لاجئون سوريون في مخيم للاجئين عند الحدود التركية أمس

يتواصل قمع القوات السورية للمتظاهرين بشتى الأشكال، فيما يواصل الآلاف فرارهم إلى تركيا، التي تشعر بحالة من الغضب جراء القمع العنيف للمتظاهرين، وقد التقى رئيس الوزراء التركي أمس مع مبعوث خاص للرئيس السوري بشار الأسد.


أصبح دوي الطلقات النارية في البلدات والمدن السورية أمرًا معتادًا تمامًا مثل هدير أبواق السيارات في الشوارع، في وقت يتواصل فيه الانتشار المكثف لقوات الأمن.

لكن وعلى الرغم من العنف، زادت المقاومة شراسة، كما زاد المحتجون إصرارًا وغضبًا على حكومة لا تمنحهم أي أمل.

وتقول صحيفة الغارديان البريطانية إن موجة الغضب في سوريا يقودها فتيان من الشعب انسدت الأبواب في وجوههم، لكن ذلك لا يعني أن أطراف المجتمع السوري الأخرى تقف مكتوفة الأيدي.
فوراء هؤلاء الشبان والشابات شبكة من الأقارب والمعارف، تقدم الدعم إذا لم تشارك قدر المستطاع.

فهذا أبو أحمد من حمص، لا يقف إلى جانب ابنه في المظاهرات اليومية التي يخوضها وحسب، بل بادر إلى تشكيل لجنة في الحي، مهمتها تنظيم هذه المظاهرات العفوية، والتنسيق مع باقي أحياء المدينة، وفقًا لما نقله موقع quot;بي بي سيquot; عن صحيفة الغارديان.

ويقول أبو أحمد، وهو لقب مستعار، للصحيفة: quot;عندما أظهرنا أن لدينا خطة، أقبل علينا عدد متزايد من الناس، ومن بينهم الأطباء والأساتذة. إن العنف لا يشجّع العديد على الخروج، لكنه لم يقوّض الحركة الاحتجاجيةquot;.

ولا تتوقف مظاهر التكافل عند هذا الحد. اذ يورد التقرير معلومات عن عدد من الأثرياء يقدمون الدعم المالي للمتضررين من جراء موجة الاحتجاجات في سورية.

كما يتحدث عن أطباء يقيمون مستشفيات ميدانية لتقديم المساعدات الأولية للجرحى، وعن نساء يسهرن على طبع منشورات وتوزيعها لتنظيم احتجاجات قصيرة المدى للإفلات من قوات الأمن، وعن سكان مجهولين فتحوا أبواب بيوتهم للهاربين من متعقبيهم من تلك القوات.

كي مون: يدعو لإجراء إصلاحات قبل فوات الأوان
وقد حضّ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء الرئيس السوري بشار الاسد على quot;اجراء اصلاحات الان قبل فوات الاوانquot;، وذلك بعد ثلاثة اشهر على بدء الاحتجاجات ضد النظام السوري.
وقال بان كي مون خلال زيارة الى الاوروغواي، المحطة ما قبل الاخيرة في جولة يقوم بها في اميركا الجنوبية، quot;ما زلت قلقا جدا ازاء الوضع في سورياquot;.

واضاف quot;مرة جديدة، احثّ الرئيس السوري الاسد وسلطاته على حماية شعبهم واحترام حقوقه والاصغاء الى مطالبه وتطلعاته وتحدياته وتوفير الظروف لعودة اللاجئين وتطبيق اصلاحات الان قبل فوات الاوانquot;.

واسفرت عملية قمع المتظاهرين ضد النظام السوري عن مقتل 1200 شخص واعتقال حوالي عشرة الاف اخرين، حسب منظمات غير حكومية والامم المتحدة، إضافة الى نزوح اكثر من 8500 سوري الى تركيا وخمسة الاف اخرين الى لبنان.

أنقرة غاضبة على الأسد
من جهة ثانية، عقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء اجتماع quot;ازمةquot; مع مبعوث للرئيس السوري بشار الاسد، الذي يزور انقرة حاليا، للبحث في الازمة التي تواجهها سورية منذ ثلاثة اشهر وما رافقها من قتل للمئات واعتقال الالاف ومحاصرة العديد من المدن من قبل قوات الامن السورية.

واستغرق اجتماع المبعوث، حسن تركماني، مع اردوغان قرابة ثلاث ساعات، عبّر فيه الاخير عن نفاد صبر انقرة من اساليب القمع التي تتبعها الحكومة السورية ضد المحتجين، وبطء وتيرة الاصلاحات، وتفاقم الاوضاع الانسانية.

وعلى الرغم من عدم ظهور بيان حول الاجتماع، الا ان اردوغان سبق ان قال انه سيتحدث مع الاسد quot;بلغة صارمة وقويةquot; بعد الانتخابات التركية التي انتهت الاحد الماضي.

وسعت انقرة منذ اندلاع الاحتجاجات الى تشجيع دمشق على المباشرة باصلاحات سياسية سريعة وواسعة لتجنب تصاعد الاحتجاجات، لكن المساعي التركية فشلت توترت العلاقات بين الجارين الى حد كبير مع تصعيد الحكومة السورية من اعمال قمع التظاهرات، حيث وصفت تركيا تعامل قوات الامن مع التظاهرات بانه quot;وحشيquot;.

كما ادت العمليات العسكرية للجيش السوري في محافظة ادلب، وخاصة في بلدة جسر الشغور، الى فرار نحو 8500 سوري الى تركيا.

وقام وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بزيارة الى مخيم اللاجئين السوريين في لواء الاسكندرون قرب الحدود السورية، حيث تجمع النساء والاطفال والرجال حوله وهم يهتفون للحرية وباسم اردوغان.

وصرح داود اوغلو للصحافيين quot;ساتحدث مع تركماني الخميس بكل صراحة عما شاهدته وسمعته، حيث نواجه ازمة انسانية وتطورات مثيرة للقلقquot;.

من جانبه اعلن تركماني قبل لقاء اردوغان ان النازحين السوريين سيبقون لفترة قصيرة في تركيا وسوف يعودون قريبًا الى بيوتهم.

جاءت زيارة تركماني بناء على طلب الاسد خلال اتصال الأخير بأردوغان لتهنئته بفوز حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، والذي يتزعمه اردوغان بفترة حكم ثالثة.