أعلنمدعي المحكمة الجنائية الدولية أن لدى المحققين أدلة على أن الزعيم الليبي معمّر القذافي أمر بعمليات اغتصاب جماعية، في وقت أشعلت قوات القذافي جبهة مصراتة في تحدٍّ لضربات الأطلسي. أما الولايات المتحدة فرأتشقوقاً داخل نظامه، الأمر الذي وجدته دليلاً علىتقدم للضغط الدولي.


طرابلس: أعلن مدعي المحكمة الجنائية الدولية الأربعاء أن لدى المحققين أدلة على أن الزعيم الليبي معمّر القذافي أمر بعمليات اغتصاب جماعية، ووزع لهذا الغرض منشطات جنسية على جنوده.

وأوضح لويس مورينو اوكامبو انه قد يطلب توجيه اتهام جديد الى القذافي بناء على هذه المعلومات الجديدة، لافتًا الى انه ينتظر قرارًا من القضاة خلال الايام المقبلة في شأن طلبه اتهام الزعيم الليبي بارتكاب جرائم ضد الانسانية.

وصرح مورينو اوكامبو للصحافيين quot;نتلقى حاليًا معلومات مفادها ان القذافي قرر بنفسه اعمال الاغتصاب هذه وهذا (عنصر) جديدquot;. واضاف انه بناء على هذه المعطيات، فإن مئات من النساء تعرضن للاغتصاب في بعض مناطق ليبيا.

وتابع ان لديه quot;بعض الادلةquot; على ان السلطات الليبية ابتاعت منشطات جنسية من نوع فياغرا ووزعتها على الجنود في إطار سياسة رسمية تشجّع على الاغتصاب.

وقال مورينو اوكامبو ايضًا quot;كانت لدينا شكوك في البداية، لكننا مقتنعون الآن بانه (القذافي) قرر اللجوء الى اعمال الاغتصاب كعقابquot;. واكد ان quot;الاغتصاب شكل جديد من اشكال القمعquot;، مضيفًا quot;نؤكد اليوم ان هناك سياسة اغتصاب في ليبياquot;.

الولايات المتحدة بدأت في رؤية quot;شقوقquot; داخل نظام القذافي

على صعيد آخر، ذكرت وزارة الخارجية الاميركية اليوم ان الولايات المتحدة بدأت في رؤية اولى quot;الشقوقquot; داخل نظام الزعيم الليبي العقيد معمّر القذافي. وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر في تصريح للصحافيين ان الضغط الدولي المتزايد على نظام القذافي بدأ يظهر اشارات على التقدم.

واوضح تونر quot;لقد رأينا بعض المؤشرات على شقوق داخل نظام القذافي وبعض الانشقاقات ورأينا استمرار التضامن في المجتمع الدولي في ما يتعلق بجعل الخيار واضحًا للغاية امام القذافي، وهو أن عليه التنحي جانبًا، والسماح بحدوث انتقال ديمقراطي للسلطةquot;.

على جانب آخر، غادرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الولايات المتحدة لبدء جولة تشمل أربع دول، تبدأها في الامارات العربية المتحدة لحضور اجتماع مجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا، حيث ستبحث خلاله كيفية مساعدة جماعات المعارضة الليبية.

القاصد الرسولي في طرابلس الغرب: مخاوف من انقسام الشعب الليبي

وقال القاصد الرسولي في طرابلس المونسنيور جوفانّي مارتينيللي إن quot;يوم أمس كان رهيبًا بسبب القصفquot;. أما quot;اليوم فالوضع أكثر هدوءًا بكثير والحمد للهquot;.

وفي تصريحات لوكالة quot;فيديسquot; الفاتيكانية للأنباء الأربعاء، أضاف المونسنيور مارتينيللي أن quot;الإطار السياسي العام في البلاد يتسم بالغموض، ونحن في انتظار التطورات والتقدم في مجالي الحوار والسلامquot;، فـquot;مازلت أؤمن بالحوارquot;، مشيرًا إلى أن quot;الشيء الوحيد الذي يخيفني هو الصراع بين الفصائل داخل الشعب الليبيquot;، فإن quot;بدأت بمحاربة بعضها بعضًا سيكون الأمر رهيبًاquot;.

أما في شأن حثّ القذّافي أمس الشعب مرة أخرى على المقاومة، فقد قال المسؤول الفاتيكاني quot;أتذكر سياسيًا غربيًا رفيع المستوى، قال قبل شهر إن سقوط القذّافي مسألة ساعاتquot;، متسائلاً quot;لا أعلم مدى طول هذه الساعاتquot;، مشددًا على أن quot;من يظن أن بإمكانه حلّ كل شيء بالقنابل على خطأ تمامًاquot;.

هذا وقلل القاصد الرسولي في العاصمة الليبية من شأن الأخبار حول الأضرار التي لحقت بالمقبرة الايطالية في طرابلس، بعدما هاجمها مجهولون في الثالث من حزيران/يونيو الجاري، قائلاً quot;لقد قمت بزيارة المقبرة، ورأيت أن القبور لم يتم تدنيسهاquot;، وكذلك quot;مكان الاحتفاظ بعظام الموتى،لا يزال كما هوquot;، وقد quot;اقتصر الأمر على بعض الكتابات على جدران بيت الحارسquot;، وختم بالقول quot;فليشفع لنا أولئك الموتى، لأنهم جميعًا أناس ضحّوا بدمائهم من أجل ليبياquot;.

قوات القذافي تشعل جبهة مصراتة

في سياق آخر، أشعل نظام العقيد معمّر القذافي الاربعاء مجددًا الجبهة في مصراتة بشنّه هجومًا عسكريًا على هذا المعقل الرئيس للثوار في غرب البلاد، في تحدٍّ لضربات الحلف الاطلسي العنيفة على النظام وللعقوبات الدولية والعزلة المتزايدة التي يعانيها.

وفي آخر فصول مسلسل التخلي عن الزعيم الليبي، يلتقي الرئيس السنغالي عبدالله واد الخميس قادة الثوار في معقلهم بنغازي في شرق البلاد، وفق ما اكد الاربعاء مصدر قريب من الرئاسة السنغالية لوكالة فرانس برس.

وهي المرة الاولى التي يتوجّه فيها رئيس دولة اجنبية الى بنغازي منذ بداية الثورة على نظام الزعيم معمر القذافي في شباط/فبراير الفائت.

وكان واد استقبل موفدين من مصطفى عبد الجليل في 19 ايار/مايو في دكار، ثم في باريس في 27 منه، قبل ان يقرر الاعتراف بالمجلس الانتقالي quot;ممثلاً شرعيًا للشعب الليبي، ويسمح له بفتح مكتب تمثيلي في دكارquot;. وخلال استقباله الوفد، عرض واد تنظيم مؤتمر وطني موسع، يكلف إعداد دستور جديد وإجراء انتخابات في ليبيا برعاية الثوار.

في الاثناء، اكد وزراء دفاع دول حلف شمال الاطلسي في اجتماعهم الاربعاء في بروكسل تصميمهم على مواصلة العملية العسكرية في ليبيا حتى تحقيق اهدافها، ودعوا الى الاعداد لمرحلة ما بعد القذافي، معتبرين ان رحيل الزعيم الليبي محتم، رغم اعلانه عزمه على المقاومة حتى النهاية.

لكن القذافي اكد الثلاثاء ان نظامه لن يخضع ابدًا، ولن يهزم، وذلك في تسجيل صوتي بثه التلفزيون الليبي. وقال في حديثه الاول منذ اسابيع عدة، متوجهًا الى التحالف الدولي الذي يطالبه بالرحيل، quot;لن نخضع ابدا، لن تستطيعوا هزيمة شعب مسلح (..) ستثور بنغازي ودرنة وطبرق والبيضا والجبل الاخضر سيكون هناك فدائي تحت كل شجرة في الجبل الاخضر، الى الامام بالزحوف المليوني شرقًا وغرباquot;.

واضاف quot;اتكلم والقصف بجانبي، لكن روحي بيد الله، لا افكر في الموت او الحياة، بل القيام بالواجبquot;. وتأكيدًا على ثباته على موقفه، شنّت قوات القذافي الاربعاء هجومًا على مصراتة، اسفر عن مقتل عشرة ثوار، واصابة 26 اخرين، كما اعلنت مصادر في حركة التمرد لفرانس برس.

وقال حسن المصراتي عضو اللجنة الاعلامية التي انشأها الثوار في مصراتة ان ما بين الفين الى ثلاثة الاف جندي من القوات الحكومية هاجموا ظهر اليوم هذه المدينة الساحلية الكبيرة الخاضعة لسيطرة الثوار، والتي تبعد 200 كلم عن طرابلس شرقًا.

واوضح ان قوات القذافي التي شنّت هجومها من الجنوب والغرب والشرق استخدمت صواريخ غراد والدبابات والمدفعية الثقيلة، لكن الثوار تصدوا لها، ومنعوها من دخول المدينة. ولم تحلق اي طائرة من طائرات الحلف الاطلسي الاربعاء قرب المدينة لوقف تقدم قوات القذافي، كما اكد المصراتي، موضحًا ان المعارك كانت لا تزال مستمرة حتى الساعة 16:00 ت غ.

وقد نجح ثوار مصراتة، الذين تعرضوا للحصار والقصف لمدة شهرين، في كسر الطوق مطلع ايار/مايو الماضي، بل وحققوا نصرًا كبيرًا في 12 من الشهر نفسه بسيطرتهم على مطار المدينة، ما جعل الجزء الاكبر منها بعيدًا عن مرمى القوات الحكومية. ومنذ ذلك الحين توقفت الهجمات على مصراتة.

ولكن بمعزل عن هذا الهجوم، اكد امين عام الحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ان ايام القذافي على رأس البلاد معدودة، وانه بات من المناسب الاستعداد لما بعد الازمة.

وقال quot;حان وقت التخطيط ليوم توقف النزاع. القذافي بات من التاريخquot;، معتبرًا ان للحلف الاطلسي quot;دورًا مهمًاquot; في ليبيا بعد وقف اطلاق النار. واضاف quot;المسألة ليست معرفة ان كان سيرحل (القذافي) بل متى. قد يستغرق الامر اسابيع، لكنه قد يحدث غدًا، وان رحل، فعلى المجتمع الدولي ان يكون مستعدًاquot;.

بدوره قال رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية الاميرال مايكل مولن الاربعاء في القاهرة ان quot;موقف الولايات المتحدة هو ان القذافي يجب ان يرحل (لكن) احدا لا يستطيع تحديد موعد لذلكquot;.

وتابع quot;من وجهة نظر عسكرية، كل ما اراه يشير الى الرغبة في مواصلة تصعيد الضغط لارغام القذافي على الرحيلquot;، مضيفا quot;بطبيعة الحال نتمنى ان نرى هذه النهاية في اسرع وقت ممكنquot;، مؤكدا ان quot;التقدم الحاصل بطيء للغاية .. اعداد متزايدة من اعضاء هذا النظام ينشقون، وبعضهم من العسكريينquot;.

القذافي استقبل عيد مولده الـ 69 على وقع القصف الأعنف

والثلاثاء، تزامن عيد مولد القذافي الـ69 مع عمليات القصف الاعنف التي ينفذها الحلف على طرابلس منذ انطلاق غاراته في 19 اذار/مارس، وقد استهدفت بشكل خاص مقر الزعيم الليبي في باب العزيزية. وتحدث النظام عن مقتل 31 شخصًا في هذه الغارات، وهي حصيلة تعذر على الحلف الاطلسي تأكيدها، رغم تصريح مسؤول فيه لفرانس برس عن quot;الاسف لمقتل اي مدنيينquot;.

وفي زيارة نظمتها السلطات الثلاثاء، لاحظ مراسل فرانس برس ان المجمع السكني الكبير لم يبق منه سوى ركام يتصاعد منه الدخان. واوضح الحلف في تقريره اليومي انه استهدف الثلاثاء خمسة مراكز قيادة في العاصمة الليبية، ومقر آليات ومدفعي مضاد للطائرات ورادارا. من جانبه اعلن مبعوث الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الى ليبيا الاربعاء quot;استعدادهquot; للقاء الزعيم الليبي العقيد معمّر القذافي، بعدما التقى مسوؤلين من المعارضة في بنغازي.

ويقوم مارغيلوف بالزيارة الاولى لمسؤول روسي الى ليبيا منذ بدء الثورة ضد نظام القذافي قبل اكثر من ثلاثة اشهر. وقد طالبت روسيا، التي تعارض تقليديًا اي تدخل والحليف القريب الى ليبيا، صراحة بتنحي القذافي، وعرضت الاضطلاع بدور الوسيط، فيما تشهد الحرب مزيدًا من التأزم.

وقالت باريس الاربعاء ان quot;عددًا متزايدًا من الدول يعتبر ان سقوط النظام بات حتميًا، ويجب من الان التحضير لمستقبل ليبيا من دون القذافي، وهذا ما تجلى بوضوح خصوصًا في موقف الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيزquot;.

وكان ولد عبدالعزيز، الذي يترأس لجنة القادة الافارقة المكلفين ايجاد حل سياسي تفاوضي للنزاع الليبي، قال في مقابلة مع وكالة فرانس برس الثلاثاء انه quot;على كل حال لم يعد بامكان القذافي ان يحكم ليبياquot;.

ويشكل تصريح الرئيس الموريتاني تغيرًا كبيرًا في سياسة الاتحاد الافريقي. وعلى الرغم من ان الاتحاد لم يدع قط علنا الى تخلي القذافي عن السلطة، فان quot;رؤساء دول (لجنة ليبيا) قالوا له في احاديث مباشرة ان عليه ان يرحلquot;، بحسب مصدر دبلوماسي في الاتحاد الافريقي.

واضاف المتحدث الفرنسي ان quot;نظام (معمّر) القذافي فقد كل قدرة على المبادرة، وعزلته تتزايد اكثر فاكثر. الانشقاقات تتوالى داخل النظام، وفي صفوف كبار ضباط الجيش. آلته الحربية ضعفت بشكل كبير، ولكنها لا تزال قادرة على ممارسة العنف ضد السكان المدنيينquot;.

غير ان وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه اعرب الاربعاء عن حذره الشديد لجهة امكانية التوصل الى مخرج سريع للعملية التي يشنّها الحلف الاطلسي في ليبيا، بسبب ما وصفه بـquot;لا عقلانيةquot; القذافي. وقال ان quot;اللاعقلانية التي اتحدث عنها هي لاعقلانية القذافيquot;، مضيفا quot;ان مسيرته غير عقلانية كليا. انه يدرب فرقه، وان انظمته في مازق مطلق، ولهذا اشعر بحذر فطريquot;.

وبحسب المتحدث الفرنسي فان اجتماع ابوظبي، الثالث لمجموعة الاتصال حول ليبيا، والذي تشارك فيه خصوصا وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، سيكون quot;مناسبة لاعادة تأكيد وحدة المجتمع الدولي في اطار قراري مجلس الامن الدولي 1970 و1973quot;.

واضاف ان هذا الاجتماع سيسمح ايضا quot;بتأكيد دعمنا للمجلس الوطني الانتقالي، الذي بات المحاور السياسي الذي لا يمكن للمجتمع الدولي التغاضي عنه (...) وبالتقدم في اتجاه تطبيق عملية سياسية واسعة وشاملةquot; ترسي استقرار هذا البلد على المدى البعيد.

وتأسست مجموعة الاتصال حول ليبيا خلال اجتماع في لندن في 29 آذار/مارس، وهي تضم كل الدول التي تشارك في الحملة العسكرية التي يقودها حلف شمال الاطلسي ضد نظام القذافي. وعشية اجتماع ابوظبي، باتت اسبانيا البلد التاسع الذي يقر بالمجلس الوطني الانتقالي محاورًا شرعيًا وحيدًا عن الشعب الليبي، وذلك خلال زيارة قامت بها وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيث الى بنغازي.

وكانت فرنسا وايطاليا وبريطانيا وقطر وغامبيا والاردن ومالطا اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا لليبيين. والاربعاء ايضا وصل الموفد الخاص للامم المتحدة لليبيا، الاردني عبدالاله الخطيب، الى بنغازي، معقل المتمردين في شرق البلاد، بحسب الثوار الذين لم يقدموا اي تفاصيل اخرى عن مهمة الخطيب، الذي سيلتقي خصوصا محمود جبريل quot;رئيس وزراءquot; المجلس الوطني الانتقالي.

على الصعيد الإنساني، قال المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة انتونيو غوتيريس الاربعاء في ستوكهولم ان جزءًا ضئيلاً لا تزيد نسبته عن 2% من 900 الف لاجئ فروا من النزاع في ليبيا، لجأ الى اوروبا، مشيرا الى ان الغالبية العظمى من اللاجئين هم مهاجرون اجانب يعملون في ليبيا.