اعتبرت المعارضة الإيرانية تحديد الحكومة العراقية نهاية العام الحالي لإغلاق معسكر اشرف لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة في شمال بغداد دليل على تواطؤ المالكي وخامنئي، وأكدت أن تدخل النظام الإيراني بقضية المعسكر خط أحمر، ورفضت مقترح وزير خارجية العراق هوشيار زيباري في طهران اليوم لتشكيل لجنة مشتركة بين بغداد وطهران والصليب الأحمر لتصفية المعسكر واعتبرته دليلاً واضحًا على التواطؤ مع حكام إيران في الهجوم ضد سكانه أخيرًا.


زيباري وصالحي خلال مؤتمرهما الصحافي في طهران

أسامة مهدي: قال المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ان مقترح وزير خارجية العراق في طهران اليوم لتشكيل لجنة مشتركة مع نظام طهران حول أشرف دليل واضح على التواطؤ مع هذا النظام في ارتكاب المجزرة بحق مجاهدي خلق عندما هاجمت القوات العراقية معسكرها في اشرف في الثامن من نيسان (ابريل) الماضي، مما ادى الى مقتل 36 واصابة حوالي 400 اخرين من سكانه بجروح.

واكد ان اية محاولة للسماح بتدخل النظام الإيراني في قضية أشرف تعد خطًا احمر لا يمكن خرقه. وحمّل الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة المسؤولية حيال هذه الحالة، حيث quot;ينبغي ان لا يطعن الصليب الأحمر بمصداقيته بمشاركته في هذه الخطة القمعية التي تتعارض والقوانين الدوليةquot; كما قال المجلس في بيان صحافي تلقته quot;ايلافquot;.

وفي وقت سابق اليوم، اكد زيباري الذي يزور إيران حاليًا، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي قائلاً quot;اننا اقترحنا تشكيل لجنة مشتركة بين إيران والعراق واللجنة الدولية للصليب الأحمر لحل موضوع rdquo;مجاهدي خلق الإيرانيةrdquo; في مخيم أشرف، حيث إن الحكومة العراقية عازمة بأن يغلق هذا المخيم حتى نهاية العام الحاليquot;.

واضاف زيباري ان هذه اللجنة quot;ستبحث في طلبات اعضاء هذه المجموعة الذين يعيشون في معسكر اشرف، وخصوصًا الذين قد يريدون العودة الى ايران من دون ضغوط او عقباتquot;.

وقال المجلس الوطني للمقاومة انه quot;من الواضح أن اصرار زيباري وحكومة المالكي في الإعلان عن مهل محددة غير مبررة لإغلاق أشرف ليس سوى محاولة يائسة للالتفاف على القضية الجوهرية وإبعاد مناشدة المجتمع الدولي لاجراء تحقيق شامل وشفاف ومستقل حول هجوم 8 نيسان/ أبريل، وقتل 36 من سكان أشرف، ودهس الاشخاص العزل الآمن تحت سرفة المدرعات من دائرة الضوء والاهتمامquot;.

واضاف المجلس ان المقترح المقدم من قبل وزير خارجية العراق لتشكيل لجنة مشتركة مع نظام طهران والصليب الأحمر حول أشرف quot;مدان بقوة وغير مقبول تمامًا، ويدل بصورة واضحة على التواطؤ مع الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران بهدف ارتكاب المجزرة بحق اعضاء المعارضة ومذبحة جماعية لسكان أشرف، وان الصليب الأحمر ينبغي ان لا يطعن بمصداقيته من خلال مشاركته في هذه الخطة القمعية التي تتعارض والمعاهدات والقوانين الدوليةquot;.

ولفتت المقاومة الإيرانية انتباه المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة والولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الأوروبي واللجنة الدولية للصليب الأحمر، quot;إلى هذه المهل المفبركة الخاصة بتحديد نهاية 2011 لإغلاق معسكر أشرف، والتي تعد صنيعة مشتركة من قبل المالكي (رئيس الوزراء العراقي) وخامنئي (المرشد الاعلى الايراني) للتهرب من تبعات ارتكاب الجريمة بحق الإنسانية في أشرف لكونها بداية لتشديد القمع ومذبحة جديدة بحق سكانهquot;.

وشدد المجلس على ان quot;اية محاولة لإدخال نظام الملالي على الخط، والسماح لتدخل نظام الملالي في قضية أشرف ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية التي تم اعدام 120 ألف من اعضائها ومؤيديها حتى الآن على يد النظام نفسه، تعد خطًا أحمر لايمكن تخطيه للشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية، وخاصة بالنسبة إلى سكان أشرف، حيث إن الحكومة الأميركية والأمم المتحدة تتحملان المسؤولية في هذا المجال، ويجب عليهما أن تمنعا فسح المجال لتدخل النظام الإيرانيفي هذا الملفquot;.

وقال المجلس في الختام quot;ان تصريحات وزير خارجية العراق تدل على ان حكومة المالكي ليست فقط لا تملك الأهلية والنية والقدرة للحفاظ على سكان أشرف، بل إنها تحولت إلى اداة طيعة في ايدي الدكتاتورية الدموية الحاكمة في إيران لإبادة معارضة النظام، وعلى الأمم المتحدة والحكومة الأميركية ان تتحملا مسؤوليتهما في حماية ساكني أشرف العزل والآمنين، خاصة بعد المذابح في تموز/ يوليو 2009 ونيسان / أبريل 2011، وهما تتحملان المسؤولية حيال اي هجوم عليهم مجدداquot;.

وتطالب السلطات الإيرانية بغداد بتسليمها عناصر مجاهدي خلق المقيمين في معسكر أشرف في محافظة ديالى في شمال شرق بغداد. وكان النظام الإسلامي في إيران اعتبر أن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية حركة محظورة منذ العام 1981، حيث أقام لها الرئيس العراقي السابق صدام حسين هذا المعسكر خلال الحرب العراقية الإيرانية.

ويعيش في معسكر أشرف حالياً 3400 شخص بعدما تم نزع السلاح من أيديهم بعد دخول القوات الأميركية إلى العراق عام 2003، حيث تسلمت القوات الأميركية مسؤولية الأمن في هذا المعسكر قبل نقلها إلى القوات العراقية عام 2009.

واتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير أخيرًا الحكومة العراقية بقتل اكثر من ثلاثين من عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، وجرح مئات آخرين، باستخدام الرصاص الحي، في محاولة لقمع احتجاجات ضد القوات العراقية قاموا بها في معسكر أشرف.

يذكر أن منظمة مجاهدي خلق (الشعب) قد أسست في 1965 بهدف الإطاحة بنظام شاه إيران،وبعد الثورة الإسلامية في 1979 عارضت النظام الإسلامي، والتجأ كثير من عناصرها إلى العراق في الثمانينيات خلال الحرب بين إيران والعراق 1980- 1988. وتعتبر المنظمة الجناح المسلح للمجلس الوطني للمقاومة في إيران، ومقره فرنسا، إلا أنها أعلنت عن تخليها عن العنف في حزيران (يونيو) عام 2001.