رئيس تجمع 15 آذار من أجل الديمقراطية: لا بد من توحيد صفوفها لدعم الداخل المعارضة السورية في الخارج تعوّل على انشقاق الجيش لتفتيت النظام |
وسع الجيش السوري الأحد نطاق عملياته العسكرية في بلدة القصير القريبة من لبنان ما دفع مئات الاشخاص الى اللجوء الى الجانب الاخر من الحدود، وذلك عشية اجتماع غير مسبوق لشخصيات سورية مستقلة في دمشق ينعقد اليوم الاثنين.
دمشق: وسع الجيش السوري الأحد نطاق عمليته العسكرية في بلدة القصير القريبة من لبنان ما دفع بالعديد من السكان الى اللجوء إلى الجانب الآخر من الحدود. وقال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ مقرا له في لندن، quot;سمع اطلاق نار ليلا في مدينة القصيرquot;. وتابع نقلا عن شهود quot;بالامس (السبت) هرب مئات من سكان القصير الى لبنانquot;.
وكان المرصد افاد السبت عن مقتل مدنيين اثنين في القصير برصاص قوات الامن السورية التي عززت وجودها في البلدة منذ الجمعة، مشيرا الى اعتقال عدد من الاشخاص. وقال عبد الرحمن quot;سمع كذلك اطلاق نار خلال الليل في احياء عدة من حمصquot; التي دخلها الجيش منذ عدة ايام.
وفي منطقة عكار في شمال لبنان، افاد مختار بلدة الكنيسة علي حمود وكالة فرانس برس ان quot;بين 350 الى 400 شخص دخلوا الكنيسة الحدودية قادمين من سوريا، وانتشروا في عدد من منازلها وفي بلدة مجاورةquot;.
واوضح ان غالبية القادمين هم من اللبنانيين المقيمين في بلدتي الهيت والدويك السوريتين الحدوديتينquot;. وقال الشيخ مصطفى حمود، امام مسجد في الكنيسة، من اصل سوري، ان عائلتي quot;مقسومة بين لبنان وسوريا. اشقائي المقيمون في سوريا موجودون عندي في المنزل موقتا، لكنهم يريدون العودةquot;.
واوضح الشيخ حمود الذي ينسق على الارض مع القادمين من سوريا، ان quot;معظم الزوار من سوريا الذين لديهم بمعظمهم اقارب في منطقة وادي خالد في عكار، يأتون مساء الى لبنان خوفا من حصول تطورات أمنية في الليل، ثم يعودون صباحا للعمل في اراضيهم. انه موسم حصاد القمحquot;.
ويسلك القادمون الى الكنيسة وجوارها معابر ترابية غير قانونية وعرة تستخدم عادة في عمليات التهريب بين البلدين. وهذا ما يجعل من الصعب جدا إحصاء الواصلين. وقتل اربعة مدنيين السبت برصاص قوات الامن في جنوب دمشق ومحافظة حمص فيما دخل الجيش السوري قرية الناجية المتاخمة للحدود التركية في اطار متابعة انتشاره في ريف ادلب (شمال غرب)، غداة يوم تعبئة حاشدة ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
من جهة اخرى، يعقد لقاء تشاوري يضم عددا من الشخصيات المستقلة في دمشق اليوم الاثنين تحت شعار quot;سوريا للجميع في ظل دولة ديمقراطية مدنيةquot; للتشاور حول الوضع الراهن في سوريا وسبل الخروج من الازمة. وقالت quot;بي بي سيquot; إن quot;من أبرز المشاركين في اللقاء المعارضين ميشيل كيلو وعارف دليلة وفايز ساره وغيرهم من الداخل والخارج من معارضين غير حزبيين، دون مشاركة لأي من رموز السلطةquot;.
وأضافت أن الاجتماع quot;سوف يأخذ شكلاً تشاورياً للتداول في الوضع السوري الراهن وكيفية الانتقال إلى دولة ديمقراطية مدنية، كما سيتناول المجتمعون السبل الآيلة إلى الانتقال السلمي والآمن بسورية إلى نظام ديمقراطيquot;. ومن المقرر أن يستمر اللقاء يوماً واحداً فقط تُعلن في ختامه مجموعة توصيات على شكل مقترح يُقدَّم إلى الرأي العام والسلطة، وبشكل يسمح بإتاحة المجال أمام جميع شرائح المجتمع لبناء الدولة الديمقراطية المنشودة.
وقال المحامي انور البني انها المرة الاولى منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا تعقد شخصيات مستقلة اجتماعا في شكل علني، لافتا الى ان الاجتماع quot;لن يضم احزابا معارضةquot;. واضاف البني الذي افرج عنه اخيرا بعدما امضى نحو خمسة اعوام في السجن، ان هذا الاجتماع الذي سيجمع نحو مئة مثقف ويستمر يوما واحدا quot;يهدف الى بحث الوضع للخروج من الازمةquot;.
وقال معارض لفرانس برس رافضا كشف هويته ان quot;المعارضين رفضوا عرض الحوار الذي تقدم به النظام السوري، مطالبين اولا بوقف استخدام القوة ضد المتظاهرين وانسحاب الدبابات من الشوارعquot;. من جانبه، اعلن الكاتب والمعارض السوري ميشال كيلو لفرانس برس ان quot;المعارضين لن يحاوروا النظام اذا لم يتوافر مناخ ملائم لذلكquot;.
واضاف كيلو الذي سجن ثلاثة اعوام لتوقيعه اعلانا يؤكد سيادة لبنان المجاور لسوريا quot;من حق الناس ان يتظاهروا سلميا وينبغي الافراج عن المعتقلين وعلى السلطات ان تعترف بوجود المعارضة في موازاة وقف استخدام القوة، والا لن ينجح الحوارquot;.
الجيش يواصل عملياته
وذكرت صحيفة الوطن القريبة من النظام الاحد ان الجيش السوري واصل عملياته في جسر الشغور (شمال غرب) بهدف quot;ملاحقة المجموعات المسلحة التي ارتكبت جرائم فظيعةquot; في هذه المنطقة القريبة من تركيا.
واضافت الصحيفة ان الجيش بات يسيطر على قرية خربة الجوز التي دخلها الخميس والتي تبعد اقل من كلم واحد من الحدود التركية. وقال المتحدث باسم الجيش السوري رياض حداد في مقابلة مع شبكة quot;سي ان انquot; الاميركية ان اكثر من 700 quot;ارهابيquot; فروا من هذه القرية الى الجانب الاخر من الحدود مع عائلاتهم.
وكان مئات الجنود السوريين دخلوا خربة الجوز الخميس معززين بدبابات، ثم دخلوا السبت قرية الناجية المحاذية ايضا للحدود التركية. ويؤكد لاجئون ان هذه العمليات العسكرية المستمرة منذ بداية حزيران/يونيو تهدف الى قمع المعارضين ومنع السكان من الهرب الى تركيا المجاورة.
واشارت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا الى عودة نحو 730 شخصا الى جسر الشغور لليوم الثاني على التوالي. وحتى الان، فر نحو 12 الف سوري الى تركيا فيما وصل خمسة الاف الى لبنان في منتصف ايار/مايو.
وتشهد سوريا منذ ثلاثة اشهر احتجاجات غير مسبوقة تسعى السلطة الى قمعها عن طريق قوات الامن والجيش مؤكدة ان تدخلها املاه وجود quot;ارهابيين مسلحين يبثون الفوضىquot;. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان انه منذ بدء الاحتجاجات قتل 1342 مدنيا و343 شرطيا وجنديا، في حين تحدث رياض حداد للشبكة الاميركية عن مقتل 1300 عنصر من قوات الامن السورية.
من جهتها، اكدت ايران الاحد انها لا تتدخل في شؤون سوريا متهمة الاتحاد الاوروبي بشن حملة تشويه ضد دمشق quot;من دون اساسquot;، وذلك بعدما تبنى الاتحاد الجمعة عقوبات اضافية طاولت ثلاثة مسؤولين في الحرس الثوري الايراني اتهموا بمساعدة حملة القمع في سوريا.
وفي باريس، اعلن quot;المنتدى الثقافي اللبنانيquot; وقوفه quot;الى جانب ثورة الشعب السوريquot; وادانة quot;كل اعمال القمع والترويع والقتلquot;. واتهم في بيان quot;انظمة القمع والاستبداد بتغذية الانقسامات وإشعال الحروب الاهلية وتهديد الاستقرارquot;.
مثقفون سوريون بارزون يقاطعون اللقاء التشاوري
ومن جهة أخرى، علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن العديد من المثقفين المستقلين والمعارضين السوريين البارزين قاطعوا اللقاء التشاوري (سورية للجميع في ظل دولة ديمقراطية مدنية) الذي عقده عدد من المثقفين السوريين المستقلين والمعارضين لبحث الأوضاع الحالية والخروج من الأزمة، ومنهم الناشط السياسي عارف دليلة، الناشط السياسي حازم نهار، المحامي حبيب عيسى، المحامي أنور البني، الناشط السياسي أكرم البني، الإعلامي حسين العودات، الكاتب ياسين الحاج صالح، والفنان فارس الحلو، الناشط كمال شيخو، وعديدون غيرهم.
ورغم أن الإعلام السوري أشار إلى مشاركته في المؤتمر، نفى المحامي أنور البني لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن يكون قد شارك في أي جلسة من جلساته أو أن لديه نية سابقة في المشاركة، وقال إن المركز السوري للدراسات والبحوث القانونية أرسل مندوباً لحضور المؤتمر بصفة مراقب لا بصفة مشارك، وانتقد عدم دقة بعض وسائل الإعلام في نقل أسماء المشاركين.
وعلمت (آكي) من بعض المثقفين المقاطعين للمؤتمر أن الأسباب متقاربة بشكل أو آخر وهي عدم ثقتهم بأن المؤتمر سيساهم جدياً في حل الأزمة السورية القائمة.
التعليقات