واشنطن: أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما ان الولايات المتحدة رغم عقد من الحروب التي خاضتها، لا ينبغي ان quot;تنزع الى العزلةquot; بل تبقى مفتوحة امام احتمالات التدخل دوليا اذا اقتضت الضرورة.

ومع اعلان بدء سحب القوات الأميركية من افغانستان، اقر أوباما بالكلفة الباهظة للحروب التي خاضتها بلاده على الصعيد الدولي. لكنه سعى لطمأنة الأميركيين الذي باتوا اقل دعما للتدخل العسكري، بقوله ان quot;موجة الحرب اخذة في الانحسارquot;.

ويواجه الرئيس ضغطا من الكونغرس بسبب استمرار مشاركة الولايات المتحدة في حملة جوية متواصلة منذ ثلاثة اشهر في الاجواء الليبية. ورغم ذلك فقد اعلن الرئيس عن موقف ثابت محذرا من الرضوخ لمن يرغبون في التشكيك في الدور الدولي الذي تضطلع به الولايات المتحدة.

وقال أوباما ان quot;البعض بريد ان تنسحب أميركا تاركة مسؤولياتها كمرساة للامن الدولي لتدخل في عزلة تتجاهل الاخطار الحقيقية التي نواجههاquot;. واضاف ان quot;البعض الاخر يود ان تبذل أميركا من الجهد ما لا طاقة لها به اذ تواجه كافة الشرور التي تهدد العالمquot;. وقال أوباما ان بلاده كان يمكن ان تقف بدون ان تحرك ساكنا بينما يقتل الابرياء كما في ليبيا حيث قرر معمر القذافي، حسب قوله، بأن يذبح شعبه. غير انها اثرت التدخل.

وتابع الرئيس الأميركي quot;علينا ان نسلك نهجا وسطيا. وكما كان الحال في الاجيال السابقة، علينا ان نلتزم الدور الأميركي الفريد في مسار الاحداث التي يمر بها الجنس البشري، ولكن في الوقت ذاته علينا ان نتحلى بالبراغماتية دون التخلي عن الانسانية، قارنين الفكر الاستراتيجي بإرادة الفعلquot;.

وفيما بدا كمناشدة للشعب الأميركي لمنح الوضع في ليبيا بعض الوقت حتى تتضخ معالمه، تحدث أوباما عن المبادئ الأميركية القائمة على الحرية والرخاء للجميع. وقال الرئيس الأميركي quot;نحن لا نسعى لتأسيس امبراطوريات، بل لاتاحة الحق في تقرير المصير. لذا فاننا معنيون بطموحات الشعوب نحو الديموقراطية والتي تتلاطم امواجها في العالم العربي حالياquot;.

وتابع quot;سندعم تلك الثورات تماشيا مع ما نتمسك به من مثل وبطرحنا القوي لانفسنا كمثل يحتذى به، وبايمان لا يتزعزع بان كافة بني البشر لديهم الحق في الحياة الحرة الكريمةquot;. وتطرق أوباما للحديث عن الكلفة الباهظة والمؤلمة للحرب، مشيرا الى مقتل قرابة 4500 أميركي في العراق واكثر من 1500 في افغانستان، فضلا عن اعداد تفوق ذلك بكثير ممن اصيبوا باعاقات بدنية ونفسية.

كما لم ينس الرئيس الأميركي وضع الاقتصاد الأميركي الذي يترنح في تعافيه ما يهدد فرص اعادة انتخابه في 2012، مشيرا الى ان بدء أميركا سحب قوات لها في الخارج يفتح صفحة جديدة. وقال أوباما quot;خلال العقد الماضي انفقنا تريليون دولار على الحرب بينما تزايد فيه الدين العام وخبرنا صعوبات اقتصاديةquot;.

وتابع quot;آن الاوان للتركيز على بناء الامة هنا في الداخل. الان علينا ان نستثمر في اعز ما تملك أميركا من موارد وهو شعبها. علينا ان نطلق طاقات الابداع ما يخلق وظائف جديدة وينشط الانتاج مدركين في الوقت ذاته ضرورة عدم الانفاق اكثر من قدرتناquot;.

وكان السناتور المخضرم جون ماكين اعرب مؤخرا عن قلقه من تنامي النزعة الانعزالية لدى حزبه الحزب الجمهوري، خاصة بين الساعين للفوز بترشيح الحزب لخوض انتخابات الرئاسة لعام 2012 مثل المرشحة المفضلة لحركة حفل الشاي ميشيل باتشمان والمرشح الجمهوري البارز ميت رومني. وقال ماكين quot;في تاريخ الحزب الجمهوري ثمة نزعة نحو الانعزالية، كما رأينا في جناح بات بوكانان (المنافس الرئاسي الجمهوري السابق). لكن يبدو ان تلك النزعة انتقلت الان الى قلب الحزبquot;.

وخلال الخطاب الذي بثته شبكات التلفزيون في مختلف انحاء البلاد، صرح الرئيس أوباما بأنه امر بعودة كافة القوات الأميركية الاضافية، وعددها 33 الف جندي، بحلول الصيف المقبل مع اعلانه بدء خفض الانخراط العسكري الاميركي في افغانستان. وقال أوباما متحدثا من البيت الابيض quot;ستتغير المهام التي نضطلع بها من المهام القتالية الى الدعم. وبحلول 2014 ستستكمل عملية الانتقال، وسيضطلع الشعب الافغاني بالمسؤولية عن امن بلادهquot;.