اعتبر النائب دوف حنين(الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) في تعقيبه على خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام الكونغرس الأميركي، أن نتانياهو كشف ، أمام كل من كان لديه ذرة من الشك، الوجه الحقيقي لسياسته والمتمثلة برفض مطلق لكل تقدم سياسي نحو حل حقيقي، مضيفا:quot; نحن موجودون اليوم أمام فرصة تاريخية، يمكن التوصل إلى السلام إذا فهمنا أن حدود العام 1967 هي القاعدة التي عليها سيتم بناء الدولتين لتعيشا معاً جنباً إلى جنب وبإقامة عاصمتين في القدسquot;، مبينا أن رفض نتانياهو لاستحقاقات السلام يهدد بالانزلاق نحو خطر الحرب، ومعسكر السلام في إسرائيل من اليهود والعرب عليه إسماع صوته المغاير بقوة.

quot;هآرتسquot;: خطاب غامض وشروط تعجيزية
إلى ذلك هيمن خطاب نتانياهو في الكونغرس على اهتمامات الصحف الإسرائيلية، فقد عنونت صحيفة quot;هآرتسquot; عنوانها الرئيس تقول :quot; نتانياهو قام بإلقاء خطاب غامض ووضع فيه شروط تعجيزية للتوصل إلى اتفاق سلام مستقبلي مع الجاني الفلسطيني، وادعى انه سيكون سخيا مع الفلسطينيين، في المقابل كرر اللاءات المتعلقة بتقسيم القدس، وعدم استعداد إسرائيل للتفاوض مع حكومة فلسطينية تضم عناصر من حركة quot;حماسquot;.

وأضافت الصحيفة أن خطة نتانياهو تشمل الحدود التي تعكس التغيرات الديمغرافية، بمعنى الاعتراف ببقاء عدد من الكتل الاستيطانية وإخلاء بعض المستوطنات في إطار اتفاق سلام مع الفلسطينيين، مع رفض تقسيم القدس، ومحافظة إسرائيل على تواجدها العسكري على امتداد نهر الأردن، وعلى أن يكون حل قضية اللاجئين الفلسطينيين خارج حدود دولة إسرائيل. ولخصت الصحيفة خطاب نتانياهو بأنه لم يأت بأفكار جديدة.

صحيفة quot;يديعوت أحرونوتquot; عنونت صفحتها الأولى بـquot;هذه حدوديquot; موضحة أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يعود إلى إسرائيل بعد خطابه في الكونغرس لمواجهة quot;الواقع السياسي المركبquot;، القائم على اعتراف الأمم المتحدة بالمطلب الفلسطيني الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة في أيلول/سبتمبر القادم، مبينة في الوقت ذاته أن ثمة شعور في أوساط الساسة الإسرائيليين عموما ورئيس الوزراء نتانياهو أن وضع إسرائيل السياسي بآت أفضل مع اقتراب استحقاق أيلول/سبتمبر، وهناك ما يمكن عمله في هذا الصدد بالتنسيق مع الإدارة الأميركية.

وأشارت الصحيفة أن نتانياهو أوضح في خطابه أن لديه استعداد للانسحاب من الضفة الغربية، وتقديم quot;تنازلات مؤلمة عن مناطق في أرض الآباء والأجداد من أجل السلامquot;، لكنه كرر رفضه لتقسيم القدس وعودة اللاجئين أنهم لن يعودوا إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها. مع محافظة إسرائيل على التواجد العسكري على طول نهر الأردن، وعدم إجرائها أي مفاوضات quot;حماسquot;.

غطاء أميركي
وفي هذا السياق رأت الصحيفة أن نتانياهو يرى انه حصل على غطاء أميركي لمواقفه وقد ظهر ذلك من خلال ردود فعل أعضاء الكونغرس الذين صفقوا له أكثر من 29 مرة، أكثر مما صفقوا للرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه في كانون الثاني/ يناير الماضي.

وأوضحت نقلا عن مرافقين لرئيس الوزراء الإسرائيلي انه وضع الأسس الحديدية المهمة والضرورية لضمان وجود إسرائيل، في الوقت الذي تعيش إسرائيل فترة تجري فيها محاولات للمس بأساس وجودها، وأن خطابه في الكونغرس يحمل أهمية وبعد تاريخي حيال محاولات المس بمكانة إسرائيل. وأن نتانياهو يعتقد أن أهم إنجاز حققه خلال زيارته الأخيرة هو انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بها.
وأضافت تقول أن نتانياهو يعتقد أنه قدم للفلسطينيين quot;اقتراحات سخيةquot; تتيح لهم العودة إلى طاولة المفاوضات، وأنه سيعمل الآن على إقناع دول أخرى برؤيته التي تتضمن تخلص السلطة الفلسطينية من حركة quot;حماسquot;، والاعتراف بالدولة اليهوديةquot;.

صحيفة quot;معاريفquot; أشارت إلى خطاب نتانياهو وابدءاه الاستعداد للتنازل عن بعض أجزاء الوطن، مع بقاء بعض المستوطنات خارج الحدود الإسرائيلية في إطار التسوية مع الفلسطينيين، وانه أشار إلى فيما يتعلق بحجم الدولة الفلسطينية ولكنه أكد أن القدس لن يتم تقسيمها مرة ثانية.

وفي هذا السياق كتب المحلل السياسي في quot;معاريفquot; بن كاسبيت يقول أن خطاب نتانياهو كان خطابا جيدا إلا انه يعرف بصورة واضحة انه لا يوجد إي فلسطيني أو أي دولة عربية في العالم تقبل الشروط التي وضعها أمام الفلسطينيين في خطابهquot;.

فيما كتب المحلل بن درور يميني يقول أن زعيم اليمين الإسرائيلي وقف أمام الكونغرس، وأكد على حقيقة أن إسرائيل والفلسطينيين يتقاسمون نفس الأرض، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الأسبق يتسحاك رابين والذي بادر للتوقيع على اتفاقيات أوسلو عام 1993 لم يقل أقوالا واضحة كهذه. لكن في كل خطاب يقوم نتانياهو تنازلات جديدة للفلسطينيين بدون جدوى.

57 بالمائة من الإسرائيليين يرون ضرورة أن يقول نعم لاوباما
هذا وقامت الصحيفة بنشر نتائج استطلاع للرأي العام في إسرائيل، أشار خلاله 57 بالمائة من المستطلعة أرائهم انه كان يجب على نتانياهو أن يقول quot;نعمquot; لاوباما.