يداهم الوقت قوات quot;الناتوquot; التي تواصل قصفها للأهداف التابعة لمليشيات الزعيم الليبي معمر القذافي.


استطاع الرئيس باراك أوباما بمهارة أن يحول تفسير واشنطن العلني لأهدافها في ليبيا، بعد أن أوضح الآن أنه يرغب في طمأنة الشعب الليبي بأنه تحرر أخيراً من 40 عاماً من الطغيان على يد العقيد معمر القذافي، بعدما سبق أن قال في البداية إنه يرغب في حماية المدنيين من المذابح. لكن إن كانت الإطاحة بالقذافي هي الهدف الأكثر وضوحاً الآن، فإن رحلة أوباما لأوروبا هذا الأسبوع قد أبرزت التوترات الكبيرة بشأن الفترة الزمنية المتاحة أمام الناتو لينهي مهمته التي دخلت الآن شهرها الثالث.

وطالب أوباما بما وصفه بـ quot;الصبر الاستراتيجيquot;، معبراً في ذات الوقت عن ثقته في أن الجمع بين العقوبات والقصف ووقف الاستيراد سيفلح مع مرور الوقت في إجبار القذافي على التخلي عن السلطة. وقال أوباما يوم الأربعاء الماضي خلال مؤتمر صحافي في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني، دافيد كاميرون quot; الوقت ليس في صالح القذافيquot;.

ومع هذا، رأت صحيفة quot;النيويورك تايمزquot; الأميركية، في معرض حديث لها اليوم في هذا الشأن، أن الصبر يُحسَب بطريقة مختلفة في أوروبا وليبيا. حيث تكافح الكثير من البلدان مع سرعة وتيرة العمليات. وقالت بالفعل بعض الدول الأعضاء في حلف الناتو، مثل النرويج، إنها ستقوم بتخفيض أعداد قواتها بشكل كبير اعتباراً من الشهر القادم.

وأشار مسؤولون بحلف الناتو إلى أن العقيد القذافي لديه حساباته الخاصة، والتي يأتي في مقدمتها أنه قد يُدان من جانب المحكمة الجنائية الدولية، ومن ثم لن تتوافر أمامه عما قريب سوى أماكن قليلة يمكنه الذهاب إليها، وأنه لن يخسر الكثير إذا انتظر رحيل قوات الناتو، مراهناً على أن الرأي العام الأوروبي سيتعب من حملة القصف وتكاليفها.

وفي مقابلات أجريت معهم في واشنطن وفي مقر الناتو ببروكسل وفي مركز القيادة الجنوبي للحلف في نابولي بإيطاليا، وصف مسؤولون الإستراتيجية الجديدة التي ترتكز على تكثيف الضغوط والإطاحة بالقذافي بأنها أضحت هدفاً يعترف المسؤولون أنه امتد إلى ما هو أبعد من حدود قرار الأمم المتحدة المتعلق بحماية المدنيين. وقد بدأ يكثف مسؤولو الناتو خلال الأيام الماضية من هجماتهم على الأهداف الحكومية في العاصمة طرابلس. كما أنهم يخططون لتصعيد الجهود بشكل أكبر هذا الأسبوع.

وتابعت الصحيفة في هذا الجانب بنقلها عن أحد مسؤولي الناتو البارزين في نابولي، وغير المخول له بالتحدث علناً، قوله: quot;التحدي الحقيقي هو الرأي العام في أوروبا وكذلك صبر الدول الأعضاء في حلف الناتو. فتلك الدول تود أن تنتهي الحرب، وأن تتم بشكل صحيح دون وقوع إصابات في قوات التحالف أو حدوث أضرار جانبية للمدنيينquot;.

ومع ذلك، اتبع أوباما نهج تدريجي يرتكز على الدروس المريرة التي تعلمتها أميركا من حربها في العراق. لكن وصف أوباما للأهداف قد تحول. وقال في خطاب وجهه للأمة نهاية آذار/ مارس الماضي quot; سيكون من الخطأ السعي لتوسيع نطاق مهمتنا العسكرية لتشمل تغيير النظامquot;. ورغم ذلك، أكد أوباما أول أمس أنه قد تم توسيع نطاق الهدف المطلوب تحقيقه في ليبيا. وأوردت الصحيفة هنا عنه قوله quot;الهدف هو التأكد من أن بإمكان الشعب الليبي تحديد ماذا يريد أن يفعل، وأنه سيتحرر أخيراً من 40 عاماً من الطغيان، وأن بمقدوره البدء في إنشاء المؤسسات اللازمة لتقرير المصيرquot;. وهو الهدف الذي رأت الصحيفة أنه يتشابه مع الهدف الذي سبق وأن حددته الولايات المتحدة في أفغانستان عام 2001 وكذلك في العراق عام 2003.

لكن التوتر الذي يخيم الآن على أوروبا فيتعلق بطول الفترة الزمنية التي ستستغرقها عملية كهذه، وإلى متى ستظل دول حلف شمال الأطلسي التي تقود الهجمات مستعدة للمحافظة على الجهد المبذول على هذا الصعيد. وأعرب مسؤولو الناتو عن ثقة أكبر، من أي وقت مضى، في أن العقيد القذافي غير قادر على مباشرة قواته، وأنه يعتمد على ناقلي الأخبار في بعض الحالات لترحيل التوجيه الاستراتيجي والتشغيلي. ويكفي انه اضطر للاختباء تحت الأرض، مع تكثيف الحملة الجوية.