أدلى أحد أثرى أثرياء بريطانيا باعتراف مدهش، قال فيه إنّه أُمّي، ولم يتمكن مطلقًا من تعلم القراءة جديًا، رغم التحاقه بالمدرسة ورغم محاولاته اليائسة في هذا المجال. فقرر أن يحوّل هذه الإعاقة الفكرية إلى نجاح مادي ملموس.


أندراياس بنايوتو

لندن: يتربّع هذا الرجل على قمة امبراطورية عقارية شخصية جنى من ورائها ثروة تبلغ 400 مليون جنيه (650 مليون دولار). وهي ثروة تضعه في المرتبة 200 على قائمة أثرى الأثرياء البريطانيين.

قد يظن المرء أن هذا المليونير يدفن رأسه بالساعات في دراسة العقود ومتابعة الصحف والتقارير المالية. لكن الواقع أنه بنى امبراطوريته تلك بدون إحدى مستلزمات الحياة الأساسية، وهي القدرة على القراءة.

اسمه أندراياس بنايوتو (45 عامًا)، وهو ابن لمهاجريْن يونانيين استقرا في لندن، ونشأ في شرقها. وتبعًا للصحف البريطانية، التي تداولت قصته على نطاق واسع السبت، فرغم أنه أرسل، كبقية الصبيان إلى المدرسة، وصار خوفه الأكبر هو أن تُطلب منه القراءة بصوت عال في الفصل الدراسي.

ويقول: laquo;كان المعلم يطلب من بعض التلاميذ القراءة جهرًا على البقية. وكنت أصلّي من أجل ألا يأتي دوري.. لكنه أتى كما كان محتملاً له. وفي ذلك اليوم أيقنت أنني عاجز عن فك رموز الطلاسم التي تحملها الصفحة.. يا للعارraquo;.

ويقول إن كل محاولاته تعلم القراءة باءت بالفشل. فصار ينظر الى الكلمات المكتوبة باعتبارها أشكالاً، وليست مجموعة من الحروف التي تؤلّف صوتها الذي يجب أن تلفظ به. وتعلم أن يحفظ هذه الأشكال عن ظهر قلب مثلما تعلم الملاكمة ليعوّض بها عن عجزه عن القراءة. وفي أول فرصة سانحة، هجر المدرسة، وهو في الرابعة عشرة من عمره، وبدون أي شهادة مدرسية من أي نوع.

وبالرغم من فشله الأكاديمي المدوّي، فقد مضى ليظهر موهبة تجارية غير عادية، وهو يعمل لأبيه. فاشترى عقارًا صغيرًا في حي إزلينغتون اللندني، وحوّله الى شقق في البداية، ليصبح أحد أكبر مشاريع العقار المسماة laquo;اشتر لتؤجّرraquo; في بريطانيا. وفي العام 2007 تخلّص من آلاف الشقق التي يملكها ليركّز أعماله على الفنادق.

ولشركته laquo;ذي أبيليتي غروبraquo; (مجموعة القُدرة) سبعة من الفنادق الآن، آخرها laquo;وولدورف أستورياraquo;، الذي كلف تشييده 70 مليون جنيه (قرابة 115 مليون دولار) في سيون بارك في جنوب غرب لندن.

ويقول إنه على وشك أن يطرح للبيع في هامبستيد، أحد أغلى أحياء العاصمة الراقية، ويمكن أن يصبح المنزل الأغلى في بريطانيا، إذ يأمل أن يحصل مقابله على 100 مليون جنيه (162 مليون دولار).

يعيش بنايوتو حاليًا في قرية فخمة، تضم حدائق وبساتين على مساحة 20 فدانًا في منطقة إيبينغ فوريست في شمال شرق لندن، ومن بين ممتلكاته طائرة نفاثة laquo;غالف ستريمraquo; (40 مليون جنيه أو 65 مليون دولار) وطائرتين خفيفتين أخريين، إضافة الى يخت laquo;مانغوستاraquo; (12 مليون جنيه أو 20 مليون دولار).

المدهش في الأمر أن بنايوتو يؤمن بأن كل هذا الثراء الباهر لم يكن ليتسنى له لولا الإعاقة التي منعته من تعلم القراءة. ويقول: laquo;أنا مدين للأمية بكل ما أملك. فلولاها لما صرت مدفوعًا بالرغبة الجارفة في إثبات أنني قادر على تذوق طعم النجاح، وبالنظام الصارم لترويض النفس. وهذا الفخر الذي أشعر به الآن إنما ينبع من إحساسي المبدئي بالفشل والخجل. وبالنسبة إليّ فقد صار العالم كله تحديًا وهو الذي أوصلني إلى مكانتي هذه الآنraquo;.