تعددت الروايات في كيفية الهجوم على مسجد النهدين بالقصر الرئاسي اليمني، وهل كانت أطرافا خارجية أو داخلية شقت الصف للخروج على صالح الذي يقود جمهوريته منذ ستة أشهر على صفيح ساخن، في ظل تساؤلات عن غياب وزير خارجية اليمن عن الصلاة مع صالح.


الرياض: إلى الجنوب كذلك؛ للتفتيش عن السؤال الأهم بعد أسبوع على حادثة مسجد النهدين التي طالت رئيس الجمهورية quot;المعلقquot; علي عبدالله صالح وأرسله إلى العاصمة السعودية الرياض لتلقي العلاج وسط تكهنات بسوء حالته جالت خلال الأيام الماضية.

التفجير في مسجد النهدين

عودة إلى يوم الجمعة الثالث من حزيران/يونيو الذي غاب فيه الرئيس اليمني صالح عن إلقاء خطبه في ساحة السبعين، هل كانت الأسلحة التي ألقيت على مسجده في قصر الرئاسة جاهزة منذ شهر؟ وهل كان quot;الأحمرquot; زعيم قبائل حاشد فعلا وراء الهجوم كما أتهمه صالح؟ ولماذا كان وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي الوحيد من نظام صالح الغائب عن المسجد الرئاسي؟.

التأخر في صياغة الموضوع كانت لحتمية التواصل مع من يعيشون وسط الرياح القبلية والشبابية في أرض اليمن التي تطمح من صالح المغادرة، رغم وجوده بعيدا عنهم بألفي كيلو مترا، إلا أن اليمنيين لا يعلمون حتى اللحظة من يقود دولتهم، رغم إيمانهم أن صالح خلف صالحا آخر.

صحفي يمني يعيش في المنفى قال لـquot;إيلافquot; إن الرئيس صالح كان ضحية مؤامرة من داخل نظامه، أرادت اغتياله معتبرا أن صالح لم يكن يعلم بما يجري من دسائس تحاك له، كان quot;لطول عمره دور في أن يعود لهم صالحا جديداquot;.

وقال الصحفي الذي يرفض الحديث كثيرا عن صالح كرفضه ذكره لاسمه، إن صالح ومنذ بداية الربيع العربي بات في حكم المغادر لكن ظروف الوقت هي التي أهدت له طول البقاء حتى اللحظة.

وعن غياب ركن من أهم أركان الرئيس صالح، وهو وزير الخارجية أبو بكر القربي، بين ان اليمن كلها في صراع على رحيل صالح، معتبرا أن ابن البيضاء (القربي) وإن كان وفيا مع صالح في فترات كثيرة؛ إلا أنه يظل وفيا أكثر لجذوره، إذ أنه ليس من الدائرة الضيقة المحيطة به،مفصلا أن الحديث عن القربي أنه صاحب بعد نظر استراتيجي، على الرغم من تخصصه الصيدلي الذي لا يمت لعمليات الدبلوماسية بصلة.

وأضاف أنه من مقره الحالي في المنفى، أجرى التساؤل ذاته نحو صنعاء عن سر غياب أبو بكر عن صاحبه، إلا أن الخبر جاءه بصيغة مختلفة أزالت نوعا من الغموض، إذ أن القربي لم يعتد الصلاة مع صالح في مسجده بيوم الجمعة بقصر صالح الرئاسي.

التساؤل القادم طرحته quot;إيلافquot; لتعرف هل فتحت خطب الجمعة بساحة السبعين التي كان يخطب فيها الرئيس صالح أمام أنصاره، المجال أن تكون القوى المجهولة حتى اللحظة في تدبير خطة الهجوم على المسجد بدقة الترصد؟.

قال رادا على التساؤل إن اليمن ليست مستثناة عن الدول الأخرى التي تحكمها الأنظمة العسكرية، ففي صفوفها يختبئ دائما الجواسيس والخونة وفق وصفه، مشيرا أنه لا يتهم أحدا بعينه لكنه يؤمن أن الغدر كان من خندق الرئيس ومعاونيه.

وعن quot;حاشدquot; قال متأسفا؛ إن القبيلة اليمنية الكبرى كانت السبب في إرسال الثورة الشبابية بعيدا عن منحاها في النسختين التونسية والمصرية، مع علمه أن للقبيلة في بلاده الدور الأكبر في قيادة التغيير quot;وطرد صالحquot;.

وتحدث الصحفي المخضرم في حديثه بإسهاب عن الزعيم صادق الأحمر، وقال مطلقا تساؤله quot;تخيل أن صادق الأحمر صار رئيسا لليمن؟quot;. لماذا وإن أصبح صادق رئيسا، فماذا سيكون؟ قال إن اليمن لا تريد من القبائل شيئا، تريد ابنا يخرج من رحم الشباب، يفهم ما يريدونه ويخططون إليه، وما يطمحون فيه لتكون اليمن منارة العرب وأرضها الثقافية والسياسية الحكيمة حسب كلامه المتفاخر ببلده.

مستشفى القوات المسلحة في الرياض

وختم الصحفي حديثه الهاتفي لـquot;إيلافquot; أن تنظيم quot;القاعدةquot; هو التنظيم الذي يريد ترتيب خططه في أرض وجدها ملاذا ومقرا جيدا في القيادة والتنفيذ، مضيفا أن quot;القاعدةquot; لا تزال تنمو في اليمن وستكون اليمن هي المقر القادم للتنظيم، إلا في حالات التدخل الأجنبي على الغرار الأميركي بباكستان، مع اعترافه أن ذلك مستحيلا خلال الفترة القادمة. وعلى ذات الصلة في تطور لوضع الرئيس اليمني أكد مصادر إعلامية أن الرئيس علي صالح الذي يقضي أيامه العلاجية التي ربما تطول، في وضع quot;صحي سيّئquot;، مؤكدة التقارير أن صالح يعاني من تفاقم صحي في الرئة والصدر حيث تعرض لشظية قبيل أسبوع في هجوم quot;النهدينquot;.

وتتعدد الروايات حول صحة صالح، وهل تجاوز مرحلة الخطورة، مع تكتيم إعلامي من داخل البرج الطبي بمستشفى القوات المسلحة بالرياض، الذي أكد في وقت ماضي أن صالح أجرى عملية جراحية تجميلية، سبقها عملية إزالة الشظية.

ومن الداخل اليمني ومع تجدد المواجهات بين الجيش اليمني وتنظيم quot;القاعدةquot;، لا يزال اليمنيون في حيرة حول من يقود بلادهم، هل هو نجل صالح، أم عمه، أم نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، مع إيمان تام وإجماع دولي أن الأخير هو الرئيس وفق ما ينص عليه الدستور اليمني. إلا أن هنالك صفا آخرا يعتبر أن صالح باقي مادام أنه خلف مكانه ابنه الذي يخطو برسم والده.