لندن: تراهن الحكومة البريطانية على استخدام المروحيات العسكرية من طراز اباتشي في تقويض نظام الزعيم الليبي معمر القذافي بعدما لاحظ مراقبون ان 11 اسبوعا من القصف الجوي اخفقت في تنحية العقيد.
وأشارت صحيفة الديلي تلغراف في تقرير حول قرار لندن استخدام المروحيات الى ان وزراء بريطانيين يأملون في المجالس الخاصة بأن تنجح هجمات الاباتشي في اقناع الزعيم الليبي بالرحيل أو دفع اركان نظامه الى تنحيته للنفاذ بجلدهم.
والأكثر من ذلك يبتهل المسؤولون البريطانيون ألا تتمكن قوات القذافي، بضربة حظ، في اسقاط مروحية وبذلك استحضار شبح ما حدث لمروحية بلاك هوك الاميركية حين أُسقطت في الصومال.
ولكن النظام القذافي فقد السيطرة على مناطق ساشعة من ليبيا، والأمن مستتب في بنغازي مهد الانتفاضة حتى ان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ووزير التنمية الدولية اندرو ميتشل تمكنا من زيارة المدينة والتجول في ساحة الحرية والاجتماع مع قادة المعارضة وضحايا نظام القذافي، وكان التحمس للتغيير باديا بين سكان المدينة.
ولكن التقرير يلاحظ أن الخدمات الأساسية ما زالت تتعثر في مناطق الثوار، بما في ذلك توفر 90 سريرا فقط للمرضى في مستشفى ذي 1200 سرير بسبب نقص الكادر الطبي والإمدادات.
كما أن غالبية المدارس ما زالت مغلقة منذ اندلاع الانتفاضة في شباط/فبراير والنفايات تتراكم في الشوارع لأن العمال المهاجرين الذين كانوا يجمعونها هربوا من ليبيا.
وعلى الطريق الى مطار بنغازي تعلن لافتة مهلهلة ان الشعب الليبي لا يحتاج الى تدخل خارجي لانجاز الثورة، ولكن الحقيقة التي يقر بها المسؤولون الاجانب والليبيون على السواء انه ليس قادرا على حسم الموقف دون مساعدة خارجية، بحسب التقرير.
وإذا كان بقاء القذافي حتى الآن مصدر القلق الرئيسي للحكومة البريطانية فان استقرار المجلس الوطني الانتقالي وقدرته هما المصدر الثاني.
والسبب هو الشك في قدرة المجلس على قيادة المرحلة الانتقالية مثلما يشك القادة العسكروين الغربيون في قدرة الثوار على ادارة الجبهة العسكرية.
واعترف هيغ نفسه بأن خطط المعارضة لليبيا ما بعد القذافي ما زالت في مرحلتها quot;الجنينيةquot; وقال ان فرصة ستتاح لهم بعد سقوط الزعيم الليبي quot;لكنها لن تدوم طويلاquot;.
وقالت صحيفة الديلي تلغراف في تقريرها ان الحكومة البريطانية بعد كل ما قدمته للثوار ليست مستعدة للرهان على قدرتهم.
ولهذا السبب لديها الآن بعثة تتألف من نحو 40 دبلوماسيا وخبيرا تنمويا ومستشارا عسكريا في بنغازي.
وبين هؤلاء مسؤولون من وزارة التنمية الدولية يعكفون على تهيئة خيارات لمنع ليبيا من الانهيار بعد القذافي.
وفي أحسن الأحوال سيتمكن المجلس الوطني الانتقالي واطراف ليبية أخرى من الاتفاق على شكل الحكم.
وفي اسوئها سينقسم الثوار ويقتتلون فيما بينهم ومع فلول النظام من أجل السلطة والأرض والموارد.
وهذا الخطر حقيقي حتى ان قوات لحفظ السلام يمكن ان تُنشر لمراقبة الانتقال الى الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة، وبذلك تأكيد القاعدة القائلة ان الحرب لا تُكسب من الجو بل بقوات على الأرض.
ويتساءل الدبلوماسيون الغربيون عما إذا كان الطريق الأقل خطرا في ليبيا هو مجئ حكام عسكريين عل غرار ما حدث في مصر.
ولكن المؤكد أن الحكومة الليبية المقبلة ستضم اعضاء في الحكومة الحالية بصرف النظر عن وعود الغرب بتقديم المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان للعدالة الدولية.
وستضيف أعباء إعادة البناء ضغوطا جديدة على وزير التنمية الدولية البريطاني اندرو ميتشل الذي عليه ان يبين ان ميزانية وزارته الكبيرة تُستخدم لتحقيق هدف عاجل، لذا اغتنم ميتشل فرصة وجوده في بنغازي لحث فريقه على تسريع خططهم، فان القذافي قد يبقى اشهرا أخرى ولكنه يمكن ان يرحل في غضون أيام.
وصدرت أوامر إلى البريطانيين في ليبيا باعداد خطط تغطي كل الاحتمالات.
وتتمثل مهمة البريطانيين في التوثق بأن ما يحدث في ليبيا بعد القذافي لن يكون مماثلا لما حدث في العراق بعد صدام حسين، لا سيما وان القادة البريطانيين لا يعرفون ماذا سيحدث في ليبيا بعد القذافي.
وفي هذا الشأن نقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصدر بريطاني كبير لم تذكر اسمه ان ليبيا quot;ليست دولة حيث يمكن تنحية زعيم وتنصيب آخر مكانه. فالمؤسسات ليست موجودة وستكون العملية طويلة وشاقةquot;.
التعليقات