لا يتوقع مسؤولون يمنيون أن يعود الرئيس صالح إلى البلاد قريباً، خاصة أن إصابته أخطر مما وصفت في البداية، وأنها قد تبقيه خارج البلاد أشهرًا عدة، وهو ما سيؤدي بحسب رؤيتهم إلى قلب نظام الحكم في البلاد.


يمنيون يحتلفون بمغادرة صالح البلاد بعد إصابته

قال مسؤولون يمنيون إن الإصابات التي لحقت بالرئيس علي عبد الله صالح، نتيجة الهجوم الذي تعرّض له يوم الجمعة الماضي، أكثر خطورة مماأُعلن عنه في البداية، وأنها قد تبقيه خارج البلاد أشهرًا عدة. الأمر الذي رأت اليوم صحيفة quot;وول ستريت جورنالquot; الأميركية أنه سيزيد من احتمالية اضطراره إلى تسليم السلطة، بعدما رفض على مدار أشهر مطالب المتظاهرين والنداءات الدولية التي تحثه على الرحيل.

في السياق عينه، نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الولايات المتحدة، التي كانت ترتكز على ولاء صالح في محاربة فرع تنظيم القاعدة في اليمن، بدأت تضغط من أجل مرحلة انتقالية، تقود الوساطة فيها المملكة العربية السعودية، ومن ثم البدء فوراً في إجراء انتخابات ديمقراطية.

لكن الرحيل المحتمل لزعيم عربي آخر في ظل حالة الفوضى، التي اجتاحت أخيراً منطقة الشرق الأوسط، وقلبت أنظمة الحكم الراسخة في تونس ومصر، يفتح الباب أمام اضطرابات قد تزعزع استقرار المنطقة.

ورأت الصحيفة أن الأحداث التي يشهدها اليمن تحديداً تُشكل خطراً كبيراً على الولايات المتحدة، فقد تسمح حالة عدم الاستقرار التي تشهدها البلاد بتوفير مزيد من الأجواء الملائمة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ومن ثم تصبح أكثر رسوخاً. كما قد يُمَهِّد رحيل صالح الساحة لزعماء المعارضة السياسية والقبلية والعسكرية.

وبينما أكد مسؤولون حكوميون في اليمن أن صالح سيعود خلال هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، وأنه يتعافى بصورة جيدة في المملكة العربية السعودية،أشار مسؤولون يمنيون وأميركيون إلى أن صالح تعرض، كما يُعتَقد، لإصابة خطرة في رأسه أو رقبته، وتعرّض لحروق في أكثر من 40 % من جسده، رغم وجود تقارير متضاربة عن خطورة الحروق. وقال دبلوماسي يمني إنه سيحتاج أشهرًا عدةربما كي يتعافى.

ولفت أحد مستشاري صالح إلى أن الرئيس لا يقوى من الناحية الصحية على الإدلاء بأي تصريحات، وقال إن الأطباء السعوديين أخبروه بأنه سيحتاج ست جراحات أخرى خلال الأسابيع المقبلة. وأوضح مسؤول أميركي أن المؤشرات تقول إن الانفجار نتج من قنبلة كانت مخفية داخل المسجد، وليس نتيجة صاروخ تم إطلاقه من الخارج، كما كان يُعتَقد في السابق، وهو ما يثير احتمال أن الهجوم كان عملاً داخلياً.

ونظر خصوم صالح، الذي يحكم البلاد منذ 33 عاماً، إلى رحيله لإحدى المستشفيات العسكرية في الرياض على أنه بداية النهاية. وقد خلقت وضعية صالح الصحية وغيابه عن البلاد ما يعتبرها المسؤولون الأميركيون فرصة لبدء مرحلة انتقالية هناك.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن الولايات المتحدة أكدت على ضرورة بدء تلك المرحلة على الفور خلال محادثات خاصة مع نائب الرئيس، عبد ربه منصور هادي، ومع مسؤولين في المملكة العربية السعودية، التي تحظي بنفوذ كبير في اليمن، وسبق لها أن حثت صالح على التنحي. وتابع هذا المسؤول بقوله quot;ولا يمكنني التنبؤ بطول المدة التي سيقضيها هناك، وما إن كان سيحاول العودة إلى اليمن أم لاquot;.

يشار إلى أن وزارة الدفاع الأميركية quot;البنتاغونquot; علَّقت برنامجها التدريبي لقوات مكافحة الإرهاب الرئيسة في اليمن، وهو ما يعكس تنامي مشاعر القلق لدى واشنطن إزاء الوضع الأمني في البلاد.

وقال متحدث باسم البنتاغون إن الولايات المتحدة تتوقع استئناف برنامجها التدريبي بمجرد أن تتحسن الأوضاع هناك. والخوف، على حد قول محللين، هو حدوث السيناريو الخاص بانهيار وظائف الدولة، ومن ثم تحول البلاد إلى صومال آخر، وتزايد جاذبيته كملاذ آمن للإرهابيين.