تعتزم جماعات معارضة سورية إطلاق موجة جديدة من الاحتجاجات في عواصم عربية للمطالبة بتنحّي الأسد، بتعبئة الغضب الدولي والعربي ضد حملة القمع ضد المتظاهرين. ويأمل نشطاء سوريون في القاهرة بدعمالحراك الحزبي والمدني والشعبي المصري، فيما استغرب البعض عدم إصدار مصر تنديداً لما يجري.
لاجئون سوريون في تركيا هربوا من أعمال العنف في بلادهم |
بهية مارديني، عبد الاله مجيد: يلتقي ناشطون سوريون رئيس حزب الوفد المصري السيد بدوي اليوم، ويندرج هذا النشاط ضمن نشاطات يقوم بها ناشطون سوريون في القاهرة لدعم الثورة السورية مؤكدين لـquot;ايلافquot; أنه لا أحد يقبل أن يموت سوري واحد من أجل أن يستمر ديكتاتور في الحكم .
وقال الناشط السياسي السوري سلام الشواف لـquot;ايلافquot; إنّ هدفنا quot;هو الحراك الحزبي والمدني والشعبي المصري، وتنظيم مؤتمر صحافي يدعو اليه حزب الوفد كما سيدعو معظم الأحزاب المصرية الوطنية لدعم الثورة في سورياquot;.
واعتبر الشواف quot;أنّ الموقف المصري الشعبي موقف مؤثر وداعم للثورة السوريةquot;، وقال quot;وسط هذه الظروف فالمجلس العسكري لن يأخذ أي قرار ضد سوريا لذلك الحراك الشعبي والمدني هو المهم الآن لدعم الثورة السوريةquot;.
وعن كيفية ايصال صوت النشاط السوري في الخارج نحو الداخل قال quot;في المقام الاول نعمل إعلاميا وعلى الأرض وعبر الاتصالات الشخصيةquot; .
ورأى quot;أن التجاوب المصري جيد رغم أن مصر تحت وطأة ظروف اقتصادية اضافة الى الثورة المضادة، ولكن إخلاص الشعب المصري تجاه القضية الوطنية منقطع النظيرquot;، وشدد على أن لا أحد يقبل ان يموت سوري واحد من اجل ان يحكم ديكتاتورquot; .
وشكّل الوفد من سلام الشواف ونوفل الدواليبي وأديب الشيشكلي وعلي التركاوي ومحمد خير وفراس تميم .
من جانبه تساءل الناشط السياسي السوري فراس تميم في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; لماذا الحكومة المصرية والأحزاب quot;لم تصدر تنديدا حول ما يجري في سوريا؟، ولماذا الأحداث في سوريا لاتتصدر الصفحات الاولى ؟quot;، معتبرا أنquot;هناك تقصيرا و الدم السوري دم رخيص ولم نتوقع هذا من المصريين ؟quot;.
وأوضح تميم quot;أن حزب الوفد شرح وجهة نظره للسوريينquot;، وأشاروا الى quot;أنه في ظل ما يجري في مصر وخاصة في ظل الظروف الحالية وحزب الوفد أول من ساعد الثورة الليبية، وسيدعو حزب الوفد الى مؤتمر صحافي يدعو شخصيات من مختلف الأطياف السورية والمصرية وهي دعوة مصرية بحتة، وسيصدر بيانا يطالبون بطرد السفير السوري من مصر ودعم الثورة والحراك الشعبي في سوريا والاعتراف به، وهذا سيكون أمرا رائعا، فالأحزاب غالبية شعبية وسيكون هذا اعترافا من الحراك في مصرquot; .
الأكراد يؤكدون استمرارهم في الإحتجاج
الى ذلك، قال شلال كدو القيادي في الحزب اليساري الكردي في سوريا في تصريح خاص بـ quot;ايلافquot; إنه تم لصق بيان رقم 2 في شوارع قامشلو باسم حركة الشباب العربي الأحرار (2) بتاريخ 12-6-2011، ويحذر فيها المتظاهرين الكرد والعرب والآشوريين من التظاهر والهتاف ويقولون لن نسكت بعد اليوم على أفعالكم أي ( التظاهر ) وبأن صبرهم بدأ ينفذ، ويقولون إنه يجب وضع حد لهذا التظاهر السلمي، ويتهمون المتظاهرين العزل السلميين المنادين بالحرية بإثارة الفوضى.
واعتبر كدو quot;أنه مما لا شك ان هذا البيان وكذلك بيان رقم واحد أيضاً ليس الا رسائل تهديدية من قبل النظام وأجهزته الامنية لتخويف الكرد وبالتالي عدم خروجهم في التظاهرات في محاولة يائسة منه لإحداث شرخ بين الشارع الكردي وغيره من اطياف الشعب السوري، لكن لن يرضخ الشعب الكردي في سائر المدن الكردية لهذه التهديدات وانه سوف يستمر في الاحتجاج حتى تحقيق مطالبه اسوة بأشقائه السوريين في سائر أنحاء الوطنquot; .
السيناريوهات ما زالت مفتوحة في سوريا
من جانب آخر لفت كدو quot;أنه مع استمرار النظام السوري في التعامل الأمني والقمعي مع الاحتجاجات في العديد من المدن والبلدات السورية، يزداد يوماً بعد يوم ترجيح سيناريو التدخل الاقليمي، والذي بات مطروحاً بقوة على بساط البحث اقليمياً ودولياً، بالتوازي مع آلة القمع والقتل السورية المستخدمة ضد المتظاهرين العزل على نطاق واسع، وفي اغلب المناطقquot;.
وقال quot;في هذا الاطار، فإن استخدام الطائرات والدبابات لتفريق المتظاهرين، لا يؤدي بحال من الاحوال الى إخماد الاحتجاجات الشعبية العارمة المطالبة بتغيير النظام، لا بل تتسع رقعتها الجغرافية اسبوعاً بعد آخر، ويؤدي الى هروب الآلاف من الاطفال والنساء والشيوخ صوب الدول المجاورة، وبالتالي تشرع الابواب امام احتمالات كثيرة، من بينها استجلاب التدخل الخارجيquot;.
وأضاف كدوquot; من شأن ازدياد عدد النازحين من سوريا الى البلدان المجاورة، ان تدفع العالم العربي من خلال جامعة الدول العربية التي خرجت عن صمتها مؤخراً، وكذلك المجتمع الدولي عبر مجلس الامن، الى اتخاذ مواقف أكثر جرأة وحسماً، لوقف حمامات الدم في شوارع المدن السورية، فضلاً عن اتخاذ اجراءات لوقف تدفق سيل اللاجئينquot;.
وفي هذا السياق، قال quot;إن هنالك في الافق ما يشير الى حصول تركيا على ضوء اخضر اميركي، للامساك بالملف السوري ومعالجته بكل السبل المتاحة، بما فيه الوسائل العسكرية، حيث هنالك تقارير تقول إن تركيا تستعد لاقامة مناطق آمنة داخل الاراضي السورية، لايواء موجات النزوح الجماعية المتوقعة للسكان في حال استمرار الوضع على هذا المنوال.
ورأى أنه quot;يأتي اهتمام تركيا المتزايد بالملف السوري، نظراً للتشابك والتداخل الاجتماعي بين السكان على جانبي الحدود، الذي يبلغ اكثر من ثمانمائة كيلومتر، والذي يبدأ شرقاً من اقصى مناطق كردستان سوريا، وينتهي غرباً عند شواطئ البحر الابيض المتوسط، اضافة الى تقاسم البلدين الهم الكردي وكذلك التركيبة الطائفية والاثنية السورية، التي لها امتدادات داخل تركياquot;.
وأشار الىquot; انتماء السكان الى القومية الكردية في غالبية المناطق على ضفتي الحدود، المزروعة من الجانب التركي بالالغام الارضية منذ بدايات القرن الماضي، حين تمزيق موطن الكرد الى اربعة اجزاء، ما يحفّز تركيا اكثر فأكثر على التدخل، نظراً لحساسيتها المفرطة تجاه القضية الكردية، ليس في كردستان الشمالية وحدها، بل في اجزاء كردستان الاخرى أيضاًquot;.
موجة من الإحتجاجات في عواصم عربية مختلفة
وتعتزم جماعات معارضة سورية اطلاق موجة جديدة من الاحتجاجات في عواصم عربية مختلفة للمطالبة بتنحّي الرئيس بشار الأسد بتعبئة الغضب الدولي والعربي على حملة القمع ضد المتظاهرين.
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الناشط السوري المعروف وسام طريف انه من المقرر ان تنطلق الاحتجاجات في الاسبوع الأول من تموز/يوليو على أمل اقناع حكومات عربية بالضغط على النظام.
في هذه الأثناء، بدأ لاجئون في مخيمات داخل الأراضي السورية قرب الحدود التركية تشكيل لجان شعبية في مواجهة الحملات الانتقامية التي تشنّها قوات النظام السوري ضد المحتجين.
وستقوم اللجان الشعبية، التي تضم كل واحدة منها 10 اعضاء، بتسيير دوريات في التلال المحيطة بالمخيمات لرصد قناصة الجيش وقواته.
ولاحظ مراقبون ان هذه الخطوة تثير مخاوف النظام من نجاح جماعات معارضة في اكتساب موطئ قدم لتحركها في العمق. ويشير المراقبون الى ان الانتفاضة السورية، في الوقت الذي لم تتكلل بإسقاط رأس النظام، ولم تسفر عن تقسيم سوريا، كما في ليبيا فانها اصابت البلد بالشلل.
وكانت الفرقة الرابعة المرهوبة بقيادة شقيق الرئيس ماهر الأسد أخمدت موجات متعاقبة من الاحتجاجات في مدن متعددة، لكن الاحتجاجات كانت تندلع من جديد بعد رحيل قوات الجيش.
ويتهم ناشطون سوريون روسيا والصين بمعارضة اصدار قرارات دولية تشدد الضغط على النظام، والجامعة العربية التي تخلفت عن ادانة حملاته مثلما فعلت مع ليبيا.
وقال طريف مدير منظمة quot;انسانquot; الحقوقية، التي يوجد مقرها في جنيف، ان المعارضة تعتمد الآن مقاربة جديدة تجمع بين التحركات الدبلوماسية تجاه روسيا، التي لا تريد ان تفقد نفوذها الاستراتيجي في سوريا من جهة، وتشديد الضغط على الدول العربية من الجهة الأخرى.
واضاف الناشط السوري ان الاحتجاجات في العواصم العربية ستشجع اولئك الذين ما زالوا يحاولون بناء معارضة في سوريا نفسها. وأكد انها ستقول للسوريين ان الشارع العربي معهم.
ويبدو ان احداث جسر الشغور التي دخلها الجيش لسحق الاحتجاجات كان لها بعض الأثر في الجامعة العربية. وظهر هذا في مشاعر القلق والغضب التي اعرب عنها الأمين العام عمرو موسى قائلاً ان استمرار الوضع الراهن في سوريا قد يؤدي الى ما لا تُحمد عقباه.
لكن قوات الجيش واصلت عملياتها متسببة بدفع مزيد من السوريين الى النزوح باتجاه الحدود التركية. وقال افراد في الميليشيات الجديدة التي شُكلت في مناطق النزوح، حيث تسيِّر دوريات بسيارات جيب، كتبت عليها عبارة quot;الله أكبرquot;، انها اعترضت مجموعة من قناصة الجيش، ولكنهم نفوا ان يكونوا quot;عصابات مسلحةquot; كما يقول النظام.
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن احد الشباب من افراد هذه الدوريات ان المنطقة تعجّ بالخنازير البرية، ولكنهم لا يستطيعون قتلها، لأنهم لا يملكون اسلحة.
المعارضة تواصل في لندن جهودها لتشكيل جبهة موحدة بين المنفى والداخل
ويضاعف المعارضون السوريون في المنفى نشاطاتهم الهادفة الى اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد. فبعد لقاء مصغر هذا الاسبوع في لندن سيرسلون وفدا غدا الجمعة الى موسكو ويعقدون اجتماعا قريبا في الولايات المتحدة بعد مؤتمري انطاليا وبروكسل.
ورأى نجيب غضبان الاستاذ في جامعة اركنسو في الولايات المتحدة وصاحب عدة كتب مرجعية ان هناك quot;تكاملاquot; بين المعارضين في المنفى والمحتجين الذين يواصلون التظاهر داخل سوريا رغم حصيلة قدرت ب1200 قتيل خلال ثلاثة اشهر.
ووصف غضبان الدور الذي يلعبه بانه quot;مثير للاضطرابات لنظام الاسدquot;.
وليس هناك في المرحلة الراهنة هيكليات او قائد معروف للاحتجاجات او برنامج مشترك.
وقد برر غضبان ذلك موضحا انه بعد سنوات من نظام الحزب الواحد quot;لن ننصف المعارضة ان انتظرنا منها ان تكون موحدةquot;، مضيفا quot;الثورة هي أولا شأن الشبابquot; المحتجين في سوريا والذين سيكون تحركهم حاسما.
وقال اسامة منجد (31 عاما) احد مسؤولي quot;حركة العدالة والبناء في سوريا ومقرها في لندن quot;ليس من الممكن الرجوع الى الخلف. نشهد اليوم انتفاضة شعبيةquot;.
وقال لفرانس برس وعلى وجهه ابتسامة عريضة انه طبق في تحركاته حاليا رسالة الماجستير التي اعدها وموضوعها quot;دور الانترنت والتقنيات الجديدة في الثورات اللاعنفيةquot;.
وقد قام مع اخرين بإدخال هواتف ذكية واجهزة مودم للاتصال بالانترنت الى سوريا للالتفاف على الرقابة التي يفرضها quot;نظام ما زال يفكر بذهنية الحرب الباردةquot;.
ولفت رضوان زيادة الاستاذ في هارفرد الذي كان من محركي quot;ربيع دمشقquot; الاول عام 2000 قبل ان يرغم على الخروج الى المنفى انه خلافا للجيش المصري، منع الجيش السوري اي تجمع quot;على غرار ميدان التحريرquot; في القاهرة، مركز الثورة المصرية التي اطاحت الرئيس حسني مبارك في شباط/فبراير.
وادلى غضبان ومنجد وزياده هذا الاسبوع بشهاداتهم امام المعهد الملكي للشؤون الخارجية المرموق في لندن.
واقر هؤلاء quot;الناشطونquot; الثلاثة النافذون بان المعارضة مزيج متباين.
لكنهم شددوا على اهمية الخطوة التي تمت مطلع حزيران/يونيو في انطاليا بتركيا حيث عقد quot;المؤتمر السوري للتغييرquot; بمشاركة حوالى 300 مندوب من توجهات وانتماءات مختلفة بينهم اعيان عشائر واكراد واخوان مسلمون.
ودعا هذا المؤتمر الرئيس السوري بشار الاسد الى quot;الاستقالة الفوريةquot; ورفض التدخل الاجنبي ودعا الى انتخابات حرة وشكل هيئة استشارية تضم 31 عضوا.
وقال زياده quot;بعد انطاليا، امام المعارضة فرص اكبر لتوحيد صفوفهاquot;.
وفي اعقاب ذلك عقد مئتا معارض مؤتمرا في بروكسل اعلنوا خلاله quot;تشكيل لجنة حقوقية للتعاطي مع الملف الحقوقي والقانوني وانتهاكات حقوق الانسان (...) والعمل الفوري على نقل الملف السوري لمحكمة الجنايات الدوليةquot;.
غير ان منجد اقر بانه quot;من الواضح ان الضغوط الدولية غير كافيةquot;، مشيرا بخيبة امل الى تعثر مسودة قرار في الامم المتحدة تدين القمع في سوريا.
غير ان المعارضة تعول كثيرا على إرسال وفد قريبا الى موسكو السند التقليدي لدمشق. وقال منجد بهذا الصدد quot;انها سابقة في تاريخ العلاقات الروسية السوريةquot;.
واعلن من جهة اخرى عن quot;عقد مؤتمر كبير قريبا في الامم المتحدةquot;.
وعلى الرغم من النشاط الكبير الذي يقوم به المعارضون، ما زالت الاتصالات في مراحلها الاولى. وقال منجد quot;نتباحث مع حكوماتquot; بينها وزارة الخارجية الاميركية، غير ان المعارضة السورية لم تحظ بعد بالاعتراف الذي حصلت عليه المعارضة الليبية.
وختم زياده ان quot;الجيش هو الذي سيعطي الحلquot; مشيرا الى انه في الوقت الحاضر quot;لا خيار امام الجنود، اما ان يقتلوا او ان يتم قتلهمquot;.
واضاف منجد quot;نأمل ان يتخذ (الجيش) في نهاية الامر القرار التاريخي بالوقوف الى جانب الشعبquot;.
التعليقات