كشفت وثائق ان وزير الخزانة في حكومة الظل البريطانية ايد بولز قام بدور أساسي في حياكة مؤامرة لتدمير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.

وقالت صحيفة الديلي تلغراف انها اطلعت على وثائق سرية تكشف ان بولز وزعيم حزب العمال الحالي ايد ميليباند شرعا في التخطيط لشق الحزب بعد اسابيع على الانتخابات العامة في عام 2005 وان تنفيذ المؤامرة التي اطلق عليها اسم quot;مشروع فولفوquot; بدأ في وقت تعرضت لندن الى هجمات ارهابية اوقعت 52 قتيلا في صيف 2005.

واضافت الصحيفة انها اطلعت على رسائل متبادلة بين بلير وخلفه غوردن بروان تكشف الخلاف الاستثنائي الذي كان في قلب حزب العمال.

وتبين الوثائق لأول مرة مشاعر براون تجاه بلير بكلماته وخط يده ، وهي مادة كانت حتى الآن موضع تكهنات وتقارير غير مباشرة من مصادر مجهولة الاسم.

ويجعل براون الذي تولى رئاسة الحكومة من بلير من الواضح بلغة لا تقبل اللبس انه ينظر الى غريمه بوصفه quot;مشوش الذهنquot; ، من الوزن الخفيف ، هوسه بالألاعيب الاعلامية دمر ثقة البريطانيين بالسياسة. واستخدم قضية quot;الأكاذيبquot; المفترضة بشأن حرب العراق في محاولة لدفع بلير الى التنحي في وقت مبكر.

واوعز براون لبولز ، كما تكشف الوثائق ، باعتماد مقاربة quot;لا هوادة فيهاquot; لتطهير حزب العمال من نفوذ بلير.

ويروي بلير في مذكراته التي صدرت نسخة منقحة منها يوم الأربعاء تفاصيل احباطه إزاء سلوك وزير ماليته براون محذرا في احدى المذكرات من quot;ان الانقسام في القمة يهلكناquot;.

وتكشف ملفات ايد بولز أو وثائقه الشخصية التي اطلعت عليها الديلي تلغراف كيف شرع المحيطون ببراون في التآمر لتنحية بلير ابتداء من تموز/يوليو 2005. وتسلط الوثائق ضوء ساطعا ، بحسب الصحيفة ، على دور بولز المركزي في المؤامرة وقيام براون باطلاعه على مذكرات سرية للغاية ارسلها اليه بلير من باب الثقة به.

وتكشف الملفات تفاصيل اجتماعات سرية واستطلاعات عن سياسات بلير وكيف حاول حلفاء بروان تغيير صورته.
ولاحظت صحيفة الديلي تلغراف ان ثلاثة من المتآمرين على حد وصفها يتبؤون الآن مناصب قيادية في حزب العمال هم بولز وميليباند ودوغلاس الكسندر وزير الخارجية في حكومة الظل.

كما تذكر الوثائق اسماء اكثر من 30 شخصا بينهم سياسيون ورجال اعمال وفنانون بوصفهم ضالعين في المؤامرة. ومنح براون غالبيتهم لقب لورد أو مناصب في الحكومة.

وتبين الوثائق ان بولز قام بدور مركزي في محاولة استثنائية لعقد صفقة بين براون وبلير تمكن الأول من تولي رئاسة الحكومة. وفي شباط/فبراير 2006 بعث بلير برسالة سرية غير موقعة يحدد فيها شروطه لإبرام الصفقة المقترحة منها ان يكون براون رجل استمرارية وتغيير واصلاح داخل الحزب وتجديد ديمقراطي وان يعمل ضد التطرف الاسلامي. وحذر في ختام الرسالة من أن صنع القرار سيبقى بيده هو ما دام على رأس الحكومة.

وكتب براون على نسخة رسالة أراها لبولز المفردات quot;ضحلquot; وquot;متذبذبquot; وquot;مشوش الذهنquot; في وصف بلير. ورد الاثنان على شروط بلير بشروطهما. ورفض بلير الشروط منزعجا من وقاحة بولز ، بحسب الديلي تلغراف.
وقام ستة من اقرب رفاق براون بتشكيل فريق صغير لتنفيذ مهمات محددة بينها كسب النواب والنقابات واعضاء الحزب ومعاهد ابحاث الى جانب براون. وطُلب من ساره براون اقناع نساء بارزات في حزب العمال بدعم زوجها.

وكان بولز نفى ضلوعه في اي محاولة تستهدف رفاقه في حزب العمال.