شددت الولايات المتحدة الأميركية الجمعة على ضرورة وفاء الرئيس اليمني بالتزاماته بالخاصة بنقل السلطة بموجب المبادرة الخليجية، هذا في وقت تضاربت الأنباء حول إمكانية عودته من السعودية إلى صنعاء.
واشنطن: قال البيت الابيض ان الإدارة الاميركية لا تزال تعتقد ان على الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الالتزام بتعهده بالتوقيع على اتفاق الوساطة الذي قدمه مجلس التعاون الخليجي الذي يقضي بنقلالسلطة فوراً.
محللون حذروا من حرب اهلية في اليمن |
واضاف المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني في مؤتمر صحافي اليوم quot;اننا نعتقد ان مصلحة الشعب اليمني هي في نقل السلطة، ونحن مستمرون بالعمل مع شركائنا في المنطقة للمساعدة على تنفيذ هذا الامر.
وفي رده على سؤال عن تقارير تشير الى عودة صالح من المملكة العربية السعودية إلى اليمن، اجاب كارني ان quot;القضية ليست حول عودته، بل القضية هي عملية نقل السلطة التي تحتاج أن تحدثquot;.
واعلن مصدر سعودي لوكالة فرانس برس الجمعة ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يتلقى علاجًا فيإحدى مستشفيات الرياض اثر اصابته بانفجار لن يعود الى بلده، في حين كشفت مصادر دبلوماسية عن لقاء بين المعارضة والسلطة بحثًا عن حل توافقي يتضمن تشكيل حكومة توافقية.
وقال المصدر طالبًا عدم ذكر اسمه ان quot;الرئيس صالح لن يعود الى اليمنquot;. واضاف quot;لم يتم تحديد مكان اقامته حتى الآنquot; ملمحًا الى احتمال مغادرته السعودية. لكن مسؤولاً يمنيًا نفى عدم عودة الرئيس.
وقال نائب وزير الاعلام عبدو الجندي لفرانس برس ان quot;الرئيس صالح سيعود الى اليمن خلال الايام المقبلةquot;، من دون مزيد من التوضيحات.
وتتضارب المعلومات حول صحة الرئيس اليمني الذي نقل الى الرياض السبت في الرابع من الشهر الحالي، غداة اصابته في انفجار استهدف مسجد القصر الرئاسي.
في غضون ذلك، قالت مصادر دبلوماسية لفرانس برس ان شخصيتين تمثلان السلطة والمعارضة في اليمن التقتا قبل ايام في اوروبا لبحث صيغة سياسية تؤدي الى اخراج هذا البلد الفقير من ازمة مستعصية بدأت قبل اكثر من خمسة اشهر.
واوضحت المصادر ان quot;اللقاء في احدى العواصم الاوروبية، قد تكون لندن، جرى بين ياسين سعيد النعمان رئيس اللقاء المشترك المعارض وعبد الكريم الارياني مستشار الرئيس علي عبد الله صالح للشؤون السياسية، اللذين ناقشا صيغة حل توفيقي لإخراج اليمن من ازمتهquot;.
وتابعت ان الحل قوامه quot;تشكيل حكومة توافق وطني تتولى اتخاذ الخطوات اللازمةquot; في سبيل تحقيق ذلك. ويذكر أن المعارضة تضم أطيافًا من مشارب عدة.
من جهة اخرى، افاد شهود عيان ان اعداد انصار الرئيس اليمني كانت اقل من السابق خلال صلاة الجمعة في ميدان السبعين، بحيث اقتصر الحضور على داخل المسجد وليس خارجه كما كان يحدث سابقًا.
في المقابل، شارك عشرات الآلاف في الصلاة في ساحة التغيير في صنعاء وميدان الحرية في أب والبيضاء والحديدة وغيرها.
وللمرة الاولى منذ 29 ايار/مايو الماضي، عندما لقي حوالي عشرين شخصًا مصرعهم، ادى عشرات الآلاف الصلاة في ساحة الحرية في تعز.
وهتف المتظاهرون في المدن اليمنية quot;يا ملك عبدالله خذ علي عبداللهquot; وquot;الشعب أسقط النظامquot; وquot;الشعب يريد مجلسًا انتقاليًاquot;.
من جهة أخرى، خرج المئات من ابناء بلدة جعار في محافظة ابين، التي ينشط فيها تنظيم القاعدة، بعد صلاة الجمعة في مسيرة للمطالبة بخروج الجماعات المسلحة الجهادية التابعة للتنظيم من مدينتهم، فيما واصل سلاح الجو غاراته الجوية مستهدفًا مواقع يتحصنون فيها، كما افاد المسؤول المحلي محسن سالم سعيد لوكالة فرانس برس.
وقال عضو المجلس المحلي في البلدة ان quot;المئات من ابناء جعار تجمعوا امام مسجد الجامع للتعبير عن رفضهم الجماعات المسلحة التابعة للقاعدة، كما يزعمون، وطالبوا بخروجهم من مدينتهم خشية من تحولها الى مدينة اشباح، كما هو الحال في زنجبارquot;.
واضاف ان quot;مسلحي القاعدة قاموا بتفريق المحتجين بالرصاص الحي، وحاولوا اعتقال خطيب مسجد الجامع انور سليم، الذي دعا الى التظاهر ضدهمquot;.
وقال خطيب مسجد الجامع انور سليم لفرانس برس quot;بينما كنت اخطب في المصلّين، اطلق مسلحون متعاونون النار باتجاه المسجد وفي الهوا في محاولة لإخافتنا، وادى الى اصابة رجل مسنّ، كان ضمن المصلين، وعقب الصلاة خرجنا الى امام المسجدquot;.
وتابع الخطيب، المنتمي الى الحراك الجنوبي، quot;كانت ستحدث مجزرة بين المصلين والمسلحين لولا لطف الله، فالمسلحون الذين منعونا من التظاهر هم من ابناء المدينة، ومتعاونون معهم، ولم يظهر مسؤولو التنظيم الوافدون على المنطقةquot;.
من جهة ثانية، شنّ الطيران الحربي غارات عدة على مواقع يعتقد بأن مسلحي القاعدة يتحصنون فيها مما ادى الى اصابة اثنين من المسلحين وثلاثة مدنيين، كما قال شهود عيان. واضافوا ان المدنيين اصيبوا في غارة استهدفت نقطة العمودية، كما استهدفت غارة جوية منزل عبدالطيف السيد، احد العناصر المسلحين ادت الى اصابة شقيقه.
في هذا السياق الامني المضطرب، يواجه نائب الرئيس الفريق عبد ربه منصور هادي ضغوطًا داخلية وخارجية لتحقيق مطالب المتظاهرين بتأسيس مجلس انتقالي، الامر الذي من شأنه ان يمنع عودة الرئيس صالح الى السلطة. وقد التقى وفد من quot;شباب الثورةquot; منصور هادي الاربعاء.
ونقل عنه قوله انه quot;سيسعى الى ما اسماه التغيير العميق، وبداية رسم صفحة جديدة لليمن بعد ترتيب الاوضاع الامنية والاقتصادية خلال مدة لا تتجاوز اسبوعين حدًا اقصىquot;.
ودعوا حينها نائب الرئيس الى quot;توضيح موقفه من الثورة خلال الساعات الـ24 المقبلة ومن مسألة مشاركته في المجلس الانتقالي من عدمهاquot;. وquot;شباب الثورةquot; هم المحرك الاساس للحركة الاحتجاجية التي اندلعت ضد صالح، الذي يحكم اليمن منذ 33 عاما.
ومن ابرز مهام المجلس الانتقالي بحسب quot;شباب الثورةquot;، تولي ادارة البلاد خلال فترة انتقالية لا تزيد عن تسعة اشهر، يقوم خلالها المجلس بـquot;تكليف شخصية وطنية لتشكيل حكومة كفاءاتquot; وquot;حل مجلسي النواب والشورىquot;، اضافة الى تكليف لجنة لوضع دستور جديد والاستفتاء على هذا الدستور والتحضير لانتخابات برلمانية جديدة.
واعتبرت الولايات المتحدة الخميس ان اللقاء امر quot;مشجعquot;. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فكتوريا نولاند quot;نحن متشجعون لكون نائب الرئيس هادي قد بدأ يمد اليد للمعارضة وبدأ حواراquot; معها. واضافت quot;كما تعلمون نعتقد انه لا يجوز اضاعة الوقت في تحديد المستقبل الديموقراطي الذي يستحقه اليمنquot;.
وقد اصيب صالح بقذيفة سقطت على مسجد القصر الرئاسي خلال صلاة الجمعة بحسب الرواية الرسمية. كما اصيب مسؤولون آخرون، بينهم رئيس الوزراء، ولقي 11 شخصاً مصرعهم في القصف الذي اتهمت به احدى القبائل.
لكن مكتب ستراتفور الاميركي للشؤون الاستخباراتية اعتبر ان سبب الانفجار قنبلة، وليس قصفًا بقذيفة هاون او مدفع، مشيرًا الى محاولة اغتيال دبّرها على الارجح اشخاص من داخل نظامه. وبنى الخبراء الاميركيون استنتاجهم على تحليلهم لصور التقطت لمكان الانفجار من الداخل والخارج.
التعليقات