عمرو موسى وفي الإطار يوسف أحمد |
أثار طلب الأمين العام لجامعة الدول العربية المنتهية ولايته عمرو موسى بحث الأوضاع في سوريا حفيظة دمشق حيث قال مندوب سوريا لدى الجامعة السفير يوسف أحمد لـ quot;إيلافquot; إنها ليست المرة الأولى التي يقدم فيهاموسى على إقحام الشأن السوري في اجتماعات الجامعة معتبراً أن موقفه هو quot;إذعان لمطالب وضغوط أميركية وبريطانية وفرنسيةquot;.
ينهي الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عهده الطويل في الجامعة بخلاف محتدم مع دمشق أثاره طلبه بحث الأوضاع في سوريا خلال انعقاد جلسة للجامعة على مستوى المندوبين الاسبوع الماضي الأمر الذي انتفض له مندوب سوريا لدى الجامعة السفير يوسف أحمد رافضاً هذا الطرح متهماَ موسى باختياره quot;توقيتاً مريباً خدمة لطموحات وأجندات انتخابيةquot;، في اشارة الى عزم أمين عام الجامعة الذي يغادر منصبه بعد ايام خوض معركة الانتخابات الرئاسية في مصر.
وكان موسى وصف الوضع الحالي في سوريا بأنه quot;خطر للغايةquot; داعياً الدول العربية الى quot;اتخاذ موقف جماعي من الاحداث الجارية هناك، وذلك بعد الانتقادات التي تعرضت لها الجامعة بسبب موقفها من التطورات في هذا البلد وعدم محاولتها التدخل لايجاد حل لأعمال العنف الجارية هناكquot;.
إلا ان السفير السوري اعتبر حركة الأمين العام للجامعة مشبوهة وقال لـ quot;إيلافquot; انها quot;ليست المرة الأولى التي يقدم فيها الأخير على إقحام الشأن السوري في اجتماعات الجامعة إذ سبق ان فعل ذلك اكثر مرة لكننا تصدينا له من منطلق عدم ممانعتنا تناول ما يجري في سوريا شرط التطرق ايضاً الى ما تشهده دول عربية أخرى من دون استثناء، بما في ذلك الوضع في البحرين التي لم نأت على ذكرها لكن اللبيب من الاشارة يفهم، مع علمنا ان هناك quot;خطاً أحمرquot; داخل الجامعة يحظر تناول الموضوع البحرينيquot;.
وكشف يوسف انه امام الرفض السوري القاطع لمناقشة الموضوع السوري حاول الأمين العام للجامعة يؤازره عدد من المندوبين quot;الالتفاف على قرارنا باقتراح عدم مناقشة الأمر بشكل رسمي وإدراجه ضمن جدول الاعمال والاستعاضة عن ذلك بالمرور على الأوضاع في سوريا من باب quot;الدردشةquot; لا اكثر وهذا ما اعترضنا عليه بشدة ايضاً مكررين القول ان على هذه الدردشة الا تستثني اي دولة عربية منهاquot;.
وفيما عزا السفير يوسف أحمد موقف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بانه quot;اذعان لمطالب وضغوط اميركية وبريطانية وفرنسيةquot;، لفت الى quot;انه سعى في محاولته الى تكرار ما قامت به الجامعة ازاء ليبيا التي فتحت الباب واسعاً امام التدخل الاجنبي في شؤونها ما ادى الى فرض حظر جوي عليها ما لبث ان تطور الى عمل عسكري شامل يحصد ارواح الآلاف ويدمر ليبيا ويستهدف وحدة اراضيهاquot;.
كما اكد ان القرار الصادر عن الجامعة في المسألة الليبيةquot; تم في غفلة عن سوريا التي تغيبت يومها عن الاجتماع، علماً انها سبق ان اعترضت على تجميد عضوية ليبيا في الجامعة باعتبار ان مثل هذا الاجراء يتطلب قراراً صادراً عن اجتماع يعقد على مستوى القمة.
واعتبر السفير أحمد quot;ان اقدام موسى على اثارة الموضوع السوري في هذا الوقت يتزامن مع مغادرته الموقع الذي شغله لسنوات وانصرافه للتحضير لمعركته الانتخابية في مصر التي يلزمها quot;عدة شغلquot; من بينها توجيه رسائل الى الخارج للحصول على دعمه، مع الاشارة إلى ان ما يقدم عليه من محاولة اقحام الشأن السوري داخل الجامعة يحمل تورطاً لخلفه وزير الخارجية المصري الحالي نبيل العربيquot;.
وفي ما يخص العلاقات السورية ndash; المصرية اكد السفير السوري لدى الجامعة يوسف أحمد انها quot;اكثر من جيدةquot; منوهاً بالقيادة الحالية التي quot;لدينا الكثير من القواسم المشتركة معهاquot;، مشيراً الى quot;اننا سبق ان رحبنا بتعيين العربي وزيراً للخارجية وها نحن نرحب اليوم بتوليه الامانة العامة للجامعة خلفاً لموسىquot;.
هذا وكان موسى قد تحدث للصحافيين عن نظرته الى الوضع في سوريا قائلاً انها quot;محل قلق وغضب من كل الدول العربية، وخاصة مع تزايد اعداد الضحايا من المدنيينquot;. واعتبر quot;ان هذا الوضع يشير الى وجود اضطراب كبيرquot;، فيما كشف عن اتصالات ومشاورات عربية مكثفة لمتابعة ما يجري في سوريا.
وأضاف: quot;ليس من المقبول ترك الأمر يجري بهذا النحو ابداًquot;، فيما رحب بالاقتراح المصري الذي اعلنه وزير الخارجية نبيل العربي بارسال مبعوث دولي للاطلاع على حقيقة الأوضاع في سوريا، ورأى انه قد يكون احد الحلول المطروحة، لكنه اعرب عن امله في وجود quot;موقف عربي جماعيquot; حيال ما تشهده الساحة السورية.
وقد سارع السفير احمد للرد على تصريحات موسى واصفاً اياها بـ quot;غير المتوازنة ولا تعدو كونها تجاهلاً فاضحاً لحقيقة ما تتعرض له سوريا من استهداف خارجي يستخدم اجندة واذرعاً داخلية سعت وتسعى الى ضرب الامن والاستقرار في البلاد والنيل من مواقف سوريا واستقلالية قرارها الوطني والقوميquot;.
التعليقات