من اليمين: قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لـquot;أوجيروquot; عبد المنعم يوسف

فيما نفى مدير عام quot;أوجيروquot; عبد المنعم يوسف خبر استدعائه من استخبارات الجيش اللبناني على خلفية وجود شبكة هاتف خلوية ثالثة في لبنان، علمت quot;إيلافquot; أن إجتماعاً إيجابياً عُقد بين يوسف وقائد الجيش جان قهوجي أمس سادته أجواء مريحة.


تواصلت الجهود والمساعي لمعالجة القضية التي تفجرت يوم الخميس الماضي وكادت تودي الى quot;كارثة أمنيةquot; بعد أن أقدمت مجموعة من العناصر التابعة لجهاز فرع المعلومات الى دخول مبنى التخابر الدولي التابع لوزارة الاتصالات في منطقة quot;العدليةquot; في بيروت والتمركز عند مدخله وفي الطبقة الثانية بصورة خاصة، حيث توجد شبكة هاتف خلوية ثالثة، الأمر الذي انذر بوقوع صدام مروع بين هذه العناصر وأخرى تابعة لجهاز أمن السفارات المكلف بحماية المباني والمقرات الرسمية.

وكان وزير الاتصالات شربل نحاس يعتزم دخول الطابق المذكور وتفكيك المعدات الخاصة بالشبكة ما حدا بمدير عام هيئة quot;أوجيروquot; الدكتور عبد المنعم يوسف الموكل اليه الحفاظ على الشبكة بقرار من مجلس الوزراء بالاستعانة بالمديرية العامة لقوى الامن الداخلي لمنع الوزير من تنفيذ مبتغاه.

وهذا ما حصل حيث تراجع نحاس عن الدخول الى الطابق الثاني رغم السماح له وحده بذلك دون الموظفين كما ابلغه بلباقة الرائد خالد عليوان، فسارع الى عقد مؤتمر صحافي حمل فيه بشدة على المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي وفرع المعلومات التابع له ومدير عام هيئة quot;أوجيروquot; الذي اتهمه بالهروب من لبنان مع البطاقات الممغنطة الخاصة بالدخول الى الشبكة الهاتفية الثالثة، قبل ان يتبين ان يوسف في اجازة خارج لبنان موقع عليها من قبل نحاس وقد عاد الى بيروت يوم الثلاثاء الماضي في وقت ذكرت فيه معلومات صحافية ان استخبارات الجيش بانتظاره على quot;فنجان قهوةquot; لاستيضاحه عن موضوع البطاقات والطلب اليه تسليمها لها.

هذا فيما نفى يوسف خبر استدعائه من استخبارات الجيش واكد انه زاول عمله كالمعتاد أمس تبين ان قائد الجيش العماد جان قهوجي التقاه فعلاً في مكتبه في اليرزة ظهراً، علماً انه سبق ذلك تمنٍ من القيادة العسكرية على يوسف عدم الكشف عن الزيارة وابقائها بعيدة من الاعلام.

الا ان صحيفتين لبنانيتين صادرتين في بيروت صباح اليوم حملتا في صفحتيهما الاوليين خبر اللقاء المذكور من دون معرفة ما اذا كان يوسف سلم العماد قهوجي البطاقات الممغنطة التي هي مفاتيح الغرف المقفلة في الطبقة الثانية من مبنى الاتصالات التي قام فرع المعلومات بحراستها قبل ان يسلم المهمة الى الجيش يوم السبت الماضي.

وفي هذا الاطار علمت quot;إيلافquot; ان الاجتماع الذي عقده قائد الجيش مع مدير عام هيئة quot;أوجيروquot; كان ايجابياً للغاية وسادته أجواء مريحة سأل خلالها المضيف ضيفه ما اذا كان بامكانه الحصول منه على المفاتيح الموجودة بحوزته الخاصة بمقر الشبكة الهاتفية الثالثة فما كان من الأخير إلا ان ابدى تقديره واحترامه للعماد قهوجي، لافتاً الى ان حيازته المفاتيح تمت بناء على قرار من مجلس الوزراء صادر في العام 2007 مبدياً استعداده لتسليمها لأي جهة شرط حصوله على إذن خاص بذلك من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بصفتها أمانة مودعة لديه لا يستطيع التصرف بها إلا على هذا الأساس. وقد ابدى قائد الجيش هنا تفهمه لموقف يوسف متمنياً ان تعود الأمور الى نصابها تحت سقف الدستور والقانون.

وبالعودة الى اليوم الأمني المضطرب أمام وداخل مبنى التخابر الدولي التابع لوزارة الاتصالات علمت quot;إيلافquot; ان اكثر من ثمانين عنصراً من جهاز أمن السفارات الذين تم استحضارهم الى المبنى ينتمون الى الطائفة الشيعية وبينهم ضابط علوي، اما القوة التابعة لفرع المعلومات والتي نفذت عملية الاستيلاء على المبنى فضمت مجموعات من طوائف مختلفة اللافت فيها ان العسكريين من ابناء الطائفة السنية كانوا اقل عدداً من غيرهم فيما كان للعنصر المسيحي حضور كبير خلافاً لما يظن بأن فرع المعلومات يمثل quot;الذراع العسكري السنيquot; لرئيس الحكومة ممثل الطائفة السنية في الحكم كما يصفه اقطاب في 8 آذار.

من هنا يدرك المتابعون كم كان الوضع ليبدو خطراً لو تطور الأمر في ذلك اليوم الى اشتباك بين الجهازين الأمنيين المذكورين في سابقة لم يشهد لبنان مثيلاً لها حتى في زمن الحرب. وهذا ما المح اليه رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط في تصريح له أمس قال فيه : quot;ما حصل في وزارة الاتصالات لم يحدث حتى في اوج الانقسام والحرب العبثية ولا أقول الأهلية، فلم يحدث هذا الأمر في الاسلاك المسلحة من أمن داخلي أو جيش إذ كان هناك حد أدنى من التراتبية والاحترام، آملاً ألا يتكرر ما حصل مرة أخرىquot;.