يرى الإعلامي المحافظ نايل غاردنر أن سياسة أوباما الخارجية الخجولة محرجة لقوة عالمية عظمى ويتساءل إن كان الطغاة قد كفوا عن الخوف من أمريكا.


واشنطن: نشرت صحيفة التلغراف المحافظة مقالة لنايل غاردنر المعروف بدعمه لحزب الشاي الأمريكي وعمل في شبكة فضائية فوكس اليمينية وهو يحتل الآن موقع مدير quot;مركز مارغريت تاتشر للحريةquot;.

وفيها عبر عن استيائه العميق من الطريقة التي تتعامل إدارة أوباما وفقها مع الأزمة الليبية، وهي كما يراها المعلق السياسي الشهير نموذجا لسياسة الإدارة الأميركية الخارجية حاليا.

فحقيقة أن أوباما لم يحرك ساكنا خلال عشرة أيام من انفجار الأزمة ومقتل آلاف المدنيين خلالها في الشوارع الليبية ولم يجرؤ على إطلاق تسمية quot;الكلب المسعورquot; على القذافي إلا بعد وقوع هذه المذابح لهو إحراج كبير للدولة الوحيدة في العالم التي تعد quot;قوة عظمىquot; وعلامة مميزة لزعامة العالم اليوم.

يرى المحافظ البريطاني العتيد أنه على العكس مما هو عليه الحال الآن كانت الولايات المتحدة قبل سنوات قليلة مصدر خوف حقيقي على المسرح العالمي بالنسبة للانظمة الديكتاتورية والخصوم الاستراتيجيين وداعمي الإرهاب وكل هؤلاء كان عليهم التعامل بحذر مع أقوى أمة في العالم.

لكن واشنطن تبدو اليوم محتارة في اتباع أسلوب واضح بالنسبة للقضايا الخارجية.

فابتداء من طهران وحتى طرابلس كانت إدارة أوباما بطيئة في قيادتها وخائفة من إدانة تصرفات دولة تشرف على القمع والعنف ضد مواطنيها.

مثال آخر على هشاشة المواقف الأميركية: حين خرج المتظاهرون إلى الشوارع في إيران عام 2009 وقوبلوا بعنف شديد لم يظهر باراك أوباما أي نوع من التعاطف مع الضحايا.

يرى الكاتب غاردنر في مقالته المنشورة بصحيفة التلغراف أنه على العكس من الرئيسين السابقين رونالد ريغان وجوج دبليو بوش فشل أوباما في رؤية الولايات المتحدة باعتبارها بلدا استثنائيا مع دور فريد في قيادة العالم الحر والوقوف بوجه الاستبداد.وبالعكس من ذلك ظل أوباما يستخدم لغة اعتذارية عما فعلته أمريكا في العالم.

يمكن القول إن زعيما يفتقد الشعور بالفخر بدور تاريخ امته باعتباره محررا عظيما يكون باختصار عاجزا عن عكس هذه القوة في الخارج.

كان الموقف الضعيف الذي اتخذه البيت الأبيض الأسبوع الماضي أضعف حتى من الموقف الفرنسي الذي اخذ موقفا أصلب من الموقف الأميركي.

وما يمكن قوله هو أن أسلوب إدارة أوباما الخجول في مجال السياسة الخارجية هو آخر ما يحتاج إليه العالم في وقت تصاعد الاضطرابات في الشرق الأوسط بما فهيا تنامي التهديد النووي الناجم عن إيران وامكانية امتلاكها للسلاح النووي، وتصاعد النشاط الإسلاموي من مصر إلى اليمن.

وإذا كانت زعامة الولايات المتحدة ضرورية جدا الآن أكثر من أي وقت آخر نجد أن إدارة أوباما كما يرى الكاتب قد أضاعت هذه الزعامة ورمتها للريح.