صادفت يوم السبت الذكرى الخامسة لأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي اختطفته فصائل فلسطينية في عملية أطلقت عليها اسم quot;الوهم المتبددquot; على تخوم قطاع غزة عام 2006. وفي هذا الإطار طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الفصائل التي تحتجز شاليط بضرورة إثبات أنه على قيد الحياة، الأمر الذي رفضته هذه الفصائل دون دفع الثمن.


شاليط يكمل في الأسر 5 سنوات

رام الله: تعالت الأصوات الدولية المطالبة حركة حماس والفصائل الفلسطينية المقاومة الآسرة للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في قطاع غزة بضرورة الكشف عن مصيره، وإثبات أنه على قيد الحياة.

وكان شاليط قد اعتقل على يد مجموعة من المقاومين في عملية الوهم المتبدد في الخامس والعشرين من حزيران/يونيو عام 2006 ضمن عملية الوهم المتبدد التي قامت بها كل من كتائب الشهيد عز الدين القسام (الجناح العسكرية لحركة حماس)، وألوية الناصر صلاح الدين، وجيش الإسلام التي بدأت في تمام الساعة الخامسة والربع فجر يوم الأحد، واستهدفت موقعاً للجيش الإسرائيلي على الحدود الشرقية لمدينة رفح، حيث قتل في العملية عدد من الجنود الإسرائيليين وأسر جلعاد شاليط.

في هذا الإطار، أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن قلقاً يساورها حول مصير الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط أكثر من أي وقت مضى بعد مرور خمس سنوات على اعتقاله، وطالبت حركة حماس بالإثبات أن الجندي ما زال على قيد الحياة.

وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من جنيف في بيان حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه، أن جلعاد شاليط اعتقل من دون إمكانية التواصل مع أحد طوال هذه السنوات الخمس، وما زالت أُسرته دون أخبار عن مكان وجوده وعن حاله. وقال المدير العام لّلجنة الدولية quot;إيف داكورquot;: quot;إن انعدام المعلومات بشأن شاليط أمر غير مقبول بتاتًا، إذ يحقّ لأهل شاليط الاتصال بابنهم بموجب القانون الدولي الإنسانيquot;.

وأضاف البيان: quot;إن اللجنة الدولية طلبت من حماس مرارًا وتكرارًا، دون جدوى، السماح للجندي شاليط بتبادل الأخبار مع أحبائه، وكررت في مناسبات كثيرة مطالبتها بمقابلة شاليط، ولكن لم تقبل حماس قطّ السماح لها بذلكquot; حسب تعبيرها. وطالبت اللجنة الدولية بضرورة أن تثبت حركة حماس أن شاليط على قيد الحياة نظرًا إلى عدم وجود أي دليل على أنه ما زال على قيد الحياة منذ عامين تقريبًا في أعقاب شريط الفيديو الذي تم نشره وأطلق على إثره سراح عدد من الأسيرات الفلسطينيات.

وقال quot;داكورquot;: quot;إن القانون الدولي الإنساني يوجب على حماس الحفاظ على حياة شاليط ومعاملته معاملة إنسانية والسماح له بالاتصال بأُسرتهquot;.

وأكدت اللجنة أنها تواصل بذل قصارى جهدها لكي تتمكن من مقابلة شاليط أو على الأقل من تحقيق التواصل بينه وبين أُسرته.

وكشف الناطق بلسان منظمة الصليب الأحمر في إسرائيل ران غولدشتاين أخيراً، عن حوار سري أجرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر منذ خمس سنوات مع حماس في قضية شاليط. وأوضح غولدشتاين في تصريحات له، أن ممثلين عن الصليب الأحمر قد التقوا بقياديين عن حركة حماس في مسعى إلى إقناعهم بالسماح لعائلة شاليط الاتصال بابنها وبالسماح لممثلي المنظمة الدولية مقابلة الجندي، مبديًا قلق المنظمة في هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى على حياة الجندي.

مطالبات دولية

مع حلول الذكرى الخامسة لأسر شاليط، حثّ البيت الأبيض حركة حماس الإفراج عنه فورًا، وقال الناطق بلسان البيت الأبيض: quot;إن خمس سنوات قد مرت منذ اعتقال شاليط، ومنذ ذلك الحين تحتجزه حماس رهينة دون السماح لممثلي لجنة الصليب الأحمر الدولية بزيارته، مما يعد انتهاكًا للآداب الأساسية وللمتطلبات الإنسانية الدوليةquot;.

بدوره، حثّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حركة حماس على ضرورة إطلاق سراح شاليط فورا، معربًا في الوقت عينه عن دعمه لنداء الصليب الأحمر الدولي الذي دعا حماس إلى معاملة الجندي معاملة إنسانية، والإثبات أنه على قيد الحياة، والسماح لأسرته بالاتصال معه. وأضاف البيان أن الأمم المتحدة ستواصل دعم المفاوضات من أجل الإفراج عن شاليط، الأمر الذي يترتب عليه أيضا الإفراج عن أسرى فلسطينيين.

هذا ودعا الاتحاد الأوروبي إلى الإفراج الفوري عن شاليط، وقال القادة الأوروبيون في بيان مشترك: quot;إن المجلس الأوروبي يعرب عن قلقه البالغ حيال مصير شاليط المسجون لدى حماس في انتهاك واضح للقانون الإنساني الدولي ويطالب بالإفراج الفوري عنهquot;.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه أن فرنسا quot;لم تنس جلعاد شاليطquot;، الجندي الإسرائيلي الذي يحمل أيضًا الجنسية الفرنسية، مطالبًا منح الصليب الأحمر الحق في زيارته.وقال جوبيه في تصريح صحافي: quot;عشية الذكرى الحزينة لمرور خمسة أعوام على أسره أود أن أقول مجددًا إن وضع مواطننا، المعتقل في ظروف لا تراعي أدنى المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، مرفوض، مؤكدًا أن شاليط يعد الرهينة الفرنسي الذي بقي في الاعتقال لأطول فترة على الإطلاقquot;.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه ينوي تشديد ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين ردا على رفض حماس منذ خمسة أعوام السماح للصليب الأحمر بزيارة شاليط.

هذا وتنظم السبت هيئة النضال من أجل الإفراج عن الجندي شاليط سلسلة فعاليات لمناسبة الذكرى الخامسة لاحتجازه، ودعا والد شاليط، الإسرائيليين إلى المشاركة في الاعتصام الجماهيري الذي سيقام في خيمة الاعتصام أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي في القدس المحتلة.

إسرائيل تفشل في تحرير شاليط

وفي إطار مساعيها الرامية إلى تحرير شاليط، أكد أبو مجاهد المتحدث الرسمي باسم ألوية الناصر صلاح الدين إحدى الجهات الآسرة لشاليط في اتصال هاتفي مع quot;إيلافquot; أن مرور خمسة أعوام على عملية أسر الجندي الإسرائيلي دليل على عجز وفشل الإسرائيليين في مساومة المقاومة على مطالبها العادلة بالإفراج عن الأسرى.

وقال أبو مجاهد: quot;في الذكرى الخامسة لاعتقال شاليط نؤكد على فشل الاحتلال الأمني والعسكري وبإقرار من رئيس أركانه على مدار خمس سنوات في الحصول على معلومة واحدة عن جنديه الأسير رغم استخدامهم العملاء الوسائل التكنولوجية المتقدمة.

وأضاف: quot;لم يبق أمام إسرائيل إلا القيام بتلبية مطالب المقاومة والرضوخ إليها في تنفيذ صفقة التبادل، موضحًا في الوقت نفسه أن الإجراءات التعسفية التي أقرها رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو ضد الأسرى ستزيد المقاومة إصراراً وثباتاً على مطالبها، ولن تفلح في النيل من عزائم الأسرى الذين سننتزع لهم المقاومة حق الحريةquot;.

وحذر أبو مجاهد إسرائيل من ارتكاب أي حماقة، مشددًا على أن الطريق الوحيد ليرى شاليط النور هو الإفراج عن الأسرى.وأوضح أن المقاومة لديها إستراتيجية واضحة للإفراج عن الأسرى والقائمة بالأساس على أسر الجنود الإسرائيليين وان عملية quot;الوهم المتبددquot; التي اعتقل نتيجتها شاليط لن تكون الأخيرة، وسوف تتوالى عمليات الأسر حتى تحرير آخر أسير من السجون الإسرائيلية.

الصليب الأحمر مطالب بالمهنية

وأكد الناطق الإعلامي للجان المقاومة أن الصليب الأحمر كان قد طالب كثيرًا بإثبات أن الجندي الإسرائيلي حيّ، وكانت هذه الرسائل التي يتحدث عنها الصليب الأحمر معروفة لوسائل الإعلام، ولم تكن سرية بالدرجة التي تم الحديث عنها أخيرًا.

وقال أبو مجاهد في رده على تصريح وبيانات اللجنة الدولية للصليب الأحمر: quot;إن المقاومة قالت إنها تتعامل مع الموضوع من ناحية أمنية، ولا يمكن أن نستجيب لطلبات الصليب الأحمر، منوها في الوقت عينه أن تصريح الصليب بإثبات أن الجندي على قيد الحياة، يثبت مدى الازدواجية في التعامل لدى الصليب، وأنه لم يتعامل بالمهنية المطلوبةquot;.

وأكد أن هناك مئات الأسرى الفلسطينيين الذين لا يعرف طبيعة وضعهم الصح،ي إضافة إلى الأسرى المعزولين، الذين يعانون ظروفًا صعبة للغاية، مطالبًا الصليب الأحمر القيام بواجبه تجاه هؤلاء الأسرى والعمل بمهنية بعيدًا عن الازدواجية وسياسة الكيل بمكيالين.

المعلومة بثمن

وقال: quot;بالنسبة إلى موضوع شاليط نتعامل معه من ناحية أمنية، ولا يمكن أن نقدم أي معلومة عن هذا الجندي إلا بثمنquot;. وعن علاقة هذا التوجه من قبل الصليب الأحمر بصفقة التبادل بين إسرائيل وفصائل المقاومة، قال أبو مجاهد: quot;هناك تلكؤ من قبل الإسرائيليين، وأحمّل حكومة نتنياهو المسؤولية عن عدم إتمام الصفقةquot;. ونوه إلى أنه وقبل حوالي خمسة أشهر كان هناك اختراق حقيقي في صفقة التبادل، لكننا فوجئنا أن الجانب الإسرائيلي يتراجع ويضع عراقيل من جديد.

وقال: quot;ألخّص هذه العراقيل في أن الجانب الإسرائيلي عاد إلى موضوع الخطوط الحمراء وأنه لا يستطيع الإفراج عن عدد من الأسرى الذين تطالب المقاومة بإطلاق سراحهم، وهم من أصحاب أحكام المؤبداتquot;.

وتابع: quot;من يتحمل مسؤولية عدم إنجاز الصفقة هي الحكومة الإسرائيلية، وهي التي تضع العراقيل أمامها، لافتًا إلى سعي المقاومة طوال المدة الماضية إلى تحقيق اختراق وإنجاز الصفحة، ولكن عراقيل إسرائيل هي التي تعطلها، والوسيط الألماني يعلم ذلكquot;.

المجتمع الدولي يتجاهل آلاف الأسرى

في ما يتعلق بالمطالبات الدولية من قبل البيت الأبيض والأمين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية الفرنسي والجهات الدولية الأخرى، قال أبو مجاهد: quot;إن المجتمع الدولي ينظر بعين واحدة تجاه هذا الموضوع، حيث لا ينظر إلى معاناة أهالي الأسرى، خاصة المحرومين من الزيارة، ولا يهتم بالواقع الصعب الذي يعيشه الأسرى وذووهم، ولا يهتم بالقضايا الوطنية الفلسطينية، وهذه النظرة تصب فقط في مصلحة الإسرائيليين.

وأكد أن الشعب الفلسطيني يطالب بالإفراج عن الأسرى معوّلاً على جهود المقاومة التي تمكنت من أسر شاليط، موضحًا أن المقاومة لن تتنازل قيد أنملة عن مطالبها المحددة والواضحة ودون ذلك لا يمكن لأحد أن يحصل على معلومات.

وعن إمكانية السماح لممثلي الصليب الأحمر زيارة شاليط، شدد أبو مجاهد على رفض هذا التوجه تمامًا بالنسبة إلى الصليب أو أية جهة أخرى.

وقال: quot;سبق وقدمنا إثباتًا أن هذا الجندي على قيد الحياة من خلال شريط فيديو، وأثبتنا أن المقاومة صادقة في ما تقول، وأنها جادة في الدخول في التفاوض مع الجهة الراعية لانجاز صفقة التبادل، ولكن إسرائيل تعوقها بوضع العراقيل أمامهاquot;.وأضاف: quot;لا يمكن أن نعطي أية دلائل جديدة للصليب الأحمر بأن شاليط على قيد الحياة من دون ثمن، فالاحتلال يتلاعب من أجل الحصول على معلومات استخباراتية، وبالنسبة إلى اللصليب الأحمر فنحن نتعامل مع الملف الأمني إلى أبعد الحدود، ولا يمكن أن نسمح لأي شخص أن يزور هذا الجنديquot;.

وبين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود أولمرت يتحمل المسؤولية الأولى، واليوم يتحمل هذه المسؤولية بشكل كامل رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو.

وعن إمكانية إجراء لقاءات مع الصليب الأحمر بخصوص شاليط، أوضح أن الصليب عندما تحدث عن محادثات سرية قد ضخم الموضوع بشكل كبير، وذلك لأن المطالبات والمحادثات كانت تشمل إدخال بعض الأمور إلى شاليط، وهي أمور سبق ونشرت عبر وسائل الإعلام. ونفى أن تكون هناك محادثات ومفاوضات سرية بخصوص شاليط، لأن الصليب لا يعد وسيطًا في مفاوضات شاليط، لافتا إلى أن المفاوضات السرية التي كانت تتم مع الجانب الإسرائيلي حول شاليط جرت من خلال الوسطاء، داعيًا في الوقت عينه إلى عدم تضخيم الأمور.

صفقة شاليط

عن صفقة شاليط والجهود المبذولة، قال أبو مجاهد: quot;نحن نؤكد أن الجهود والمفاوضات لم تتوقف في الفترة الأخيرة، وأن الجهود المصرية تحاول إحداث اختراق في صفقة التبادلquot;.

وأضاف: quot;حتى اللحظة لا يوجد أي جديد، وإسرائيل هي التي تضع العراقيل، لكونها لا تريد الإفراج عن عدد من الأسرى ضمن القائمة التي حددتها فصائل المقاومة، مبينًا أن إسرائيل هي التي يمكن أن تحرك هذه الصفقة بالموافقة على مطالب المقاومةquot;. وقال: quot;نحن نثق بهذه الجهود وبانتظار ردهم حول طبيعة ما آلت إليه الأوضاع والمتعلقة ببعض الأشياءquot;.

وأكد أن مطالب الجهات الآسرة واضحة وتتمثل في إطلاق سراح 1400 أسير، على رأسهم قائمة تضم 450 أسيرًا من المحكومين أحكامًا عالية والمرضى وكبار السن وقادة الفصائل وإطلاق سراح جميع الأسيرات والأسرى الأطفال من دون أن يكون هناك أي انتقاص لأي من هذه الأسماء وبإطلاق سراح 550 باقي العدد الموجود ضمن اتفاقية الصفقة.

وقال: quot;نلاحظ أن الإسرائيليين يتراجعون بعد أيام عن العرض الذي تم التوافق عليه مع الوسطاء وهنا نحمّل حكومة إسرائيل المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع وعدم إنجاز الصفقةquot;.

تضييقات على الأسرى

في هذا الخصوص أكد الأسير المحرر رأفت حمدونة، مدير مركز الأسرى للدراسات وعضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعطى أوامره بتشديد العقوبات على الأسرى الفلسطينيين. وأوضح حمدونة في بيان صحافي حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه، أن الأسرى في السجون الإسرائيلية تلقوا تعليمات تقضي بمنع دراستهم في الجامعة الإسرائيلية المفتوحة، ناهيك عن إجراءات قمعية أخرى.

واستنكر حمدونة أقوال النائبة ميري ريغف من الليكود التي أشادت بتضييقات وموقف نتنياهو ووصفت الأسرى الفلسطينيين والعرب بـquot;الحيوانات البشرية وينبغي التعامل معهم بما يتناسب مع ذلكquot;.

من جهة أخرى دعت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، رئاسة الصليب الأحمر في جنيف لعدم تجاوز نصوص القانون الدولي والإنساني بالحديث عن الجندي الإسرائيلي quot;جلعاد شاليطquot; الأسير بيد المقاومة الفلسطينية وكأنه القضية الإنسانية الوحيدة في العالم، في حين أن هناك أكثر من ستة آلاف عائلة فلسطينية تعيش الحرمان من أرباب البيوت والأمهات الأسرى في السجون الإسرائيلية.

وكان الناطق بلسان منظمة الصليب الأحمر في إسرائيل ران غولدشتاين قد أشار في رده على إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تغيير ظروف اعتقال السجناء الأمنيين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، إلى أن المنظمة الدولية ستدرس أولاً التفاصيل المتعلقة بذلك ثم تتحاور مع السلطات المعنية في إسرائيل.