف الى العقوبات التي فرضها مجلس الامن الدولي.

وحثت جيانغ طهران الى العودة الى المفاوضات بشأن وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم والتي شاركت فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا والصين وروسيا. وقالت quot;نحن نرى ان الحوار والمفاوضات هي الطريق الصحيحة للسعي الى تسوية شاملة وملائمة للمسألة النووية الايرانيةquot;.

واضافت quot;نأمل ان تجري ايران والدول الست جولة جديدة من الحوار بالسرعة الممكنةquot;. واتاحت العقوبات الدولية والاحادية للشركات الصينية فرصة توسيع تواجدها في الجمهورية الاسلامية. واصبحت الصين، العضو الدائم في مجلس الامن الدولي، اكبر شريك تجاري لايران حيث تبلغ قيمة التجارة الثنائية المباشرة حاليا 30 مليار دولار بارتفاع من 400 مليون دولار قبل 15 عاما.