رفع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير النقاب عن أنه تحدث الى الزعيم الليبي معمر القذافي مرتين يوم الجمعة ليرجوه التنحي. وأنكر، في لقاء حصري مع صحيفة quot;تايمزquot;، أن يكون قد انتفع من روابطه الشخصية بآل القذافي.


quot;العقيد القذافي في حالة نكران تام للواقع من حوله ويرفض قبوله باعتباره حقيقة ماثلة للعيانquot;. هذا ما أدلى به رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي كشف أنه تحدث الى الزعيم الليبي مرتين يوم الجمعة الماضي وتوسل اليه أن يتنحى لكنه رفض الرجاء جملة وتفصيلا.

وقال بلير، في لقاء حصري مع صحيفة quot;تايمزquot; البريطانية إن الزعيم الليبي مصمم على البقاء حاكما للبلاد الى حين مماته. وأضاف أنه تحدث الى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قبل اتصاله بالقذافي وأنه ظل يبذل في الآونة الأخيرة مساعي حثيثة لوقف حمام الدم في ليبيا، باعتبار روابطه بالزعيم الليبي وأيضا بصفته الرسمية كمبعوث الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا الخاص الى الشرق الأوسط.

وسألته الصحيفة عن مشاعره إزاء ما يحدث هناك وما إن كان الوضع قد هزّه فقال: quot;بالطبع، الأحداث الليبية تصدم الجميع. لا بد من وضع حد لهذاquot;. ويذكر أن بلير يُعتبر الزعيم الغربي الذي أعاد الزعيم الليبي الى الحظيرة الدولية بعد زيارته الشهيرة له ومعانقته قبل سبع سنوات.

وردا على سؤاله عن سبب تلك الزيارة قال رئيس الوزراء السابق: quot;كان ذلك، في ما رأينا، هو القرار الصائب. أردنا معرفة ما إن كان الليبيون على استعداد لتغيير سياساتهم في وقت كانت فيه بلادهم بين أكبر الهموم الدولية. لم يكن لنا بد من التحرك في ذلك الاتجاهquot;.

ورفض بلير الرد على سؤال يتعلق بما إن كانت حكومة اسكتلندا العمّالية قد اتخذت القرار الصحيح في 2009 بإطلاقها سراح عبد الباسط المقراحي، المُدان بتفجير طائرة quot;بان آمquot; الأميركية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية في 1988، على أسس صحيّة. لكن بلير قال إنه شخصيا لا يعتقد بصحة استخدام اتفاق نقل المساجين للإفراج عن المقراحي.

وقال إنه تعمّد الحفاظ على روابطه بالقذافي الذي التقى به في خيمته الصحراوية العام 2004. ورغم أن آل القذافي يقولون إنه quot;صديق للعائلةquot; فقد نفى هو أن يكون قد انتفع شخصيا من هذه الصداقة. وقال إنه أخبر العقيد في محادثتيه معه يوم الجمعة بضرورة تنحيه والسماح بتشكيل حكومة انتقالية الى حين إجراء انتخابات عامة.

ويذكر أن رئيس الوزراء البريطاني الحالي، ديفيد كامرون، صرح بالشيء نفسه مساء الأحد بقوله إن على القذافي quot;الرحيل.. والرحيل الآنquot;. وقالت quot;تايمزquot; إنها علمت من مصادر أخرى أن العقيد أخبر بلير في محادثتي الجمعة بأن تنظيم quot;القاعدةquot; هو الذي يقف وراء المظاهرات الساعية لإسقاطه.